من سيدير ملف تبادل الاسرى بين حماس واسرائيل؟
غزة /خاص سوا/ يبدو أن ملف الاسرى الاسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس في غزة عاد يطفو على السطح مجدداً وذلك بعد الرسائل التي وجهتها "حماس" من خلال نشرها لمشاهد تتعلق بحياة الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط أثناء فترة احتجازه.
وسبق مقطع الفيديو المتعلق بشاليط رسالة الجندي المحتجز حالياً لدى حماس شاؤول آرون التي يخاطب فيها والدته، واصفاً وضعه في ظل أجواء البرد الشديد، وصمت الحكومة الاسرائيلية على قضيته التي دخلت العام.
وفي ظل تلك التحركات بات السؤال الأكثر إلحاحاً هل من الممكن أن تُعقد مفاوضات جديدة لتبادل الأسرى بين حماس واسرائيل؟، وفي حال تم ذلك من سيرعى تلك المفاوضات في ظل توتر العلاقة بين جمهورية مصر وحركة حماس في غزة؟.
وفي محاولة الاجابة على هذه الأسئلة، تباينت آراء المحللين السياسيين، حول امكانية أن تشهد الأيام المُقبلة تحرك فعلي لبحث ملف الأسرى المحتجزين لدى حماس.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي تيسير محيسن، إنه لا يمكن الجزم أن تشهد الأيام المُقبلة تحريك لملف مفاوضات تبادل الأسرى بين الجانبين، لا سيما وأن عائلات الجنود المأسورين تحاول الضغط على الحكومة الاسرائيلية لإعادة ابنائهم.
وعن سؤال من سيكون الراعي لأي مفاوضات تبادل قد تجري بين حماس واسرائيل، استبعد الكاتب محسين في حديثه لوكالة "سوا" الاخبارية أن يكون أي دور لدولة مصر في ملف التفاوض في ظل توتر العلاقات بين حماس ومصر.
واتفق المختص في الشأن الاسرائيلي وليد المدلل مع سابقه، في امكانية أن تستأنف اسرائيل مفاوضات تبادل الأسرى مع حماس في الأيام القادمة، لكنه ربط ذلك في مدى قدرة عائلات المختطفين وجبهة الاحتلال الداخلية في الضغط على الحكومة الاسرائيلية ل فتح هذا الملف.
وفي قضية الوساطة بين الطرفين أكد المدلل في حديثه لوكالة "سوا" أنه من الممكن أن تلعب دولة مصر دور الوسيط وترعى الملف، خاصة أن حماس ترحب بأي دور مصري في القضية الفلسطينية من أجل تحسين العلاقة التي شهدت تدهوراً في الفترة الأخيرة.
وأوضح أن رفض مصر لرعاية الملف لن يشكل عائقاً لدى حركة حماس، سيما وأنها ترحب بأي دور عربي أو أوروبي في هذه القضية، كي يضمن أي اتفاق لصفقة تبادل مُقبلة.
وبالعودة إلى الكاتب محيسن فقد أشار إلى قدرة حماس على إبرام صفقة تبادل للأسرى دون وجود أي وسيط لكن الأهم لديها هو الثمن الذي سيدفعه الاحتلال في الصفقة ومدى التزام الاحتلال بشروط الصفقة، بعد تهربه من استحقاقات الصفقة الماضية واعتقال الأسرى المحررين الذين خرجوا في عملية التبادل.
وعلى خلاف سابقيه، فإن أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر مخيمر أبو سعدة، استبعد أن تشهد الأيام المُقبلة أي حديث عن مفاوضات في ملف الأسرى مع وجود انتفاضة "السكاكين" وسخونة الأوضاع على الحدود اللبنانية الاسرائيلية.
وقال أبو سعدة في حديثه لوكالة "سوا" الاخبارية، إن هذا الملف ليس من أولويات رئيس الحكومة الاسرائيلية في الوقت الحاضر، مرجعاً ذلك لعدم وجود ضغط شعبي في اسرائيل حتى من عائلات المحتجزين أنفسهم.
وأضاف أن مفاوضات شاليط بدأت بدون وساطة بين حركة حماس واسرائيل "وعندما تقاربت آراء الطرفين – حماس واسرائيل- رعت دولة مصر توقيع الاتفاق"، وفق قوله.
ورجح أبو سعدة أن يكون الوسيط في المفاوضات القادمة المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام بالشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف أو وفد ألماني، لكنه استطرد قائلاً" يجب توفر النية لدى حماس واسرائيل قبل الحديث عن الوسيط".