صحيفة تكشف خبايا زيارة الرئيس عباس الأخيرة للسعودية
الرياض / سوا / لم تكن الزيارة السريعة التي قام بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس “أبو مازن”، قبل يومين إلى المملكة العربية السعودية، هدفها فقط ما أعلن بتقليد الملك سلمان بن عبد العزيز “القلادة الكبرى لوسام دولة فلسطين”، ففي خبايا الزيارة التي اصطحب بها أبو مازن كبار مساعديه، استشار القيادة السعودية بالخطوات التي ينوي القيام بها خلال الأيام المقبلة، وهي كما تسمى “أيام الفصل” في العلاقة الأمنية مع إسرائيل.
وهنا يؤكد مسؤول رفيع في حاشية أبو مازن لصحيفة رأي اليوم الصادرة السبت أنه لم يعد هناك متسع لتأجيل توصيات المجلس المركزي لمنظمة التحرير، وخطة اللجنة التنفيذية لوقف العمل بالتنسيق الأمني واتفاق باريس الاقتصادي مع إسرائيل.
ويشير إلى أن أبو مازن سبق وأن تعهد لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري بتأجيل أي خطوة من هذا القبيل، حتى وصول العام 2016، ليعطي إدارة واشنطن متسعا للتحرك لصالح وقف سياسيات إسرائيل على الأرض.
ويتضح من حديث المسؤول الفلسطيني، أن هناك حملة مطالبة كبيرة شهدها اجتماع القيادة الفلسطيني الأخيرة تجاه تفعيل قرار المجلس المركزي الذي اتخذ في شهر آذار (مارس) من العام الماضي، خاصة وأن طلب التأجيل الذي تعهد به أبو مازن لكيري، تلاه بدلا من التهدئة من قبل حكومة إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو ، بالكشف عن دعم حكومي كبير للاستيطان، وبإعلان المزيد من البناء في الكتل الاستيطانية في الضفة.
وفي خبايا الاجتماعات هناك من المسؤولين من ينذر من تصاعد الأوضاع وحدوث انفجار أكثر في مناطق الضفة الغربية، في ظل عمليات القتل الإسرائيلية على الحواجز واستمرار حكومة نتنياهو في سياستها العدوانية تجاه الفلسطينيين.
وبالعودة إلى زيارة أبو مازن للسعودية، والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بما يدور من أحداث سياسية في الساحة الفلسطينية، عمل أبو مازن على إطلاع الملك شخصيا وكبار مساعديه على خطة التحرك الفلسطينية القادمة، وعلى نيته تجاه وقف العمل باتفاق التنسيق الأمني، بهدف كسب مساعدة السعودية، خاصة وأنه، أي أبو مازن، كان من بين الأوائل من زعماء العرب، بإعلان تأييده لخطة المملكة في تشكيل القوة الإسلامية المشتركة لمواجهة الإرهاب، مستغلا بذلك التوتر الخفي في علاقة المملكة بالإدارة الأمريكية.
وهنا لم يعط المسؤول الفلسطيني الذي استقت منه الصحيفة معلوماتها بشأن الزيارة، ردا صريحا حول موقف السعودية من الخطة الفلسطينية، ببيان إن كانت قد أكدت دعمها لها، أم طالبت بتأجيلها إلى مرحلة مقبلة، كما نصحته دول عربية في وقت سابق، غير أن هذا المسؤول أكد أن المملكة تعهدت بأن تقدم في مطلع العام الجاري دعم مالي كبير لخزينة السلطة، لإعانتها على تلبية احتياجاتها.
وهنا يفهم أن ذلك ربما يكون إعلانا بالموافقة على الخطة، خاصة وأن القيادة الفلسطينية تتوقع حصارا ماليا إسرائيليا جديدا، حال أوقفت من جانبها العمل بالاتفاق الاقتصادي، مما يعني وقف تحويل عوائد الضرائب، وهو ما سينتج عنه أزمة مالية خانقة على غرار سابقاتها، وهنا من المحتمل أن يكون الدعم السعودي المالي المقدم مساعدة لتفادي أو تقليل حجم الأزمة.
ويحرص أبو مازن على الحصول على الدعم السعودي لخطته، لمعرفته بقوة المملكة المؤثرة حاليا في المنطقة العربية، وفي ظل التقلبات التي يشهدها الإقليم، وكذلك في ظل بقاء المملكة كأكبر الداعمين العرب للسلطة الفلسطينية ماليا.
ومن المؤكد أن يكون الرد الذي تلقاه أبو مازن من الملك السعودي، له أثر كبير في تحديد سياسته القادمة، خاصة وأنه ينوي خلال أيام عقد اجتماع مهم للقيادة، قال عنه العضو في اللجنة التنفيذية زكريا الأغا بانه سيشهد حسم العلاقة وتحديدها مع إسرئيل.
وكان أبو مازن قلد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، القلادة الكبرى لوسام دولة فلسطين، تقديرا وعرفانا لمواقفه النبيلة والشجاعة تجاه قضايا أمته العربية والإسلامية، وتثمينا لجهوده الكبيرة دفاعا عن القضية الفلسطينية و القدس الشريف.
واصطحب معه في مراسم التقليد كل من الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، ومدير عام جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج ، ومستشاره للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي.
وجاء ذلك بعد أن أطلعه على آخر التطورات، والأوضاع في فلسطين، وبحث معه تعزيز علاقات التعاون بين البلدين.