تواصل إطلاق الصواريخ بشكل مكثف يكشف عن فشل استخباري ذريع للاحتلال

196-TRIAL- كتب عيسى سعد الله "الأيام": فشلت مئات الطائرات الاستطلاعية والتجسسية التي لا تفارق سماء القطاع في منع اطلاق الصواريخ أو حتى الحد من أعدادها التي تطلق في بعض الأحيان بدفعات كبيرة تتجاوز العشرة صواريخ للرشقة الواحدة. ولوحظ تعمد المقاومة اطلاق الصواريخ في كل الأوقات سواء في ساعات الفجر او الصبح او الظهيرة وفي الليل وفي ظل تحليق الطائرات مختلفة الأنواع والأحجام. وحتى اللحظة لم تتمكن هذه الطائرات من قتل أي مقاوم يطلق صاروخا أو حتى تدمير منصة لاطلاق هذه الصواريخ والتي أصبح يتجاوز طول المنصة العشرة أمتار. ويفسر احد المقاومين هذا الفشل إلى النجاح الكبير لفصائل المقاومة باخفاء الصواريخ والمنصات وبتطوير عمليات اطلاقها دون إعطاء الفرصة لطائرات الاحتلال لاكتشافها على عكس ما كان قائماً أبان الحربين السابقتين واللتين شهدتا نجاحاً ملحوظاً لطائرات الاستطلاع في التصدي وقتل العشرات من المقاومين خلال إطلاقهم للصواريخ. وقال أحد المقاومين إن الكتائب عملت طوال السنوات الأخيرة على تطوير قدراتها في هذا المجال وهو ما نجحت فيه. وقلل من قدرة طائرات الاحتلال مهما كان تطورها من مكافحة عمليات اطلاق الصواريخ التي تتم بالعادة بدون تواجد العنصر البشري. وتحدث المقاوم عن القدرة الهائلة للمقاومة على إخفاء المنصات بعد اطلاق الصواريخ عن أنظار الطائرات الحربية. واستعاضت قيادة سلاح الجو الإسرائيلي عن هذا الفشل الذريع الذي يلحظه الجميع بالاستهداف المكثف للأراضي الخالية والمزروعة على أمل تدمير صواريخ ومنصات مفترضة. ولوحظ تركيز طائرات الاحتلال على قصف الأراضي المزروعة محدودة المساحة الواقعة في المناطق السكنية وهو ما يفسره المواطنين بمحاولة إرهابهم لابعاد المقاومين عنهم وعدم السماح لهم باطلاق الصواريخ من بين منازلهم. ولم يثبت أن أطلق مقاومون حتى اللحظة صواريخ من بين المنازل كما تدعي قوات الاحتلال. ولم يتوقف نجاح المقاومة على إطلاق الصواريخ في كل الأوقات بل لا تزال تحافظ المقاومة على قدرتها على اطلاق الصواريخ من المناطق المفتوحة المقابلة للحدود والمراقبة جيداً من أبراج المراقبة العسكرية والمناطيد التجسسية التي تملأ سماء الشريط الحدودي. ويقول احد عناصر سرايا القدس إن مطلقي الصواريخ ليسوا مضطرين الآن للاقتراب من المنصات لاطلاق الصواريخ، مشيراً إلى أن عمليات الإطلاق تطورت كثيراً ولم تعد كما كانت عليه خلال حرب 2008 وفي جولات التصعيد الأخرى والتي حصدت أرواح العشرات من العاملين في الوحدات الصاروخية. واكد لـ"الأيام" أن سرايا القدس إلى جانب الأذرع العسكرية الأخرى تمكنت من تطوير أدائها وعملها في هذا الميدان للتغلب على التكنولوجيا الإسرائيلية والتفوق الجوي الإسرائيلي الواضح. وينسحب الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي كذلك على محدودية عدد الشهداء في صفوف المقاومين والذين لم يتجاوز عددهم العشرة شهداء من بين نحو تسعين شهيداً سقطوا منذ بدء العدوان وحتى مساء أمس. وفي ظل وجود عشرات آلاف المقاتلين والمقاومين من مختلف الأذرع العسكرية يتحرك جزء كبير منهم بشكل واضح فان عدم قدرة الاحتلال على النيل منهم يشكل ضربة قاصمة ويوحي بتراجع قدراته الاستخباراتية على ارض الواقع بشكل واضح.
12
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد