هل ابتلعت إسرائيل المنجل؟

نتنياهو ويعالون

القدس / سوا / ربما ابتلعت إسرائيل المنجل باغتيالها القيادي في حزب الله الأسير المحرر سمير القنطار بغارة على عمارة سكنية بمنطقة جرمانا في العاصمة السورية دمشق، فلم تشعر بفداحة هذه العملية بعد، أو سيناريوهات رد حزب الله المحتملة.

وقال المراسل العسكري لصحيفة هآرتس العبرية عاموس هارئيل إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية انتظرت خطاب نصر الله، مضيفاً أن نصر الله اكتفى بأقوال عمومية حينما قال إن القنطار "كان واحدا منا".

وأشار هارئيل  إلى أنه ينبغي التعامل مع أقوال نصر الله بجدية، قائلا: "في أغلب المرات التي هدد فيها إسرائيل، كان هناك رد من جانب تنظيمه، حتى ولو كان محدودا".

وقال صحيفة يدعوت أحرنوت العبرية إن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لم تنتظر خطاب السيد نصر الله ورسالته التهديدية، وعمدت إلى إجراء تجربة ناجحة لمنظومة "عصا الساحر" المعدّة لمواجهة صواريخ كالتي يملكها "حزب الله".

وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة جيش الاحتلال بذلت في الأصل جهوداً لتسريع تطوير المنظومة التي يفترض أن تقف في مركز تشكيلة الدفاع الإسرائيلية في أي مواجهة مستقبلية. وهذه المنظومة، إلى جانب 10 بطاريات "قبة حديدية" ومنظومات "حيتس"، قد تخدم إسرائيل في مواجهة أكثر من 130 ألف صاروخ لدى "حزب الله". في كل حال، وفضلاً عن مليارات الشواقل التي أنفقت على تطوير هذه المنظومة، المعدة أصلاً لمواجهة صواريخ متوسطة المدى مثل "فاتح 110" و "إم 600"، فإن تكلفة كل صاروخ يطلق من هذه المنظومة تبلغ مليون دولار.

وأقرت الصحافة العبرية في معرض تعليقها على تهديدات حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في أعقاب استشهاد سمير القنطار، بأن وقوع "عملية انتقامية" جديدة ضد إسرائيل مسألة وقت فقط.

وكان نصر الله قد قال في كلمة له مساء الاثنين إن حزب الله سيرد على اغتيال القنطار في المكان والزمان المناسبين وبالطريقة التي يراها مناسبة.

وتابع أنه لا شك أن إسرائيل نفذت عملية اغتيال سمير القنطار، عبر استهداف المبنى السكني الذي كان موجودا فيه عبر صواريخ دقيقة.

وفي هذا السياق كتب موقع "Yetnews" الإلكتروني التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" تعليقا على تصريحات نصر الله: "إذا لعب حزب الله وفق القواعد المعتمدة منذ السنتين الماضيتين، فإن الانتقام لمقتل سمير القنطار وفرحان الشعلان ليس إلا مسألة وقت، وسيتمثل على الأرجح في عملية برية".

وأعاد الموقع إلى الأذهان أن نصر الله أمر بتقليص عمليات حزب الله ضد إسرائيل خلال السنوات الماضية، لتكون عمليات الرد على الهجمات الإسرائيلية، دقيقة للغاية.

وأشار الموقع إلى أن العملية الأخيرة والأكثر دموية من هذا القبيل حصلت منذ عام تقريبا، عندما استهدف كمين لحزب الله لواء غيفعاتي قرب قرية الغجر، وذلك انتقاما لغارة إسرائيلية على القنطيرة أسفرت في يناير/كانون الثاني الماضي عن استشهاد جهاد مغنية وقياديين آخرين في حزب الله.

ونقل الموقع عن ضابط في الجيش الإسرائيلي أن الوضع على الحدود مع لبنان تغير جذريا خلال العام الماضي. وأردف الضابط قائلا: "لم يعد حزب الله يعد نفسه منظمة إرهابية، بل جيشا قادرا على خوض معركة شرسة". على حد قوله.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد