حصار غزة يقف حجر عثرة في وجه المصالحة التركية الاسرائيلية
القدس / سوا / نقلت صحيفة هآرتس الاسرائيلية عن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، قوله في نهاية الأسبوع المنصرم، ان محادثات المصالحة مع تل ابيب تتواصل، لكن إسرائيل نفذت حتى الان فقط احد ثلاث مطالب طرحتها تركيا كشرط لتطبيع العلاقات – الاعتذار عن قتل المواطنين الاتراك على متن السفينة مرمرة.
وقال اوغلو على هامش النقاش في مجلس الأمن ان المحادثات بين البلدين تتواصل على مستوى الخبراء، من اجل فحص كيفية تطبيق الشرطين المتبقيين – دفع تعويضات لعائلات القتلى والجرحى ورفع الحصار عن غزة .
وكان نتنياهو قد اعتذر عن قتل المواطنين الاتراك خلال محادثة هاتفية مع رجب طيب اردوغان بادر اليها الرئيس الأمريكي باراك اوباما اثناء تواجده في إسرائيل في 2013 ، لكن إسرائيل لم تنفذ الشرط الثاني حتى الان، لكنها وافقت في اطار المفاوضات على دفع مبلغ 20 مليون دولار لصندوق انساني يقوم بتحويل الاموال الى العائلات.
وقال مسؤول رفيع في القدس ان الشرط الثالث – رفع الحصار عن غزة – هو الاكثر اشكالية بالنسبة لإسرائيل ، وهو نقطة الخلاف الاساسية بين البلدين.
وحسب اقواله فان إسرائيل لا تنوي رفع الحصار البحري عن القطاع، ومعنية بفحص ما اذا كان اردوغان سيكتفي بخطوات اسرائيلية اخرى لتسهيل الحصار.
وعلى خلفية التقارير المتعلقة بالمصالحة، التقى اردوغان امس، مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، خالد مشعل.
وقالت مصادر في اسطنبول ان مشعل وصل كما يبدو لمناقشة طلب إسرائيل من تركيا ابعاد مسؤول حماس فيها صالح العاروري، اضافة الى تأثير الاتفاق على قطاع غزة.
وعلى الحلبة السياسية المحلية، قال وزير الخارجية السابق، النائب افيغدور ليبرمان ان "الاتفاق مع تركيا يتسبب بضرر سياسي لإسرائيل وينبع عن الانتهازية وليس عن سياسة موزونة وحكيمة."
وحسب رأيه فان الاتفاق بات يسبب ضررا قبل توقيعه ، فاردوغان يدير نظاما اسلاميا راديكاليا، وتركيا تتاجر مع داعش واجتاحت العراق خلافا للمبادئ الدولية وعلاقاتها متوترة مع روسيا.
كما سيمس الاتفاق حسب رأيه، بالعلاقات مع اليونان وقبرص ومصر.
وقال: "يصعب علي رؤية اردوغان يتخلى عن مطالبه بشأن غزة، وكل موطئ قدم لتركيا هناك سيأتي على حساب مصر".
كما تطرق رئيس المعسكر الصهيوني يتسحاق هرتسوغ الى الموضوع وقال انه لو تم التوصل الى الاتفاق قبل عامين لكانت إسرائيل ستربح الكثير، لكن بسبب مماطلة نتنياهو وفزعه من ليبرمان وشركاء آخرين في الائتلاف اصبح الثمن عاليا اليوم.
وقال انه يجب تعزيز العلاقات مع تركيا، لكنه يجب التأكد من عدم حدوث أي موطئ قدم لاردوغان في قطاع غزة.