تناقص حاد في اعداد المسيحيين بغزة
غزة /خاص سوا/ لم تترك الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها قطاع غزة أحداً من سكانه إلا وأثرت عليه بشكل أو بآخر، والتي باتت تشكل خطراً على الأقلية المسيحية في القطاع.
فلوحظ مؤخراً تناقص أعداد المسيحيين في القطاع، لاسيما بعد الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، حيث أن الحصار الاسرائيلي الذي دام أكثر من ثماني سنوات، أجبرهم على ترك أماكنهم في غزة ودفعهم للعيش خارجها.
وبات المسيحيون يتذمرون من سوء الاوضاع التي لم يعتادوا عليها منذ بعيد، فضاقت صدورهم، فاضطروا لترك ما يملكون بحثاً عن حياة أفضل في وجهة نظرهم.
وحسب مدير العلاقات الدينية في الكنيسة الأرثوذكسية "جابر الجلدة " يبين أن هناك تناقص أعداد المسحيين في غزة، مشيراً إلى أنه ما يقارب من 700 لـ 1000مسيحي قد غادروا غزة دون رجعه بعد الحرب الثالثة إلى الدول الأجنبية ومناطق الضفة، في حين أنه في مطلع عام 2014 هاجر قرابة 500 مسيحي بغزة.
وكان الأب مانويل مسلّم، راعي كنيسة دير اللاتين عن الطائفة الكاثوليكية، قد ذكر في تصريحات صحفية سابقة أن عدد المسيحيين في (الضفة الغربية وقطاع غزة ومدينة القدس ) يبلغ 65 ألفًا يتوزعون بين طائفتين (أرثوذكس 70% وكاثوليك 30%)، يسكن منهم في الضفة الغربية أكثر من (51 ألفًا) وفي مدينة القدس أكثر من (10 آلاف) وفي قطاع غزة حوالي (3500 مسيحي(.
ورغم تناقص عدد مسيحيي غزة عاماً بعد عام نتيجة سفرهم للخارج بسبب الظروف التي تعانيها غزة إلا أنهم يبقون جزءاً أصيلاً من النسيج الفلسطيني، ولطالما تميزت العلاقة المسيحية الإسلامية بالقوة والمتانة.
وما يؤكد ذلك أن القس منويل مسلم راعي الكنيسة اللاتينية في غزة قال سابقاً "إذا قصفوا مساجدكم ارفعوا الأذان من كنائسنا"، في إشارة واضحة إلى مدى التكاتف بين مسلمي ومسيحي غزة.
ويقول الجلدة لوكالة "سوا" : " السبب الوحيد في الهجرة هو الرغبة في الوصول إلى أهداف كانت قد تلاشت في غزة ، فيذهبوا للدول المجاورة وأوروبا والشتات بحثا عن ملجأ وإكمال الدراسة".
وينقسم المسيحيون في قطاع غزة إلى ثلاثة أقسام منهم من كان يقيم في غزة منذ القدم وقسم ثاني هاجر خلال النكبة الفلسطينية عام 1984 ، وقسم ثالث جاء مع الرئيس الراحل ياسر عرفات خلال عودته إلى قطاع غزة .
بدورها، قالت وزارة الداخلية في غزة على لسان الناطق باسمها إياد البزم تعليقا على هذا الأمر: "حقوق المواطنة مكفولة للجميع في غزة ولا فرق بين مسلم ومسيحي في القطاع وجميع ما يجري على المسلمين يجرى على المسيحيين".
ويؤكد البزم لـ"سوا" أن :"المسيحيين في غزة يتمتعون بكامل الحريات والحقوق كباقي المسلمين ولا قيود عليهم في غزة وهناك حالة من التعايش على كل الفترات السابقة، مردفا : " لا يوجد أي اشكاليات حتى انهم كانوا في كل المحطات يشاركون ككل المواطنين ويدفعون ثمن ما يجري في غزة حتى في أوقات الحروب وهم متساوون في كل الحقوق كباقي المسلمين".
ويرد مدير العلاقات الدينية في الكنيسة الأرثوذكسية على حديث البزم، قائلا إن :" إقبال مسحيي غزة على الهجرة هو لسبب أوحد :" تهالك غزة اقتصاديا بجانب انسداد الأفق بوجه من يريد الوصول".