نتنياهو استعان بخصمه داغان لتمرير تعيين كوهين رئيسا للموساد
القدس / سوا / تعيين يوسي كوهين، مستشار الأمن القومي لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، رئيسا للموساد سيطر على عناوين الصحف الإسرائيلية الصادرة صباح اليوم، الثلاثاء، وتصدر البرنامج الإخبارية الإذاعية والتلفزيونية.
وكان نتنياهو قد أعلن مساء أمس عن تعيين كوهين، خلفا لرئيس الموساد الحالي تمير باردو. ويدل هذا القرار على أن نتنياهو فضّل كوهين على منافسيْه المرشحين للمنصب، وهما رام بن باراك، وهو نائب سابق لرئيس الموساد ويشغل حاليا منصب مدير عام وزارة الشؤون الإستراتيجية، ونائب رئيس الموساد الحالي الذي يشار إليه بالحرف "ن" ويحظر نشر هويته.
وعمليا، فإن نتنياهو اختار المرشح الأقرب إليه. وأضاف المحلل العسكري في القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، ألون بن دافيد، بمقال في صحيفة "معاريف"، أن كوهين أكثر واحد بين المرشحين الثلاثة الذي ارتبط اسمه بعمليات الموساد، "وربما يوجد في هذا إشارة إلى أن نتنياهو معني بجهاز موساد نشط". واعتبر بن دافيد أن نتنياهو اتخذ القرار الصحيح بتعيين كوهين.
رغم ذلك، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن عملية اختيار رئيس الموساد المقبل كانت مشحونة بالتوتر، لأن رئيس الموساد الحالي، باردو، عارض تعيين كوهين خلفا له. وقالت الصحيفة إن خصومة تسود العلاقات بينهما ولم يتبادلا الكلام منذ سنين، علما أن كوهين كان نائب لباردو. ووفقا للصحيفة فإن الاثنين لا يقدر الواحد منهما الآخر، وعندما تم تعيين كوهين نائبا لرئيس الموساد فإن هذا التعيين تم فرضه على باردو. وعلى هذه الخلفية عارض باردو تعيين كوهين رئيسا للجهاز ورشح "ن" للمنصب.
لكن نتنياهو أراد تعيين كوهين رئيسا للموساد، لكن يصعب تنفيذ ذلك من دون دعم من داخل الجهاز. ولذلك استعان نتنياهو برئيس الموساد السابق، مائير داغان، وهو خصمه اللدود، بعد أن وجه داغان انتقادات شديدة إلى نتنياهو على خلفية سياسته تجاه الملف النووي الإيراني وحتى في الموضوع الفلسطيني. ورغم هذه الخصومة، إلا أن داغان، المقرب جدا من كوهين، أوصى أمام نتنياهو بتعيينه في المنصب.
ويشار إلى أن باردو علم بشأن تعيين كوهين من خلال البيان الخاص الذي أدلى به نتنياهو مساء أمس. ونفت مصادر في مكت نتنياهو أن يكون باردو قد هدد بالاستقالة، وإنما اتصل بكوهين وهنأه.
ولفتت "يديعوت أحرونوت" إلى أنه أثناء توليه رئاسة مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، دخل كوهين في صراعات مع كبار المسؤولين في الجيش والشاباك، الذي وجهوا انتقادات لكوهين بسبب سياسة نتنياهو، ولأنهم لم يتمكنوا من انتقاد نتنياهو مباشرة.
ويشار إلى أن كوهين (54 عاما) هو ضابط سابق في الموساد وتولى مناصب رفيعة فيه، بينها نائب رئيس هذا الجهاز، كما تولى قيادة شعبة 'تسوميت' وهي الشعبة المسؤولة عن تجنيد العملاء.
وقال كوهين للصحافيين صباح اليوم إن "الموساد هو جهاز هام وأعتزم القيام بعمليات جيدة وإحضار معلومات استخبارية جيدة لشعب إسرائيل بقدر استطاعتي".