جمعيات أميركية وإسرائيلية تجند مئات ملايين الدولارات للمستوطنات
القدس / سوا/ كشف تحقيق أجرته صحيفة "هآرتس" العبرية، أن منظمات ورجال أعمال أميركيين قاموا بتحويل مئات ملايين الدولارات لتمويل المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، عن طريق منظمات وجمعيات غير ربحية معفاة من الضرائب. أي أن الولايات المتحدة تمول وتدعم بناء وتطوير المستوطنات في الضفة الغربية بشكل غير مباشر، الأمر الذي يعارضه كل رئيس أميركي منذ 48 عامًا، رسميًا على الأقل.
وتمويل بناء المستوطنات بالأساس يأتي من الحكومة الإسرائيلية على حساب دافعي الضرائب، أما الدولارات الأميركية فتساهم بشكل كبير في دعم الصهيونية الدينية ومؤسساتها مثل المعاهد الدينية اليهودية في المستوطنات، وبناء مرافق تربوية واجتماعية مثل بناء متنزه في مستوطنة غوش عتصيون، وكذلك من أجل الاستيلاء على أملاك الفلسطينيين في القدس الشرقية والضفة الغربية، مثل المبنى قرب مسجد بلال بن رباح (قبر راحيل) في بيت لحم .
وكذلك تمنح هذه المنظمات الأموال الأميركية لعائلات المستوطنين الذين أدين أبناؤهم بارتكاب جرائم إرهابية بحق الفلسطينيين.
وعام 2010، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن منظمات أميركية تمنح المستوطنين أموالًا معفاة من الضرائب، وقدرت قيمة هذه الأموال بنحو 200 مليون دولار خلال عشر سنوات، لكن صحيفة "هآرتس" كشفت أن المبالغ أكبر من ذلك، فبعد دراسة آلاف التقارير المالية في إسرائيل والولايات المتحدة، تبين أن نحو 50 منظمة أميركية تجند الأموال، وأن دخل هذه الجمعيات بلغ نحو 281 مليون دولار خلال الأعوام 2009-2013، أي أكثر من مليارد شيكل.
وكان نصيب المستوطنات مبلغ 224 مليون دولار، تم تحويلهم كعطاءات بواسطة جمعيات ومنظمات إسرائيلية ذات أهداف غير ربحية. وفي العام 2013 فقط استطاعت هذه الجمعيات تجنيد 74 مليون دولار للمستوطنات، وبحسب معطيات جزئية، جندت هذه الجمعيات عام 2014 مبلغًا أكبر للمستوطنات، ومن بين ممولي المستوطنات رجال أعمال ومنظمات يمولون حملات نتنياهو الانتخابية وحملات مرشحين آخرين لرئاسة الولايات المتحدة.
وبين الفينة والأخرى، يحاول أعضاء الكنيست من اليمين المتطرف سن قوانين تهدف لتضييق الخناق على الجمعيات اليسارية، التي تتلقى دعمًا من حكومات ومؤسسات حكومية أجنبية، لكن تحقيق "هآرتس" كشف أن جمعيات اليمين يتلقون مبالغ أكبر من رجال أعمال وأفراد عن طريق منظمات غير ربحية.
وكشف التحقيق كذلك أن شفافية بعض الجمعيات الفاعلة في المستوطنات معدومة تقريبًا، إذ لا تقدم بعض الجمعيات تقارير وافية وكاملة عن عملها ومصادر تمويلها والمتبرعين الأجانب.