شاهد الصور.. منبع عباقرة من بطن غزة المحاصرة !

طلاب في برنامج حساب الذكاء العقلي

  غزة / خاص سوا / حمزة أبو الطرابيش/ تبتسم متعجبا من حركة يدي الطفل صهيب وزميله عبد الكريم وزميلتهما نور، حين أطلقت المُدرسة رندة وابلا من المعادلات الحسابية فيها الأرقام الكبيرة والصغيرة تطلب من أحدهم الإجابة، ولكن ربما ستنصدم بعد ما تطفو الإجابة الصحيحة بسرعة البرق من أحد هؤلاء الطلبة.

 ذلك المشهد تشكّل بإحدى الغرف الملونة في مبنى مؤسسة حساب الذكاء العقلي التي دفعت أو ساعدت العشرات من أطفال غزة الذين عاشوا ثلاثة حروب وحصار بالوصول إلى درجة الإبداع، ومن لم يصل هذه الدرجة، يكفي أنه طوّر مهاراته الدراسية والاجتماعية وغيرها، عن طريق برنامج حساب الذكاء.

 

 

وتعريف بسيط عن برنامج حساب الذكاء العقلي: هو برنامج طوره خبراء الأكاديمية الماليزية mental-Arithmetic intelligen) ) عضو الاتحاد العالمي لحساب الذكاء العقلي.

كذلك يعد، برنامج تعليمي لتنمية القدرات العقلية باستخدام العداد Abacus) ) بالاعتماد على طريقة التآزر باستخدام أصابع كلتا اليدين اليمني واليسرى، مع جانبي الدماغ الأيمن والأيسر بسرعة ودقة ومهارة، تمكن الطفل من التفاعل مع العمليات الحسابية المختلفة والارتقاء بمستوى تفكيرهم بشكل عام.

ويستهدف البرنامج الفئات التي تمتد من سن أربع سنوات إلى 12 سنة، كون الطفل يمتلك في هذا السن العديد من الخصائص النمائية التي تكون في أطوار النمو، وتؤهل لاستهداف قدراته، والعمل على تنميتها بممارسات وأنشطة تعليمية تعتمد على التآزر بين الحواس والدماغ.

 

 

تركنا المُدرسة رندة أبو سلطان وهي خريجة تكنولوجيا معلومات تكمل عرض الأسئلة وتدريبها للطلبة، وجلسنا على مقعد صغير بالقرب من الطفل صهيب أبو ريالة الذي بان على وجهه قوة الشخصية والتفوق. يقول بهدوء وباختصار:"  أنا وزملائي في المستقبل راح نرفع رأس وطنا عاليا".

 صهيب العبقري الذي يحصد المركز الأول على مدرسة النصر التي تتكون من 1200 طالب، هو طفل يتيم الأب توفى والده جراء مرض في صيف 2010 .

يكمل ذو البشرة القمحية، بنبرة  البراءة لـ"سوا": " انا راح أكون مهندس مثل أبوية يساعد ويطور غزة".

بالمقدمة تجلس الطفلة نور أبو سلطان، خلال حديثنا مع الطالبة الصغيرة الواثقة، نعرض قصتها باختزال، نور تعرضت لصدمة نفسية  خلال الحرب الأخيرة، حين قصفت طائرة حربية إسرائيلية  أرضا خالية مجاورة لمنزلهم غرب غزة. لكن بعد ما تعافت قليلا من أثر الصدمة شاركت في مسابقة وحققت المرتبة الرابعة على صعيد القطاع.

بعيدا عن الطلبة الصغار المتفوقين، وجب التنويه أن المدرسين أو المعلمين هناك، هم من حملة شهادات عالية، جميعهم خضعوا لبرنامج ودورات في هذا المجال. وفي كل فترة يجرى تطوير مهارات المدرسين من خلال دورات تكثيفية.

طلبنا من المُدرسة رندة أن تقطع الحصة التدريسية لدقائق لإجراء حديث معها لمعرفة التفاصيل اكثر، تقول: " يساعد هذا برنامج في تجاوز حالة البطء والإهمال إلى حالة الشغف بالدروس ، والإحساس بمتعة التعلم، ما يعزز الثقة بالنفس". وتبين أن خضعت إلى دورات مكثفة قبل مهنة التدريس في هذه المؤسسة.

وبحسب المُدرسة يخضع الطلبة إلى عشر مستويات، وجرى إضافة مستوى أخر لعام 2015، وكل 3 شهور ينهي الطالب مستوى، كذلك لدى المؤسسة أفرع في قطاع غزة وفي مدن الضفة يتراوح عددهم إلى قرابة 40 مركزا.

 

 

جوائز عالمية

تفوقت فلسطين على اليابان ومصر وتركيا للمسابقات العالمية لقياس مستوى الذكاء التي أقيمت بماليزيا في نهاية عام 2012، ومن الجدير ذكره أن مؤسسة حساب الذكاء العقلي قد شاركت بعد الحرب الثانية على غزة ، بعدد من المسابقات الدولية وحصلت على المراتب الأولي في المسابقة الدولية للبرنامج.

مسئولة العلاقات العامة والإعلام في مركز "حساب الذكاء العقلي" في غزة  إسلام الدنف  تقول لـ"سوا" : إنّ "الطفلة أريج المدهون حصدت المرتبة الأولى من بين نحو 2500 طفل شاركوا في المسابقة من 10 دول بعد أن تمكنت من حل عشرات المسائل الحسابية المُعقدة بوقت قصير".

وبينت  الدنف رغم خروج أهل غزة من الحرب عنيفة، إلا أن أربع من أطفالها  حصلوا بوقت قصير على مراتب متقدمة بالمسابقة الماليزية الدولية.

أما عن أبرز المعيقات التي تعاني منها المؤسسة وطلبتها في قطاع غزة: الحصار الإسرائيلي الذي يعرقل تواصل المؤسسة دوما خلال مشاركتهم في المسابقات ، كذلك الوضع الاقتصادي الأسود الذي يغطي غلاف المدينة، لذلك ربما الاختزال في عرض هذه العراقيل أفضل، لأن المقام لا يتسع لذكر تفاصيلها المتشعبة.

لوحنا بكف السلام للطفل العبقري صهيب وزملائه، فيما ردوا علينا بالسلام منشدين : " نحن طلائع فلسطين... إلخ".

 

 

 

 

 

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد