السحلب… مشروب الدفء في الشتاء
غزة / سوا/ رغم أنّه محبوب الكبار والصغار، ومشروبهم المفضّل في الشتاء، وذلك في دولٍ عربيّةٍ عديدةٍ، أهمّها بلاد الشام، إلا أنَّ أصله ليس عربيًا على الإطلاق. فمشروب "السحلب" أصله تركي، حيث نشأ في تركيا خلال العهد العثماني، واستخدمه العمال للحصول على الدفء، ومنها انتشر إلى بلاد الشرق الأوسط. كما أنَّ التاريخ يؤكّد أنَّ الشعب المصري عرف هذا المشروب حديثًا، وذلك من خلال أهل الشام الذين يفدون إلى مصر.
يمتازُ مشروب السحلب بلونه الأبيض وقوامه المائل إلى الغلظة، وتكوّن طبقة رقيقة تُقْشَط من على سطحه، وتُرْفَع بطرف الملعقة أو اللسان، وتعطي إحساسًا لذيذًا لدى من يلعقها، لأنها تكون دسمة ومختلطة بالقرفة والمكسرات المطحونة التي توزع على سطح الكوب الساخن. وقد تخصّصت محلات ببيعه موسميًا في الشتاء فقط، وتعرض مشروبات الصيف عندما ينتهي موسمه مع مطلع شهر أيار من كل عام.
في البيئات الفقيرة، لا يُضاف الحليب إلى السحلب، ويكتفي الباعة، وكذلك ربات البيوت، بإضافة النشاء والسكر وإذابته باردًا ثم رفعه من على النار، وحين يغْلُظ قوامه، يُسْكَب في الأكواب، ويزيّن بجوز الهند المبشور والقرفة. وتعتبر المكسرات اختيارية، وذلك بسبب ارتفاع ثمنها وعدم مقدرة كل الطبقات على شرائها.
من نصائح إعداد السحلب، التحريك المستمر لكي لا يتحوّل إلى كتلٍ صغيرة تشوّه منظره، وإضافة السكر في المرحلة الأخيرة، لأن إضافة السكر أوّلًا تزيد من مدة طهيه على النار، ولا تسرّع بتماسك قوامه.
لتوخي الدقة أكثر يحدد اختصاصيو التغذية السعرات الحرارية الموجودة في 200 غرام من السحلب بحوالي 295 سعرة حرارية. ويُنْصَح بإضافة المكسرات، وخصوصًا الفستق الحلبي المحتوي على فيتامين H، لأن هذا الفيتامين يحسّن من وظيفة الخلايا المخاطية في فصل الشتاء، أما جوز الهند المبشور فهو يحتوي على فيتامين B الذي يقلّل من جفاف الجلد في الشتاء.