مركز:أطفال فلسطين تحت النار
غزة / سوا / لم يكن الطفل "على علقم" 12 عاما هو الاول الذى يصاب بالرصاص وينقل الى الاعتقال ويتعرض للتنكيل والوعيد من قبل الاحتلال ، فهناك العشرات من الاطفال تم اعتقالهم بعد اطلاق النار عليهم، خلال الاسابيع الماضية، دون أي اعتبار لصغر سنهم، في مخالفة واضحة لكل الاتفاقيات الدولية التي تحرم اللجوء لاعتقال الاطفال الا في اضيق الحالات .
وقال مركز اسرى فلسطين للدراسات في تقرير له بمناسبة يوم الطفل العالمي بان الاحتلال جعل من استهداف الاطفال الفلسطينيين بالاعتقال الخيار الأول ، بعد أن كثّفت قوات الاحتلال الإسرائيلي من عمليات اعتقال الأطفال الفلسطينيين خلال انتفاضة القدس ، وتعرض جميعهم الى الاعتداء بالضرب المبرح حين الاعتقال، وزج الاحتلال بهم في ظروف قاسية، في مراكز التوقيف والتحقيق ومارس بحقهم كل أشكال الانتهاك والتعذيب والضغط النفسي والجسدي.
واوضح رياض الاشقر الناطق الإعلامي للمركز بأنه على الرغم من أن الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان وتحديداً اتفاقية حقوق الطفل، شددت على ضرورة توفير الحماية للأطفال ولحياتهم وتوفير فرص النماء والنمو، وقيّدت هذه المواثيق سلب الأطفال حريتهم، وجعلت منه "الملاذ الأخير ولأقصر فترة ممكنة"، إلا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي جعلت من اعتقال الأطفال الفلسطينيين هدفا عاجلاً ، واقدمت على اعتقال الالاف منهم منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية ، حيث وصلت حالات الاعتقال بين الاطفال منذ انتفاضة الاقصى ما يزيد عن (12000) حالة اعتقال ، ومنذ انتفاضة القدس اول اكتوبر اعتقل الاحتلال حوالى (800) طفل .
واشار الاشقر الى ان الاحتلال ومع استمرار حملة الاعتقالات الواسعة ضد الاطفال وارتفاع اعدادهم بشكل غير مسبوق منذ 5 سنوات، افتتح الاحتلال سجن جديد للزج بالأطفال في ظروف قاسية جدا ولا انسانية ، وتتوارد بشكل مستمر الاخبار عن تعرضهم للتعذيب والتنكيل في هذا السجن الذى اطلق عليه اسم "جفعون" في الرملة.
وقد ارتفعت مؤخرا اعداد الاسرى الاطفال في هذا السجن الى 60 طفل، جميعهم تعرضوا للتنكيل والضرب حين الاعتقال ، وتبلغ اعمارهم ما بين 13 الى 17 عام ، يعيشون ظروف مأساوية صعبة في سجن “جيفعون” سواء من سوء المعاملة وتعرضهم للضرب والعزل والإهانة، او من جهة انعدام مقومات الحياة الاساسية وسوء الخدمات المقدمة للأسرى. والسجن يحتوى على 9 غرف، مساحة كل غرفة 24 متراً مربعاً، و يعيش 6 أسرى في كل غرفة.
واضاف الاشقر بان تصعيد الاعتقالات بحق الاطفال رفع اعدادهم مؤخرا الى ما يقارب 400 طفل ، ودفع الاحتلال لافتتاح سجن جديد لهم ونل اليه ما يقارب (60) اسير ، فيما بقية الأسرى الأطفال موزعين على 3 سجون رئيسية، ففي سجن عوفر يوجد (170) شبل، بينما في سجن مجدو يوجد حوالى (120) من الاطفال، و في سجن هشارون يوجد (40) طفلاً .
وفى سابقة خطيرة بدء الاحتلال يفرض الاعتقال الإداري على الاطفال القاصرين حيث فرض الإداري على 3 اطفال من القدس، و 9 اخرين من انحاء الضفة الغربية ليصبح عدد الاطفال المعتقلين إدارياً دون تهمه 12 .
وبين الاشقر بان الاحتلال وتصعيدا في استهدافه للأطفال لجأ الى اعتقال اطفال ما دون العاشرة من اعمارهم ، حيث يعتقلهم ويعتدى عليهم بالضرب بحجة القاء الحجارة، ومنهم الطفلين الشقيقين" معتصم إياد الرجبي" 7 سنوات، و"أحمد اياد الرجبي" 9 سنوات، والطفل "محمد عبد الله الشويكي" (٧ سنوات) والطفل أمير محمد العباسي (٩ سنوات) وهما من العيسوية بالقدس، والطفل " محمد جمال خويص" 9 سنوات، والطفل " نبيل مازن الخطيب " 9 سنوات، من القدس .
وقد اعتقل الاحتلال عدة اطفال وهم مصابين بعد اطلاق النار عليهم ، وفى مقدمتهم الطفل "على ايهاب علقم" 12 عام، من القدس بعد اطلاق النار بتهمه تنفيذ عملية طعن ، ولا يزال يرقد في مستشفى هداسا ، وقد اجريت له عمليتين جراحيتين ، وكذلك الطفلتين "استبرق احمد نور " 15 عام من نابلس ، والتي اصيب بالرصاص في قدمها وتم اعتقالها، ونقلت الى المستشفى وبعد اسبوعين تم نقلها الى سجن عسقلان ، والطفلة "مرح جودت بكير" 16 عام من القدس التي اصيبت بعشرة رصاصات في ساقها و يدها، نقلت من المستشفى ، ثم الى سجن عسقلان ، فيما قام اطباء الاحتلال ببتر قدم الطفل الاسير "جلال شاهر شراونة" (17) عاما، من الخليل، نتيجة اصابته بالرصاص من الاحتلال.
الى ذلك يسعى الاحتلال لإقرار قانون يجيز السجن الفعلي للأطفال من هم أقل من 14 عاما، ، حيث ان القانون الحالي لدى الاحتلال لا يسمح بالسجن الفعلي لمن هم اقل من هذا السن، فيما اقر قانون تشديد العقوبات التى تستهدف راشقي الحجارة من الاطفال .
وناشد المركز المجتمع الدولي الذى حدد هذا اليوم للطفل ومتابعة الخروقات بحقه ، ان يتحمل مسؤولياته، تجاه اطفال فلسطين، وما يتعرضون له من جرائم فاقت كل الحدود، وإلزام الاحتلال بتطبيق المواثيق والاتفاقيات الخاصة بالأطفال لوضع حدّ لمعاناتهم المتفاقمة بشكل يومي