سارع نتنياهو وأعلن أنه كان لديه معلومات مؤكدة، حول ما جرى في شوارع باريس، والشيء نفسه تم ذكره بعد تفجير الطائرة الروسية في سماء سيناء.
والسؤال المهم: لماذا لم يقدم نتنياهو هذه المعلومات لأصحاب الشأن لتجنب الكارثة؟ والجواب لأنه صاحب مصلحة مباشرة في أن يحصل ما قد حصل، ليقدم نفسه كمنقذ أمام الإرهاب الإسلامي المتطرف، وليبعد صورة الإرهاب عما يفعله في فلسطين، من هدم وتدمير وقتل وحرق، ويستمر السكوت الغربي والشرقي عن جرائمه بحق أهلنا في فلسطين.
إن ما يحدث باسم الإسلام هو مستنكر بكل اللغات، وعلى مختلف المستويات، ولا يستثنى من ذلك أي من الحوادث، فما يحدث لا يقره شرع ولا دين، ولكن أيها أكثر بشاعة وأعظم جرماً، هذه الأهداف البشعة على ندرتها، أم الذي لا يتوقف بحق شعبنا في السنوات العشر الأخيرة، قتلوا أكثر من عشرة آلاف شهيد، لا شك أن جرم الصهاينة فيما يفعلونه بالفلسطينيين أضعاف جرم المتطرفين.
أما البحث عن المستفيد فله كلام آخر، إن ما يجري في سيناء المستفيد الوحيد منه (إسرائيل)، وذلك لأنها صاحبة المصلحة بعدم الاستقرار في سيناء، وهي صاحبة المصلحة أن لا تكون سيناء جاذبة للسكان، وللسياحة وللاستثمار، وهي صاحبة المصلحة أن تبقى المنطقة عازلة بينها وبين العمق في مصر، وليس هناك أدنى مصلحة لأهل غزة ولا ل حماس بأي مشكلة أو إرهاب أو اضطراب أو عدم استقرار في سيناء، لأن ذلك يحرمهم من التواصل مع العالم، ويزيد في حصارهم الخانق، وتتوقف الزيارات لأهل القطاع من ذويهم وأقربائهم وإخوانهم إليهم، وإن الاتهامات التي تُلصق بحماس وأهل غزة هي هروب من تحمل المسؤوليات، وتزوير للحقائق، وفي حالتنا تعميق للخلاف السياسي الداخلي، وعليه أقول:
حبذا من ساعة عقل وفقه من هؤلاء رحمة بالأمة قبل غيرها.
حبذا ساعة من عقل وفكر للذين يلقون الاتهامات رحمة بالناس فهم المظلومون.
حبذا ساعة من عقل ونظر لرؤية الصهاينة على حقيقتهم مهما كان في أيديهم من أوراق فمكرهم تزول منه الجبال.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية