rn
ساعة كتابة هذه المقالة، كان السيد نتنياهو يتأهب للقاء الرئيس أوباما في البيت الأبيض وقبل اللقاء تحدث عدد من المسؤولين الاسرائيليين عن ان الموضوع الفلسطيني الاسرائيلي سوف يكون ضمن جدول اعمال اللقاء، وتم تسريب أخبار عن رزمة تسهيلات سيقترحها نتنياهو على الرئيس اوباما، لمعالجة الشأن الفلسطيني لعل ذلك يوقف الهبة الشعبية، ويرضي العالم الذي بدء يضغط بصورة ملحوظة على اسرائيل كي تتقدم بمبادرة سياسية، لا تساعد فقط على تهدئة الفلسطينيين وإنما على الاسهام الفعال في تهدئة المنطقة المشتعلة، ونُقل عن الرئيس اوباما انه سيحذر نتنياهو من ان استمرار الاغلاق السياسي، وابتعاد فرص حل الدولتين سيشجع على الحديث عن دولة واحدة وهذا مخالف تماما للفكرة الصهيونية وتجسيدها الكياني "الدولة العبرية"، إلا ان الاهم من ذلك كله هو يقين اوباما بأن لا امل في تحرك سياسي فعال يفضي الى حل الدولتين فيما تبقى من عهده، ومع ان هذا الاستنتاج دقيق إلى أبعد الحدود فمن لم ينجح في سبع سنوات لن ينجح في سبعة اشهر ...
rn
الأهم ان الادارة الامريكية تبنت منطق ادارة الازمة ولو بالتسهيلات الطفيفة مواصلة تخليها عن الجهود الجدية لاستئناف المسار السياسي وهذا مخالف لما ينتظره الساسة الفلسطينيون ولا اقول يعلقون آمالاً عليه.
rn
إن معطيات الواقع الفلسطيني والإسرائيلي والإقليمي وحتى الدولي تفرض على المسار الفلسطيني الاسرائيلي ان يتريث طويلا في توقع حراك دولي فعّال بحكم انصراف الجهد كله في استثمار اوسع نطاقا وأكثر الحاحا يبدأ بالأزمة السورية ويمتد ليغطي الشرق الاوسط بإجماله، مع اضافة اعباء ومهمات جديدة فرضتها واقعة الطائرة الروسية التي ربما تكون فاتحة لجبهة جديدة لا تقل خطورة عن الجبهات التقليدية المشتعلة .
rn
ليس صعباً علينا ان نعرف لماذا كثرت التسريبات المهدئة والواعدة ذات المفعول التسكيني الساذج، فالعالم بحاجة الى لغة هادئة تغلّف التوترات العميقة في بلادنا إلا ان الحقيقة المجردة تقول: إن إدارة اوباما التي ستبحث وستقرر حتماً تطوير القوة القتالية الاستراتيجية لإسرائيل سوفُ تركز فيما بقي من عهدها على الامر الاستراتيجي الأساس وهو كيف تبقى إسرائيل متفوقة على كل اللاعبين المحليين والدوليين على مسرح الشرق الأوسط، وبصرف النظر عن الاختلافات الجزئية والعابرة بين نتنياهو وإدارة اوباما إلا ان سعر اسرائيل في سوق النفوذ الشرق أوسطي ارتفع كثيراً وفق الحسابات الأمريكية وبالتالي سوف لن يكون صعباً على اسرائيل ان تحصل على زيادة في المعونات المالية الامريكية قد تصل الى خمس مليارات دولار سنوياً، كما ستقوم الولايات المتحدة بتزويدها بسلاح فعّال ما كانت لتحصل عليه في أزمان سابقة.
rn
ما سيحصل في واشنطن وفي البيت الابيض بالذات سيتجاوز الشأن الفلسطيني فالوقت بعد التطورات الحاصلة على الصعيد السوري هو وقت اعطاء الاولوية للشؤون الإستراتيجية وهل هنالك من يتفوق على اسرائيل عند امريكا في هذه الشأن؟
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية