حزب الشعب يشيع عضو مكتبه السياسي صالح الرابي

رام الله / سوا / شيع حزب الشعب الفلسطيني جثمان الرفيق صالح الرابي عضو المكتب السياسي للحزب الى مثواه الاخير ،بمشاركة الامين العام واعضاء المكتب السياسي واللحنة المركزية وقيادة واعضاء حزب الشعب وممثلي القوى الوطنية الفلسطينية وعائلة الفقيد واهل قريته وجماهير غفيرة من محافظات الوطن . حيث انطلقت المراسم الجنائزية في قرية دير غسانة حيث ووري الثرى .. وودعته الجماهير الغفيرة التي طالما شاركهم الرفيق الرابي همومهم وقضاياهم وكان راس الحربة في الدفاع عنهم وعن مصالحهم .
هذا وقد استذكر بسام الصالحي مناقب الفقيد ،وسيرته النضالية والنقابية الناصعة خلال حياته التي افناها في خدمة وطنه وشعبه
واليكم النص الكامل لكلمة الامين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي لتأبين الرفيق صالح الرابي
ايها الرفاق والاخوة الاعزاء
باسم اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني وباسم رفاق ورفيقات الحزب واصدقائهم كافة ،نتقدم من اسرة الرفيق صالح الرابي ،د انشاد ،وبناته سلمى ورباب وسوار ،وابنه كريم ،ومن اخوة واخوات الرفيق وانسبائه ،ومن عموم ال الرابي والبرغوثي ،واهالي دير غسانة وكوبر ،وفلسطين ،نتقدم باحر التعازي بوفاة هذا المناضل الغيور والصلب ، الذي غادرنا فجأة وبدون اية مقدمات ،مخلفا الصدمة لدى كل من عرفه ،والفقد لاسرته وحزبه ،الذي اعتز به ،ويعتز به.
لقد انتمى صالح الى الحزب الشيوعي منذ نعومة اظفاره ،حيث وجد في الحزب عنوانا لحسه الوطني الكفاحي ،ولانتمائه الطبقي والاجتماعي ،فكان الحزب بالنسبة له موضعا للنضال الوطني والاجتماعي في ان.
وقد لعب دوره كما ينبغي ويحب وهو على مقاعد الدراسة في المدارس ،ثم بعد ذلك في الجامعة حيث اكتسب ود ومحبة زملائه وزميلاته ،من رفاق حزبه ومن ابناء الحركة الوطنية عموما ،فشكلت علاقاته الوطنية والصداقات التي نسجها ،رصيدا اضافيا لمكانته الحزبية ،مما اكسبه ثقة الحركة الطلابية والوطنية .
وعندما املى الواجب الوطني ،التعبئة العامة لمواجهة العدوان الاسرائيلي على المقاومة الفلسطينية في لبنان ،تقدم الرفيق صالح فوج متطوعي الحزب ،وترك مقاعد الدراسة مع كوكبة من رفاقه ومن ابناء التنظيمات الاخرى ،وسافروا الى لبنان يحملون روحهم على اكفهم ،فبرعوا في كل ما كلفوا به ،في التدريب وفي الروح الجماعية ،وفي الشجاعة في مهامهم ،والقدوة المميزة للعلاقات التي نسجوها مع كافة المقاتلين.
وبروح تلك التجربة الباسلة واصل الرفيق صالح بعد ذلك دراسته الجامعية وتخرج مهندسا مدنيا ،وعاد الى ارض الوطن ليواجه الاعتقال والتعذيب ،فاظهر صمودا بطوليا في اقبية التحقيق ،ثم بعد ذلك في سنوات الاسر التي قضاها في سجون الاحتلال ،والتي حافظ فيها على تماسكه وثقافته وعلاقاته الوطنية المميزة مع رفاق السجن من كل الاتجاهات الفكرية والسياسية.
ايها الحضور الكريم
اسمحوا لي ان اشير باعتزاز خاص الى واقعة مميزة لا يعرفها الكثيرون ،فعندما اشتدت ملاحقة الاحتلال لمكونات القيادة الوطنية الموحدة في الانتفاضة الكبرى ،وكان الاعتقال والابعاد هو جائزة العمل في القيادة الموحدة ،وحيث كان واجب التجديد الدائم في عضوية القيادة الموحدة احد مميزات استمرارية وقيادة هذه الانتفاضة بعد سلسلة الاعتقالات لاعضاء القيادة ،فقد قررت قيادة حزبنا في حينه ترك حرية الاختيار باداء هذه المهمة للرفاق المرشحين لها دون الزام ،ولا ازال اذكر حتى اليوم الصورة التي تقبل بها الرفيق صالح اداء تلك المهمة باقدام وتصميم ،ودون اي تردد ،وهو ما كان وحيث حافظ على دوره بكل سرية وتكتم .
الرفاق والرفيقات
لقد حافظ الرفيق صالح على توجهاته الفكرية والسياسية دون تردد ،وكان دائم السخرية والغضب من اولئك الذين كانوا يتأرجحون يسارا ويمينا ،فكرا وسياسة وفق متغيرات الاحوال ،وقد تدرج في سلم العمل الحزبي من مسؤول في خلية حزبية الى اعلى المواقع الحزبية في اللجنة المركزية والمكتب السياسي.
كان دائم الاعتزاز بخلفيته الشيوعية ،انطلاقا من ان المضمون الرئيسي لهذا الفكر هو التحرر والاستقلال ،وهو العدالة الاجتماعية ورفض الاستغلال والظلم ،ورفض الراسمالية بكل توحشها الذي تشهده العالم ،النامي منه والرأسمالي،وهو ايضا اقتناعه بالتفكير العلمي وبالحداثة وبالمساواة وبالديموقراطية ،وبمجتمع المواطنة والمساواة دون تمييز في الجنس او الدين او المعتقد ،ولذلك فقد كان عدوا لدودا للتطرف والتخلف مهما كانت منطلقاته ،وبرغم ما كان يبدو حديا في مواقفه على هذا الصعيد فقد كانت هذه الحدة هي احد اشكال التعبير عن رفضه لمظاهر التراجع المتزايدة في العديد من النواحي ،المسلكية والثقافية والاخلاقية .

اننا اذ نودعك ايها الرفيق الغالي في نفس المكان الذي يرقد فيه رفيقنا بشير البرغوثي ،والى جانب شهداء هبة شعبنا الباسلة ،فاننا نؤكد على التمسك بالمباديء والقيم التي ناضلت من اجلها ،وعلى التمسك بوحدتنا وصلابتنا في حماية هذه المباديء حتى نيل الحرية والاستقلال ،وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة ، في ظل دولة فلسطين المستقلة ،كاملة السيادة ،ومن اجل ضمان حقوق لاجئي شعبنا بالعودة .
نم قرير العين ايها الرفيق الغالي ،ودمت موضع محبة واعتزاز رفاقك وشعبك.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد