خلافات بين الوزراء في طبيعة الرد على مقتل المستوطنين الثلاثة

القدس / سوا/ كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بعد ظهر الثلاثاء تفاصيل مجريات الجلسة الطارئة للمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) التي عقدت الليلة الماضية لبحث الرد على العثور على جثث المستوطنين المختطفين الثلاثة.

وأضافت الصحيفة أن وزير الجيش الإسرائيلي موشيه يعلون ومن خلفه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اقترحوا أن يكون الرد عبر الإعلان عن بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية وإقامة مستوطنة جديدة على اسم المستوطنين القتلى.

وقال مسؤول كبير حضر الاجتماع  إن يعلون عرض في الجلسة خطة أعدتها الإدارة المدنية للاحتلال لتعزيز الاستيطان تشمل تسريع إجراءات تخطيط بناء في المستوطنات وطرح مناقصات لبناء ألاف الوحدات السكنية، وإقامة مستوطنة جديدة تحمل اسم القتلى.

وأضاف المسؤول أن وزيرة القضاء تسيبي ليفني، حذرت من أن التعاطف الدولي مع "إسرائيل" حول قضية مقتل المختطفين من شأنه أن ينقلب إذا ما مضت في خطط استيطانية واسعة رداً على العملية.

وقال مصدر شارك في الجلسة إن رئيس الأركان بيني غانتس وضباط الجيش عرضوا اقتراحاً لقصف عدد من منشآت حركة حماس في غزة , لكن معظمها أخليت بسبب رفع درجة التأهب في حماس تحسبا لهجوم إسرائيلي.

وأكد المصدر أن مسودة قرارات "الكابينيت" التي تتكون من 9 نقاط  يمكن اعتبارها أقرب إلى إعلان النوايا منها إلى خطوات عملية محددة للتنفيذ الفوري, مشيرا إلى أن أحد البنود يؤكد على "أن الجهود لإبعاد ناشطي حماس ستتواصل"، فيما يشير بند آخر إلى أن "العمليات ضد البنية التحتية لحركة حماس في الضفة ستتواصل، ويرد في آخر أن "عمليات البحث عن الخاطفين ستتواصل.

وكانت تقارير إسرائيلية قد ذكرت في وقت سابق أن سجالاً حاداً نشب بين الوزراء خلال اجتماع (الكابينيت) الليلة الماضية, حيث اختلف الوزراء حول ردة الفعل الإسرائيلي بعد العثور على جثث المستوطنين الثلاثة وأن الاجتماع انتهى بدون الاتفاق على طبيعة رد الفعل.

واقترح مسؤولون بالجيش الإسرائيلي خلال اجتماع "الكابينيت" بشن غارات وقصف مبان غير مأهولة في قطاع غزة, لكن وزير الاقتصاد ورئيس حزب "البيت اليهودي" اليميني المتطرف نفتالي بينيت، رد على اقتراح الجيش بغضب وطالب بردة فعل أشد بكثير.

ووفقاً للتقارير الإسرائيلية فإن وزير الحرب موشيه يعلون، ووزير المالية يائير لبيد، ووزيرة القضاء تسيبي ليفني، هاجموا بينيت ورفضوا اقتراحه.

من جانبه لخص رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، النقاش قائلاً ينبغي أن يكون هناك رد فعل شديد، لكن التقارير الإسرائيلية قالت إنه لم يطرح طبيعة رد فعل كهذا, وتقرر في نهاية الاجتماع شن غارات ضد مواقع في القطاع، وهو ما نفذه جيش الاحتلال خلال الليلة الماضية وقصف 34 موقعاً على الأقل في جميع أنحاء القطاع.

وفي ردهم على اقتراح بينيت بتنفيذ عمليات عسكرية شديدة ضد حماس في الضفة والقطاع، قالت ليفني إن إسرائيل لم ترد دائما على هجمات فلسطينية، فيما قال يعلون إنه "يحظر التدهور إلى حرب"، وعارض لبيد تنفيذ رد فعل شديد، كما طالب وزير الأمن الداخلي يتسحاق أهارونوفيتش، بعد توسيع العمليات ضد قطاع غزة، وأن ثمة حاجة للاستعداد لمواجهة اعتداءات محتملة في إطار جرائم "جباية الثمن" التي ينفذها المستوطنون ضد الفلسطينيين وأملاكهم ومقدساتهم.

وعبر أردان عن موافقته على مقترحات بينيت لتنفيذ رد فعل عنيف، لكنه حذر من عمليات "جباية الثمن" ضد الفلسطينيين.

ومن المتوقع أن يعقد نتنياهو اجتماعا آخر للكابينيت مساء اليوم.
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد