عيسى: التعصب الديني سببه الجهل وضعف الوعي السياسي

القدس / سوا / قال الدكتور حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات،"إن التعصب السياسي بات يفتك بالمجتمعات ويدمرها، ويترك اثره في تقسية العائلات وتجزئتها، إذ أصبح كل فرد متشبث بوجهة نظره ويخون الآخر إذ لم تتطابق وجهة نظر الآخر معه، وتحدث هذه الاختلافات نوعا من الاشتباك ليس فقط بين أفراد المجتمع بل بين أفراد الأسرة الواحدة وهو ما يؤدي إلى تفككها".

وأوضح, "التعصب السياسي هو تمسك الفرد بالرأي السياسي لحزبة دون مراجعة لذلك الرأي إعتقادا منه إن لذلك الحزب أو الجماعة السياسة الحق والاخرين أو باقي الاطراف السياسية عملاء لصالح أعداء الوطن، وهو وجود أفكار مسبقة عن أى موضوع، وهذه الأفكار تكون صلبة وغير منطقية وغير قابلة للتغير، وتطبق هذه القاعدة على جميع أعمال الحياة اليومية للإنسان فى الأكل أو الشرب وغيره".

ولفت امين عام الهيئة الإسلامية المسيحية، "تتمثل سمات المتعصب بالتسلط والجمود في التفكير واللجوء إلى العنف لتحقيق الغايات بالاضافة للتمركز حول الذات وعدم تقبل الحوار من الآخرين والغرور والتمسك بالباطل وعدم الموضوعية في تناول القضايا الخلافية".

ونوه عيسى, "اسباب التعصب الديني تعود للجهل أو ضعف الوعي السياسي، هذا بجانب الإعلام البروباغندا، أي الاعلام بكل اشكاله لة دور هام في توجية الرأي السياسي العام، حيث يوهم الفرد أو الأفراد المستهدفين بأحقية ذلك الرأي أو الهدف المراد وغالبا يستخدم الدين كغلاف وغالباّ ما يكون ضد مصالح هؤلاء الأفراد، بينما يكون لصالح اما السلطة الحاكمة أو الشركات الكبرى".

وتابع، "الإنتهازية والفساد تعد من اسباب التعصب الديني بحيث تدخل السلطة الحاكمة بطرق غير مشروعة لترغم أفراد الشعب لأتباع رأي سياسي أو لبلوغ هدف لصالحها".

واستطرد الدكتور حنا عيسى، وهو دبلوماسي سابق في روسيا الاتحادية، " ينتشر التعصب السياسي غالبا بشكل كبير في الدول غير الديموقراطية أو الدول غير المتحضرة المتخلفة ثقافيا، وفي أكثر الأحيان يكون للتعصب السياسي غلاف ديني، ثم تبدأ الصراعات والاشتباكات لتمسك كل شخص بوجهة نظره، مما يولد الصراع بين طرفي أي نقاش".

وقال، "من هنا نجد أن المجتمعات والأمم التي تسود فيها قيم الديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان، تضمحل فيها ظواهر الاستبداد والعنف والتعصب، وعلى العكس من ذلك المجتمعات التي تسود فيها قيم الديكتاتورية والاستفراد بالسلطة والرأي، حيث تتعاظم ظواهر الاستبداد وتصل إلى كل مجالات الحياة، من الأسرة إلى قمة الهرم السياسي، مرورا بكل دوائر الحياة، وتبرز حالات العنف والتعصب في كل مجالات وحقول الحياة".

وأشار حنا, "في بداية الألفية الثالثة، المليئة بالأحداث الجسام والتطورات العلمية والتكنولوجية الهائلة، التي أوصلت الإنسان إلى الفضاء، تشكلت علاقة حيوية بين الأرض والفضاء، وتحولت الكثير من أحلام الإنسان وتطلعاته العلمية، إلى حقائق ومكتشفات علمية، ومنجزات تقنية فاقت كل التصورات".

ونوه، "تبرز في الواقعين العربي والإسلامي، ظاهرة خطيرة، وينذر استمرارها، بانهيار الكثير من المكتسبات التي حققها العالمان العربي والإسلامي في مختلف المجالات والحقول، حيث تبرز ظاهرة القتل والاغتيال، واستشراء وشيوع لغة العنف والتعصب، كلغة وحيدة لمعالجة الكثير من المشكلات التي يمر بها الواقعان العربي والإسلامي".

ولفت الدكتور حنا عيسى، وهو استاذ وخبير في القانون الدولي، "إن ثالوث الخطر (الاستبداد، العنف، التعصب)، يتغذى كل واحد منهم من الآخر؛ فالاستبداد يهيئ الأرضية والظروف لممارسة العنف والتعصب، وهما يؤكدان خيار الاستبداد ويعمقانه على مستويات الحياة كافة، لذلك فإننا نجد أن البداية السليمة لتجاوز خطر هذا الثالوث الجهنمي في ممارسة الحريات السياسية والثقافية والاجتماعية، بحيث أنه كلما توسعت دائرة الحرية في المجتمع، كلما تقلصت فعالية الاستبداد والعنف والتعصب".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد