هآرتس: يجب فتح حوار أمني فوراً مع حماس لتهدئة الأوضاع

القدس / سوا / طالبت صحيفة هآرتس الاسرائيلية في افتتاحيتها اليوم الاثنين ب فتح حوار أمني فوراً مع حركة حماس عبر كل القنوات العربية والاوروبية من أجل تهدئة الأوضاع وزيادة الجهود لتحقيق هدنة راسخة أكثر من وقف اطلاق النار الهش الذي تم التوصل اليه العام الماضي.
وقالت الصحيفة ان الاشتعال الذي بدأ في نهاية الاسبوع الماضي في غزة وأدى لمقتل تسعة فلسطينيين يمكنه ان جر اسرائيل الى معركة عسكرية تطغى في قوتها سلسلة العمليات التي وقعت في الاسبوعين الاخيرين.


وأضافت :"بعد اكثر من سنة على عملية "الجرف الصامد"، لم تتغير الظروف الأساسية التي سبقت العملية ، فالسلطة الفلسطينية منقسمة جغرافيا وسلطويا، وسنوات حكم حماس الثمانية في غزة لم تحسن اوضاع السكان، ونظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يعتبر حماس عدوا، والشعور بالحصار في غزة وخيبة امل المواطنين من بطئ اعمال ترميم الدمار تؤجج النار تحت طنجرة الضغط التي يحاصر فيها قرابة مليوني مواطن داخل منطقة صغيرة ومكتظة".


وتابعت الصحيفة:" الان اضيف الى طنجرة الضغط هذه تضامن سكان غزة مع اخوتهم في الضفة والقدس ومدن اسرائيل، وشارك 3000 غزي في التظاهرة المركزية التي جرت في نهاية الاسبوع مقابل ناحل عوز، ويدعي الجيش ان الكثيرين منهم تقدموا بشكل خطير باتجاه السياج في محاولة لاجتيازه، وبعد ان تم رشق قنبلة لم تنفجر، ومن ثم رشق زجاجات حارقة واحراق احدى بوابات السياج، قام جنود المظليات بإطلاق النيران الحية. وكانت النتائج قاسية".


وقالت :" منذ بناء السياج حول غزة، وطوال عقدين من الزمن، يتدرب الجيش على سيناريو مواجهة تبدأ بشكل غير عنيف لكنها تصل الى القتل والتصعيد: مسيرات للمواطنين شمالا باتجاه اشكلون، وشرقا باتجاه ناحل عوز وكيسوفيم وسديروت. ليس عمليات ولا خرق نظام، وانما احتجاج يائس. الجيوش تتولى مهمة الحفاظ على السيادة وصد المتسللين، ولكن كما يستدل من مشاهد اللاجئين والمهاجرين الذين يقرعون ابواب اوروبا، فان تفعيل الجنود او الشرطة المسلحة ضد الحشود المدنية، ليس مسألة جوهرية ويمكنه ان يتسبب بأعمال مأساوية زائدة".


واختتمت افتتاحيتها قائلة:"خلال احداث اكتوبر 2000 في الجليل ووادي عارة، وفي قضية سفينة "مرمرة"، تعلمت اسرائيل مدى سرعة امكانية تشوش الرغبة في الامتناع عن اصابة مدنيين وتحويل الحدث الى مواجهة كثيرة الضحايا، جنود المظليات شاركوا ايضا، كما يبدو، في المهمة التي وصلت الى ابعد من فرضيات نقطة انطلاقها، والمطلوب الآن اجراء فحص ثاقب لظروف الصدام بين الجيش وسكان غزة: ما هي التكهنات الاستخبارية بشأن عدد المشاركين، كيف استعدت القوات، وما هي التوجيهات التي تلقتها وكيف تصرفت عمليا، التخوف من تورط آخر في غزة يؤخر استبدال قائد المنطقة الجنوبية ويجب ان يكون محط العيون القصيرة النظر للحكومة".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد