الصوراني ينهي زيارة مهنية ناجحة للندن ودبلن

غزة / سوا / بلقاءٍ مع المحاميين الايرلنديين في مقر نقابة المحامين الايرلندية بتاريخ 30 سبتمبر 2015، أنهي المحامي راجي الصوراني، مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان زيارته لايرلندا، حيث ألقى محاضرة تركزت حول الانتهاكات وجرائم الحرب التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بصورة منهجية ضد المدنيين الفلسطينيين، وكيف يعطي الجهاز القضائي الإسرائيلي والنيابة العسكرية الإسرائيلية الغطاء القانوني لهذه الجرائم ويشرع لها. وأشار الصوراني بهذا الصدد إلى آلاف الملفات التي تابعها المركز، والتعديلات القانونية التي حرمت الضحايا المدنيين من تحقيق أي مستوى من العدالة أو التعويض، وهذا ما دفع المحاميين الفلسطينيين إلى استخدام وتوظيف التشريع الدولي، والذي ضيقت أمريكا ودوّل أوروبا الغربية نطاقه بعد تحقيق بعض النجاحات في بعض القضايا في لندن ومدريد، بتعديل القوانين إمعانا في توفير الحماية السياسية والقانونية للمشتبهين بارتكابهم جرائم حرب ضد الفلسطينيين. وقد تم خلال اللقاء الاتفاق علي ترسيخ التعاون المشترك في الدفاع عن الضحايا وفضح الجهاز القضائي الإسرائيلي ودوره المتواطئ.

وكان الصوراني قد دُعي في صباح نفس اليوم لمقر البرلمان الايرلندي لإلقاء كلمة حول أوضاع حقوق الإنسان بحضور كل ممثلي الأحزاب البرلمانية. بدأ الصوراني كلمته بشكر للحكومة الايرلندية على موقفها الإنساني والأخلاقي والسياسي في دعم الحقوق الثابتة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، وفي موقفها المتميز في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عند التصويت علي تقرير جولدستون، وعلى تقرير لجنه تقصي الحقائق بعد عدوان 2014، والدور الإيجابي الذي لعبته مع الدول الأوروبية.

كما أكد الصوراني علي أن حصاد ٢٢ عاماً من اتفاقيات أوسلو هو حصار غير إنساني وغير قانوني وغير أخلاقي ضد ٢ مليون فلسطيني في قطاع غزة، وهو ما يشكل ضربا من العقاب الجماعي ويجب إنهاؤه بصورة كلية وفورية. وأشار الصوراني إلى أن آلية الأمم المتحدة القائمة لإعادة إعمار غزه غير مجدية، ولا يمكنها إصلاح ما دمرته ثلاثة حروب عدوانية شنتها إسرائيل ضد قطاع غزة في خمس سنوات، مؤكداً أن القطاع يشكل اكبر كارثة صنعها الاحتلال في القرن الواحد والعشرين، وأن المطلوب الآن إنهاء الحصار الذي تحركت لرفعه كل شعوب العالم والذين ووجهوا بالموت أو الاعتقال من قبل الاحتلال، وضمان حرية حركه الأفراد والبضائع.

وتطرق الصوراني إلي التطهير العرقي الذي تمارسه دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين في القدس ، مسيحيين ومسلمين، وإلى التهويد وتغيير المعالم الديموغرافية والجغرافيا، وإلى الاعتداءات التي تُمارس على الأماكن الدينية وبالذات على المسجد الأقصى. كما تحدث الصوراني عن الاستيطان في الضفة الغربية الذي يتسع يومياً رأسياً وأفقياً والمستوطنات الجديدة والطرق الالتفافية والحواجز التي تقطع الصلة بين المدن والمخيمات والقرى وحول الاعتداءات والتوغلات اليومية التي لا تتوقف، وحول جدار الفصل العنصري الذي فرضته إسرائيل بالقوة.

كما استعرض الصوراني أوضاع المعتقلين الفلسطينيين وما يتعرضون له من تعذيب منهجي، مذكراً بأن إسرائيل هي الدولية الوحيدة في العالم التي شرعته و بغطاء من محكمة العدل العليا الإسرائيلية، وتطرق إلي قضايا الإهمال الطبي، وما يتعرض له المعتقلون الفلسطينيون من اعتداءات يومية مهينة ومذلة وحاطة بالكرامة الإنسانية. واستعرض الصوراني قانون التغذية القسرية للمعتقلين المضربين عن الطعام، وكيف أنه يشكل جريمة، مذكراً بالنموذج النضالي الايرلندي بوبي ساندز المناضل والسياسي والشاعر وعضو البرلمان الذي استشهد نتيجة إضرابه عن الطعام تعبيرا عن رفضه واحتجاجه الحر.

وأكد الصوراني أن ما تمارسه إسرائيل كدولة احتلال حربي هو شريعه الغاب وأنها لا تلتزم بالقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، وأن ما شجعها ولا زال هي الحصانة السياسية التي يمارسها الغرب، بالذات أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا تجاه إسرائيل، مذكراً بان اتفاقيات جنيف والتشريع الدولي والمحكمة الجنائية الدولية ليسوا اختراعاً فلسطينياً، ولكن من حق وواجب الفلسطينيين استخدام كل الوسائل القانونية في التشريع الدولي والمحكمة الجنائية الدولية من أجل العدالة والنصفة للضحايا الفلسطينيين.

كما أكد الصوراني أن أمام هذه الجرائم فإن الشعب الفلسطيني لن يغفر ولن ينسى الجرائم التي يمارسها الاحتلال، وأننا سنلاحق المجرمين الإسرائيليين في كل أصقاع الأرض وفاءً لأرواح الأطفال والنساء والشيوخ، وأن الفلسطيني لن يقبل بأن يكون ضحية جيده لمجرمي حرب، وأن الردع لن يأتي لإسرائيل إلا بمساءلتها ومحاسبتها عما ترتكبه من جرائم.

كما أشار الصوراني إلى أن المقاومة بكل أشكالها حق وواجب علي كل فلسطيني وهذا ما ضمنه العهد الخاص بالحقوق المدنية والسياسية في المادة الأولي، وأن الشعوب المحتلة هي التي تفرض معادلاتها علي المحتل والمستعمر. وأكد أن الشعب والمقاومة هما في الجانب الصحيح للتاريخ، وأن القضية الفلسطينية أصبحت المعيار الأخلاقي والإنساني في العصر الحديث، وأن الشعب الفلسطيني رغم كل ما يواجهه هو الآن أقوى وأصلب وواثق تماما أن الغد له وانه أقوى أكثر وأكثر مع وقوف أحرار العالم معه.

وطالب الصوراني ايرلندا أن تقود حمله أوروبية لإنهاء الحصار فوراً ، وأن ترغم الاحتلال علي إعطاء الشعب الفلسطيني حقه في حريه الأفراد والبضائع بين غزه والضفة بما فيها القدس، وبيننا وبين العالم الخارجي، وكذلك تفعيل المادة الثانية من اتفاقية الشراكة الأوروبية الإسرائيلية، ووقف الامتيازات الأوروبية لإسرائيل، كالتعاون العلمي والثقافي والشبابي والرياضي والفني، ومحاسبة إسرائيل على ما تمارسه من جرائم حرب بالتشريع الدولي والمحكمة الجنائية الدولية بهدف ردعها.

وفي أعقاب كلمته، عقبت كل الكتل البرلمانية دون استثناء بكلمات واضحة عن تضامنها ودعمها لنضال الشعب الفلسطيني، وإدانتها للاحتلال وممارساته، حيث أظهرت مداخلاتهم مدى اطلاعهم العميق والمستمر تجاه ما يدور في الأراضي المحتلة.

وكان الصوراني قد عقد في اليوم السابق، بتاريخ 29 سبتمبر، لقاءً مع الطلبة في جامعه ترينتي (ترينتي كوليج) وهي أعرق وأُقدم جامعة في ايرلندا، شرح خلاله الأوضاع الإنسانية والسياسية في الأرض الفلسطينية المحتلة بشكل مسهب، تلاه رد على جميع الأسلة التي وجهت له من قبل الطلبة المشاركين في اللقاء.

كما عقد الصوراني لقاءً في بيت البرلمانيين (المانشن هاوس) مع برلمانيي دبلن وأكاديميين ومثقفين وفنانين ونشطاء المجتمع المدني والعديد من لجان التضامن مع الشعب الفلسطيني، استغرق ساعتين ونصف الساعة، ألقى خلاله كلمة ومن ثم أجاب على الأسئلة والاستفسارات.

وكان الصوراني قد زار في اليوم الأول، بتاريخ 28 سبتمبر، بلفاست والتقي بطاقم العاملين في مؤسسة ( تروكرا) ومن ثم بناشطين من ايرلندا الشمالية. كما قام الصوراني بجولة ميدانيه معهم شملت القسمين، حيث زار الجدار الفاصل بين القسمين، والنصب النصب التذكاري للشهداء وجداريه المناضل بوبي ساندز، ومن ثم تم استضافته في لقاء تم في كنيسة (القلب المقدس) حضرها ناشطون ولجان التضامن مع الشعب الفلسطيني.

كما شملت الزيارة أيضاً لقاءً في وزارة الخارجية، ولقاءً مع الصحافة المكتوبة والمسموعة والتليفزيون، ولقاءً مع مؤسسات تدعم المركز الفلسطيني بالذات مؤسسة (بيرتا فاونديشن)، ومؤسسة (فرونت لاين).

جدير بالذكر أن الزيارة التي استمرت ثلاثة أيام، جاءت بدعوة من مؤسسة (تروكرا)، وهي إحدى المؤسسات الشريكة للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، وتعتبر واحدة من كبري المؤسسات الايرلندية، وهي التي أشرفت علي تنظيم وترتيب اللقاءات جميعا، والتي شارك في بعضها مؤسسة (كرسشن أيد) ومؤسسة ( فرونت لاين).

كان الصوراني قد وصل إلي دبلن قادماً من لندن، حيث حضر اجتماع اللجنة التنفيذية للكونسورتيوم الدولي للمساعدة القانونية، على مدار يومين. كما عقد اجتماعاً مع الفريق القانوني الدولي استكمالاً للإعداد والتحضير للمحكمة الجنائية الدولية وغيرها. كما عقد كذلك اجتماعاً مع بيرتا فاونديشن، وهي مؤسسة تقدم دعماً وشريكة للمركز الفلسطيني في أكثر من مجال، وبالذات في تأهيل المحامين للعمل في مجال التوثيق وملاحقه مجرمي الحرب الإسرائيليين دولياً، حيث اجتمع مع مؤسسها توني تبيانسكي، والمديرة التنفيذية، جنيفر روبنسون في مقر المؤسسة.

وحظيت الزيارة التي قام بها الصوراني على تغطية واسعة من قبل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في إيرلندا، ونشرت بعض الصحف والمواقع صوراً وأخبار حولها. فقد نشرت صحيفة (Irishtimes) وهي صحيفة واسعة الانتشار مقالاً حول الزيارة، اقتبست فيه مقتطفات من مداخلاته. كما بث الموقع الالكتروني لمؤسسة تروكرا ((TROCAIRE الشريكة تسجيلاً لمداخلته.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد