القيادة الفلسطينية تلتزم الصمت ولم تُدن عمليتي نابلس والقدس

غزة / خاص سوا/ تخبط شديد يحيط إسرائيل بعد فشلها في الوصول إلى اليد العليا وراء عملية "ايتمار" قرب نابلس ، سيما أن هذه العلمية جاءت بعد 24 ساعة من خطاب الرئيس محمود عباس الأخير في الأمم المتحدة، ولم يُنددها كما كان يفعل سابقا بل اكتفى بالصمت.


وانتقد نتنياهو في تصريحات لقناة فوكس نيوز الأمريكية عدم استنكار الرئيس عباس للعملية التي قتل فيها مستوطنان جنوب نابلس الخميس الماضي، موضحاً بالقول :"إذا لم يقاتل (أبو مازن) الارهاب فسنقوم بذلك بأنفسنا".


الاحتلال يحاول إلصاق التُهم في الجميع، فكان المتهم الأول هو الرئيس عباس وسلطته بعد عدم تنديدهم و صمتهم للعملية كما فعلوا بالسابق.


الحديث المذكور، يدفعنا إلى وضع عدة تساؤلات، أولها لما لم تندد السلطة الفلسطينية هذه العملية تحديدا في هذا الوقت، ولم هذا الصمت؟ وما سر تنفيذ العملية بعد خطاب الرئيس أبو مازن أمام الجمعية العامة في الأمم المتحدة أم أنه تزامن للوقت لا أكثر؟.


مسئولون ومتابعون يروا أن ما حدث هو رد طبيعي عن سلسلة الجرائم الاسرائيلية بحق القدس بجانب الاعتداءات المتواصلة من قبل المستوطنين والجماعات اليهودية المتطرفة.


عضو اللجنة المركزية جمال محيسن يرى أن التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى وبكل مدن الضفة الغربية وتنكر نتنياهو لأي توجه إلى إنهاء الاحتلال هو السبب الذي أدى إلى تفجر تلك الهبة الشعبية الشاملة.


وبين محيسن خلال حديثه لصحيفة الأيام أنهم لا يريدون التطرق إلى خوض معركة مسلحة مع الجانب الإسرائيلي ، قائلا: " إن ما حدث هو رسالة بأن الشعب الفلسطيني قادر على إيلام الاحتلال ويرد على جرائمه".


ودعم حديث محيسن متحدث حركة فتح د. فايز أبو عيطة حين قال: " على اسرائيل قبل أن تتهم أو تبحث عن المنفذ ، عليها النظر بعملياتها الإجرامية التي تنفذها بحق الشعب الفلسطيني".


ومضى أبو عيطة يقول في حديثه لوكالة "سوا" الإخبارية : " العملية رد فعل، على الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة بحق أبناء شعبنا بمناطق الضفة وتحديدا القدس".


والواضح في الأمر أن الرئيس أبو مازن قد أوصل رسالة مفادها أن عدم التزام الاحتلال بما عليه من وجبات يترتب عليه عدم التزام الجانب الفلسطيني بما عليه من اتفاقيات. حسب ما يقوله المحللون.


المحلل السياسي عبد الستار القاسم يقول لوكالة "سوا" : " من الطبيعي أن لا تندد السلطة هذا الإنجاز البطولي، لأنها شعرت بمذاق الفشل الذي انتجته المفاوضات"، مبينا أن عدم وقوف السلطة في وجه العلمية لا يعني أنها من ورائها.


وكانت تقارير إسرائيلية أخيرة، لفتت إلي أن منفذي عملية نابلس من نفس المدينة وينتمون إلى أحد التنظيمات الإسلامية، وأن الحادث نفذ على يد مجموعة عميقة وقديمة.


أما الخبير الإسرائيلي الدكتور عمر جعارة أوضح لوكالة "سوا" أنه جرت العادة عندما يحدث عملية ترحب بها حماس والجهاد وفصائل أخرى ، لكن هنا الاختلاف فالرئيس لم يندد بالعملية وهذا مؤشر ايجابي، موضحا عدم تنديد الرئيس جاء بفعل القسوة التي تتبعها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.


أما المحلل السياسي أكرم عطا لله قال: " شعور حركة فتح بأن نتنياهو يدير ظهره للقيادة الفلسطينية ، هذا ما دعاها للتحرك ، فهناك تحرك على كل المستويات من حركة فتح، ونوع من الرفض للواقع القائم ، فالرئيس كان عائدا الى رام الله وتحدث بذات اللغة التي كان يتحدث بها الرئيس الراحل ياسر عرفات ".


المخابرات الاسرائيلية واستخبارات الجيش يدعون أن هناك اتجاهات بالتحقيق فيما يتعلق بهوية منفذي عملية اطلاق النار شمال الضفة الليلة الماضية والتي قتل فيها ضابط من هيئة الاركان وزوجته.


وتقول بعض الصحف العبرية إن قوات كبيرة ومخابرات عديدة تقوم بمسح المنطقة وجمع البيانات من أجل القاء القبض على المنفذين، فيما يقول رئيس الاركان الاسرائيلي موشي يعالون إن التحريض الفلسطيني هو السبب وراء سفك الدماء، على حد قوله.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد