الاحتلال والموت يبددان حلم "المسن صافي" بلقاء عائلته
غزة / سوا / "بدي أعود الى بيت لحم وأشوف أهلي" كانت آخر الكلمات التي نطق بها في هذه الدنيا المسن صافي عيسى من "بيت لحم" والتي اختلط صداها بغرغرة الموت وأنين معاناة الغربة واللجوء.
صافي والذي يبلغ من العمر 70 عاماً، غادر الدنيا الى جوار ربه بسبب الإصابة بمرض السرطان، ومنع الاحتلال له من العلاج، ليطوي بذلك رحلة نزوحٍ مؤلمة تنقل فيها الى عديد الدول العربية والغربية انتهت به الى الاستقرار بقطاع غزة في مركز الوفاء لرعاية المسنين بمدينة الزهراء.
إدارة مركز الوفاء قدمت لصافي الرعاية الكاملة وعلى مدار الساعة بدون مقابل و بذلت جهداً كبيرا من أجل عودته إلى مدينته التي نشأ بها ولكن اصطدمت بمنع الاحتلال له من لقاء الأحبة ويتذوق بذلك مرارة الفراق والبعد عن الأهل الذي لطالما حلم اللقاء بهم.
الاسير المحرر هلال جرادات الذي أمضى في سجون الاحتلال 27 عاماً، والذي تواجد لحظة مغادرة صافي لهذه الحياة اخذ يرثي مناقبه قائلاً " كان رجلاً مناضلا ومقاتلا في صفوف الثورة الفلسطينية وحركة فتح منذ بدايتها وقدم لفلسطين الكثير واستقر به المقام في أرض العراق"
وأضاف، بعد حرب العراق والهجرة إلى البرازيل حاول العودة الى أرضه و بيته في "بيت لحم" الا أنه لم يتمكن من ذلك بسبب رفض الاحتلال له وعدم تلقيه لأي مساعدة من أي جهة مسؤولة".
وشدد جرادات على أهمية أن لا يتكرر هذا المشهد الصعب مع المبعدين واللاجئين ليتمكن الشعب الفلسطيني من العيش حياة كريمة وتحقيق حلمه بالعودة إلى وطنه.
من جانبها، ادارة المركز قالت: " أنه منذ اللحظات الأولى لتشخيص المرض اتخذت اجراءات عاجلة لتمكين صافي من العلاج بالخارج لخطورة وضعه الصحي.
وأضافت، أنه وبعد جهوزيته للسفر للعلاج في مشافي الداخل رفض الاحتلال الاسرائيلي الحالة ليتم بعد ذلك تحويله إلى مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي في مدينة الزهراء ليتلقى العلاج والرعاية اللازمة مجاناً الى أن توفي لخطورة حالته يوم أمس".
