وأخيراً خرج أهل قطاع غزة إلى الشوارع وأمام مقرات شركة توزيع الكهرباء للاحتجاج على سوء خدمة الكهرباء، وعبروا خلالها عن سخطهم على أداء الشركة والقائمين عليها لأزمة مستمرة منذ 7 سنوات.
قذفوا الحجارة.. أشعلوا الإطارات.. اشتبكوا مع بعض عناصر حماس الأمنية، واعترضوا بعض طواقم وسيارات شركة الكهرباء بسبب الأزمة التي بدأت تأخذ منحى جديداً.
لم يعد لأهل غزة _ كذلك بعض محافظات الضفة_ قدرة على تحمل سوء الخدمة بشكل عام وحاجتهم الملحة والمستمرة للتيار الكهربائي، كما أن معظم الهتافات التي رفعها المحتجون تعبر عن الغضب والسخط الشديدين تجاه أداء الشركة التي تسيطر عليها حركة حماس منذ عام 2007، حيث أدارت حماس محطة توليد الكهرباء وسيطرت على أقسام جباية الفواتير في الشركة من السكان مقابل تلك الخدمة.
القضية الأبرز ومن معلومات موثوقة من قبل كبار موظفي الشركة الذين باتوا محل اتهام المواطنين لهم بالانتقام وسوء التوزيع، أكدوا أن أوامر تأتي اليهم من أشخاص وضعتهم حركة حماس في أماكن ومناصب حساسة دون أن «يفصحوا عمّن أمر بها» تحدد مدى ساعات القطع والوصل والمناطق التي يتم الفصل والوصل لها.
لم يعد الغزيّون يقبلون بالمبررات التي تسوقها الشركة وما يقف خلفها من حجج، بالتالي أثارت زيارة السفير القطري لقطاع غزة مؤخراً استياءً شديداً لكثير من النشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي اتهموا فيها حماس بالتعمد لقطع التيار الكهرباء وإحداث أزمة كلما حل السفير ضيفاً على قطاع غزة مستغلة معاناة الناس وحاجاتهم لتحسن من فرص تمويلها وتمويل مؤسساتها التي دشنتها في غزة دون احترام كرامة المواطن.
لم يعد المواطن يتقبل مبررات حماس وحججها حول الأزمات المتتالية، فالمواطن الغزي بدأ يؤمن بأن هناك من يقف خلف افتعال الأحداث والأزمات لكسب أكبر تأييد وتعاطف خارجي على حساب السكان والمرضى والطلبة وغيرهم من الحالات؛ والتي سببت خسائر فادحة للأسرة البسيطة التي لم تشعر حتى اللحظة بأي تغير وتحسن في الحياة العامة والخدمات في ظل إمعان حركة حماس على فرض قبضتها على المؤسسات الخدماتية والبلدية.
ما يثير الدهشة، ما الذي يجبر حركة حماس وضع نفسها في هذا المأزق؛ لتنحدر إلى هذا المستوى وتستمر في خسارة مزيد من جمهورها الذي انتخبها في عام 2006؟ ولا أتصور أن تذهب وتصطدم بالحائط لتسمح بانفجار الجماهير في وجهها في ظل حصار محكم على القطاع الذي يقطنه حوالى مليون وتسعمائة ألف نسمة تقريباً.
على حماس تدارك الظروف وما ستؤول إليها المحكات والأزمات القادمة وأن تسارع في فتح صفحة جديدة مع حكومة التوافق برئاسة د.رامى الحمد الله وتمكين الوزراء من القيام بمهامهم التي منعوهم منها وتسليمهم المعابر وكافة قطاعات الخدمات وتحييد قطاعات التعليم والصحة والخدمات عن المراهنات التي طال انتظارها دون نتائج منذ ثمان سنوات، والتوقف فورا عن المراهنات الخاسرة لمصلحة بعض الفئويين.
أبناء غزة في حالة غليان كما هي التحركات الجماهيرية في نابلس وطولكرم والتي أفرزت تشكيل لجان جديدة على الرغم من انتخابها حديثاً إرغاماً تحت مطالب ورغبة الجماهير مصدر السلطات.
وفى بيان لها عبرت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة خان يونس ورفح عن استهجانها واستنكارها للحد الذي وصلت له سلطة الطاقة وشركة الكهرباء المسيطر عليهما من قبل حماس في قطاع غزة بمعاناة الشرائح المتعددة من أبناء شعبنا من مرضى، ومسنين، وطلبة، وتجار، وحرفيين، وأصحاب مصالح مختلفة، وتضرر مصالحهم جراء القطع المتواصل للتيار الكهربائي الذي تجاوز في بعض الأحيان أكثر من 20 ساعة قطع.
وأشارت القوى في بيانها إلى أن قطع الكهرباء لساعات طويلة دون مبررات مقنعة وتحت حجج واهية إنما يأتي للمتاجرة بمعاناة أهالي القطاع ولزيادة الضائقة التي يشعرون بها منذ سنوات طويلة جراء الحصار المفروض عليهم واستمرار الانقسام، وبغرض الابتزاز الرخيص من قبل الجهات المسؤولة عن الكهرباء في غزة وللتصعيد من حدة المناكفات السياسية ما بين الضفة وغزة والتي يدفع ثمنها المواطن البسيط والمرضى وأصحاب المصالح التجارية والصناعية.
وأضافت القوى في بيانها: إن الكيل قد طفح وزاد عن حده المقبول، وإنه لم يعد هناك مجال لاستمرار الصمت والسكوت على هذه الممارسات غير المقبولة من القائمين على الكهرباء في غزة، محذرة في ذات الوقت من أن الانفجار قد يكون وشيكاً إذا ما تمادت سلطة الطاقة وشركة الكهرباء في تجاهل معاناة المواطنين ومصالحهم المعطلة جراء استمرار قطع الكهرباء ومع كل هذا أصبح الموقف العام في قطاع غزة ولسان حالها يطالب بضرورة إخراج موضوع الكهرباء من دائرة المناكفات السياسية ما بين القائمين على إدارة غزة والجهات المسؤولة في «سلطة رام الله » وتسليم ملف الكهرباء بالكامل لحكومة التوافق الوطني حتى يتسنى محاسبتها ومراجعتها عن القصور في توفير الكهرباء اللازمة والضرورية لحاجات المواطنين.
وما زالت هناك دعوات جماهيرية متفاعلة للتظاهر والاحتجاج على ممارسات شركة الكهرباء التي أصبحت تخلو من أي إحساس بالمسؤولية الوطنية والإنسانية تجاه المواطنين ومصالحهم.
للتواصل:
بريد الكترونيmehdawi78@yahoo.com
فيسبوك RamiMehdawiPage
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية