ثمانية أعوام على عملية أسر "شاليط"

253-TRIAL- غزة / سوا / يوافق اليوم الأربعاء الذكرى السنوية الثامنة لعملية "الوهم المتبدد" التي نفذتها ثلاثة فصائل فلسطينية داخل موقع "كرم أبو سالم" العسكري الإسرائيلي جنوب قطاع غزة في الـ 25/6/2006م، والتي تمكنت خلالها من قتل وإصابة جنود الموقع وأسر أحد الجنود من داخل دبابته.
وأحدثت تلك العملية الجريئة زلزالاً قوياً داخل إسرائيلـ سيما  وأنها أسفرت عن أسر أحد الجنود من داخل دبابته، صاحبها فشل الجيش في اكتشاف الحادثة خلال الساعات الأولى التي تلت وقوعها، الأمر الذي مكن المنفذين من الوصول إلى قواعدهم بسلام واخفاء الجندي.
تفاصيل العملية
وفي تفاصيل العملية، فقد تمكن منفذوها من اقتحام موقع عسكري يعد الأكثر تحصيناً على طول حدود قطاع غزة، عبر نفق تم حفره من داخل قطاع غزة وصولاً إلى خلف الموقع العسكري، وتمكنوا من السيطرة على الآليات والأبراج العسكرية بداخله، وقتلوا وأصابوا من فيه قبل أن يأسروا الجندي "جلعاد شاليط" من داخل دبابته ويعودوا به إلى قطاع غزة.
وشارك في العملية ثلاثة أذرع عسكرية هي "كتائب القسام" الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية " حماس "، و"ألوية الناصر صلاح الدين" الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية و"جيش الإسلام".
وقدمت المقاومة الفلسطينية في تلك العملية اثنين من أبطالها المجاهدين ارتقوا داخل الموقع العسكري أثناء الهجوم عليه وهم الشهيد "حامد الرنتيسى" من ألوية الناصر صلاح الدين، والشهيد "محمد فروانة" من جيش الإسلام.
فشل إسرائيلي
وقد أثارت دقة ونجاح العملية جدلاً كبيراً داخل إسرائيل، فقد ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية في عددها الصادر يوم الاثنين 26/6/2006م أي بعد يوم من عملية الأسر أن خلافات حادة نشبت بين جهاز الأمن الاسرائيلي "الشاباك" وقوات الاحتلال حول الفشل الاستخباري الذي صاحب العملية وعدم تمكن الاحتلال ومخابراته من الاستفادة من المعلومات التي قدمها الشاباك حول العملية التي أسفرت عن مصرع جنديين إسرائيليين وأسر ثالث.
وقالت الصحيفة إن غضبا يسود أوساط قادة الاحتلال مما اعتبروه محاولة من الشاباك لإلقاء المسؤولية عليهم، مشيرين إلى أن ديسكين قائد الشاباك قدم معلومات عامة عن وجود محاولة الاقتحام دون معلومات مفصلة.
كما وعقب آنذاك رئيس الوزراء الإسرائيلي "إيهود أولمرت" على عملية "الوهم المبدد"، في افتتاح جلسة الحكومة الإسرائيلية الأسبوعية قائلاً: "إن الحكومة الفلسطينية برئاسة " إسماعيل هنية " مسئولة عما جرى في "كرم أبو سالم" بكل ما يحمل الحدث من معنى".
وأضاف "تلقيت المعلومات عن العملية منذ ساعات الصباح، واجتمعت بالوزراء في أعقاب العملية واتخذنا القرارات اللازمة، متابعاً: "سنصفي كل من له يد في العملية ولن يحميه الانتماء التنظيمي".
حرب ثم صفقة
وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة بعد ثلاثة أيام من العملية على قطاع غزة، دمرت خلالها الطائرات الجسور والمؤسسات الفلسطينية، بالإضافة إلى استهداف محطة توليد الكهرباء وسط قطاع غزة ما أدخل القطاع في أزمة كهرباء خانقة يعاني منها إلى اليوم.
ولم تفلح إسرائيل بالرغم من القوة العسكرية الكبيرة التي استخدمتها ضد غزة وأهلها عقب العملية والحرب المدمرة في نهاية عام 2008 وبداية عام 2009 من تخليص الجندي شاليط، ما اضطرها لخوض مفاوضات مع حركة حماس من أجل التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى، أسفرت في النهاية عن اطلاق سراح أكثر من 1050 أسير وأسيرة فلسطينية، مقابل الإفراج عن الجندي شاليط في الثامن عشر من نوفمبر 2011.
185
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد