الاتفاق مع حماس خطأ تاريخي؟
تل أبيب / سوا / تعددت مؤخرًا التقارير التي تتحدث عن اتفاق تتم صياغته بين إسرائيل و حماس ، في إطار الاتفاق، حيث من المفترض أن ترفع إسرائيل الحصار عن قطاع غزة ، وأن تلتزم حماس بالهدنة لعدة سنوات.
وعلى ما يبدو أن الاتصالات بين الطرفين تقام بواسطة عدة جهات وسيطة، ووفقًا للاتفاق، حماس تستطيع أن تجلب تجارة بواسطة ميناء مائي سيكون بعيدًا مسافة 3 كيلو مترًا من شواطئ غزة؛ بالإضافة لذلك، سكان القطاع يستطيعون استخدام منفذ خاص سيقام لهم في قبرص.
وينص الاتفاق على أن التجارة التي ستصل غزة سيتم فحصها على يد ممثلين للناتو، ومن المفترض أن يشمل الاتفاق أن تكف القوات الجوية الاسرائيلية عن التحليق في سماء غزة.
لكن الاتفاق يحمل في طياته عدة عيوب، ويمكن أن يضع إسرائيل في مواقف إشكالية كبيرة وتتلخص فيما يلي:
1. المفاوضات بين إسرائيل وحماس يتم إدارتها كما يبدو بوساطة تركية، جدير بالذكر أن الحكومة التركية تتبنى منذ سنوات شركات معادية لإسرائيل بشكل قاس، كما أعلن رجب طيب أردوغان في عام 2014 عندما كان رئيس الحكومة التركية أن "اسرائيل تنفذ جرائم قتل بحق الفلسطينيين"، بالإضافة لذلك ادعى أن "اسرائيل هي دولة إرهابية"، بناءً على تلك التصريحات، عندما تكون تركيا مسؤولة عن وساطة بين الطرفين؛ فستجد إسرائيل نفسها بموقف غير مريح أمام تنظيم إرهابي، وبما ان الاتفاق سيلزم إسرائيل بالاعتذار أمام تركيا عن هجوم الأسطول ودفع تعويضات لعائلات الضحايا؛ فإن إسرائيل ستضطر الاعتذار عن أحداث تمت فيهم مهاجمة جنود الجيش الاسرائيلي، حتى إن جزءًا منهم أصيبوا بجروح طفيفة.
2. الاتفاق المصاغ يشمل فتح المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة، وكميات كبيرة من السلاح المتطور ستقع بأيدي حماس؛ وبذلك يمكن ان تتزود حماس بعشرات الطائرات بدون طيار. حماس ستستخدم تلك الطائرات لجمع معلومات عن قوات الجيش الإسرائيلي، وسيكون من الممكن تسليحها والإضرار بأهداف إسرائيلية.
3. الاتفاق لا يشمل إطلاق سراح الإسرائيليين المتواجدين في قبضة حماس بغزة، بهذا الشأن، صرح مسؤول حماس موسى أبو مرزوق انه على إسرائيل إطلاق سراح عدد غير محدد من نشطاء الحركة من أجل التوصل لاتفاق تبادل، ويبدو ان حكومة نتنياهو لن توافق على إملاءات حماس وتوافق على صفقة كتلك. بالإضافة الى ان حماس رفضت ليس فقط إطلاق سراح ابرا مانغستو؛ بل أيضًا رفضت نقل أي معلومات عن وضعه. في إطار الاتفاق أيضًا غير متوقع ان تسلم حماس لإسرائيل جثث جنود الجيش الاسرائيلي هدار جولدن وأرون شاؤول. كما ادعت حماس انها تمتلك بقايا جثث لجنود آخرين أبقاهم الجيش في بيت حانون شمال القطاع، وأنها لا تنوي تسليمهم لإسرائيل في الوقت القريب.
4. سيمنح هذا الاتفاق شرعية لحماس كجهة حاكمة في القطاع، وسيمنح أيضًا حصانة لقادة إرهاب مثل إسماعيل هنية ، وإدارة مفاوضات مستقبلية معهم.
5. الاتفاق لن يكون ساري المفعول بالنسبة لفصائل فلسطينية أخرى "الجهاد الإسلامي"، وبذلك، ستقف إسرائيل أمام معضلة صعبة عندما تطلق تنظيمات فلسطينية متمردة صواريخ تجاهها. من جانب واحد، ستكون مضطرة للرد على انتهاك سيادتها، من جانب ثانٍ ستتحفظ على هجوم واسع خوفًا من رد قاسٍ من طرف حماس، والذي يشمل مسًا بتل أبيب ومطار بن غوريون. جدير بالذكر أنه لحتى الآن داعمو "الدولة الإسلامية" في غزة يطلقون أحيانًا صواريخ نحو اسرائيل، ويرد الجيش بقصف ضد أهداف لحماس في أنحاء القطاع.
6. فتح والسلطة الفلسطينية يعارضون بشكل شديد أي اتفاق من هذا النوع؛ هناك ادعاء بأن فتح والسلطة يمكن ان يشددوا الإجراءات ضد إسرائيل من أجل ان يثبتوا انهم أيضًا قادرون على تحقيق إنجازات، بالإضافة لذلك، يمكن افتراض ان إيران يمكن ان تقرر ان تستأنف إرسال السلاح للسلطة الفلسطينية، إيران يمكنها أيضًا ان تسلح تنظيمات فلسطينية أخرى مثل الجهاد الاسلامي كرد على قرار حماس الاتفاق على هدنة طويلة الأمد في غزة.
7. الاتفاق لن يصمد لفترة طويلة، بسبب ان إسرائيل وحماس في الضفة الغربية في مواجهة صعبة، وكل مواجهة في المنطقة يمكن ان تؤدي لأخرى واسعة في غزة، سيناريو كهذا يمكن ان يشمل تنفيذ هجمات وتفجيرات على يد خلايا حماس في الضفة الغربية، ورد اسرائيلي قاس يمكن ان يؤدي لحرب شاملة بين الطرفين.
8. الاتفاق مع حماس يمكن ان يؤدي لإضرار بالتنسيق الأمني مع مصر، المصريون اتهموا حماس بمساعدة قوات "الدولة الإسلامية" في نشاطات ضد الجيش المصري في سيناء.
9. والأهم من ذلك، الاتفاق سيقدم لحماس إنجازات مهمة، هذه الإنجازات تشمل إقامة ميناء عائم وفتح ممر مائي بين غزة لقبرص.
لكن إسرائيل أنكرت من جانبها التقارير التي تتحدث عن اتفاق مع حماس، وادعت ان هذا ليس سوى دراسة تمهيدية للأفكار التي تمت مناقشتها في السابق؛ بالرغم من ذلك، يبدو أن لديها رغبة للتوصل لهدنة طويلة الأمد مع حماس يمكن ان تكون مشكلة كبيرة.
ترجمة مركز أطلس للدراسات الاسرائيلية