لا شك أن العمل على تطوير التعليم الإلكتروني في فلسطين يمكن اعتباره بمثابة عملية نضالية بكل المقاييس، سيما في ظل الأوضاع الصعبة جداً التي يعيشها أبناء شعبنا الفلسطيني جراء العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة .

ومن المعلوم أن الاحتلال الصهيوني الغاشم لا يكتفي بالجرائم الوحشية بحق الأطفال والنساء والشيوخ والأمنين، ولا يكتف كذلك بالاعتداءات الجسدية وأعمال القمع الممنهج، بل يفرض أيضاً الكثير من القيود على مختلف جوانب الحياة في فلسطين، بما في ذلك التعليم. ورغم كل ذلك، ظل أبناء شعبنا يسعون جاهدين للتغلب على تلك العراقيل والتحديات من خلال استخدام التكنولوجيا المتاحة لتطوير نظام التعليم الإلكتروني رغم الأوضاع الصعبة المعروفة للجميع.

وأصبح التعليم الإلكتروني في ظل الممارسات الإسرائيلية الرامية لتعطيل مسيرة الحياة في فلسطين وسيلة رئيسية وأساسية لتسيير النظام التعليمي، حيث يواجه الشعب الفلسطيني ظروفًا أمنية واقتصادية واجتماعية صعبة ناهيك عن القيود الجغرافية المفروضة من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي على حركة أبناء شعبنا، ولذلك يعد هذا النوع من التعليم إحدى أهم الطرق والوسائل التي تساهم في توفير فرص تعلمية مناسبة للطلبة في المراحل التعليمية المختلفة، خاصة في ظل القيود والعراقيل الاسرائيلية على الحركة في ظل الاغلاق والحصار واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية على أبناء شعبنا.

ومن هذا المنطق، يمكن النظر إلى التعليم الإلكتروني في باعتباره جزءاً من أعمال النضال والمقاومة الثقافية والعمل الدؤوب للحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية، إذ أنه يساهم في تمكين الأجيال الجديدة من أبناء شعبنا على المضي قدما في العملية التعليمية، واكتساب المعرفة والمهارات التي تمكنهم من مواجهة التحديات المختلفة المفروضة عليهم من الاحتلال الإسرائيلي على وجه الخصوص، والعمل على تعزيز الاستقلال الذاتي لديهم، وفي هذا السياق، يكون التعليم الإلكتروني أكثر من مجرد وسيلة للتعلم ونقل المعرفة، بل يمكن اعتباره أحد أدوات النضال المستخدمة ضد الممارسات والسياسات الإسرائيلية العدوانية الهادفة لإضعاف بل وتدمير المؤسسات الفلسطينية المختلفة خاصة الجامعات والمعاهد والكليات والمدارس والحيلولة دون تقدم المجتمع. الفلسطيني

وعلى الرغم من الصعوبات والتحديات الكبيرة التي تواجه أبناء شعبنا في ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي وصعوبة الوصول الى النت، والانقطاعات المتكررة للاتصالات، وتدمير البنية التحتية، فإن أبناء شعبنا أظهروا إصرارًا كبيرًا على تطوير التعليم الإلكتروني ليكون وسيلة فعالة لإستمرار العملية التعليمية والتحرر والإنعتاق من نير الاحتلال الاسرائيلي.

ومما لا شك فيه أن الارتقاء بنظام التعليم الإلكتروني لطلبة الجامعات في قطاع غزة يعد ذو أهمية كبيرة، سيما في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الهمجي والذي يؤثر بشكل مباشر على مختلف نواحي الحياة اليومية ، خاصة النظام التعليمي التي سعت سلطات الاحتلال منذ عقود طويلة على تدميره.

وفي ظل استمرار تعطل الدراسة والعملية التعليمية المباشرة جراء العدوان الإسرائيلي الذي تسبب بتدمير البنية التحتية وتعطيل الدراسة، وفرض قيود لا حصر لها على الحركة، مما يجعل التعليم التقليدي صعبًا بل ومستحيلًا لذلك، فإن العمل على تطوير التعليم الإلكتروني في الضفة الغربية و قطاع غزة يصبح من الضرورة بمكان، ولم بعد مجرد خيار.

يوفر التعليم الإلكتروني مرونة فائقة للطلبة سواء من حيث الجهد أو الوقت أو المكان، وهو أمر بالغ الأهمية في قطاع غزة حيث أن استمرار العدوان الاسرائيلي والقصف جوا وبرا يؤثر على قدرة الطلبة على الالتزام بجدول دراسي محدد وفق النظام التقليدي المعروف، ولذلك يعد التعليم الإلكتروني إحدى الطرق الإبداعية التي تساعد الطلبة عامة وطلبة الجامعات على وجه الخصوص بالاستمرار في دراستهم وفقًا للمعطيات والظروف المحيطة التي قد يطرأ عليها تتغير مفاجئ في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الهمجي

بالرغم من أن العدوان الإسرائيلي على أبناء شعبنا ليس وليد اللحظة بل هو عدوان متجدد مستمر منذ أكثر من سبعة عقود من الزمان، وقد ساهم في خلق الكثير من الأزمات والتحديات والضغوط المختلفة على الشعب الفلسطيني، الا أن حجم التدمير غير المسبوق الناجم عن هذا العدوان، وما تمخض عنه من أزمات مختلفة، يعزز من قدرة أبناء شعبنا على مواجهة المزيد من التحديات والأزمات الطارئة. ولذلك فالأخذ بأسباب التكنلوجيا والتقدم العلمي، والإعتماد على التعليم الإلكتروني هو أحد الحلول الفعالة التي يمكن الاعتماد عليها لمواجهة مثل تلك التحديات والأزمات على إختلافها. وقد أثبت شعبنا خلال هذه الأزمة قدرته على ابتداع الكثير من الحلول الخلاقة لتيسير أمور حياته اليومية.

ان الأخذ بنظام التعليم الإلكتروني في الجامعات الوطنية ليس ترفاً أو من باب المباهاة والمنافسة، بل هو استراتيجية حقيقية لمواجهة التحديات الناجمة عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مما يساهم بتوفير الحد الأدنى من التعليم المستدام والمرن للطلبة.

وتضمن خطة الرقمنة في فلسطين توفير التجهيزات الملائمة للمعلمين والطلبة من أجهزة حاسوب محمولة وأجهزة لوحية وألواح تفاعلية. وفى ظل ظروف الحرب على غزة يتوجب على البنوك و شركات القطاع الخاص تأمين أفضل التقنيات الحديثة لتوفير خدمات إنترنت ذات سرعات فائقة وجودة عالية، شبكة إنترنت لاسلكي (واي فاي) بحيث تغطي كافة محافظات غزة، بالإضافة إلى تقنيات النفاذ إلى الإنترنت دون الحاجة إلى الربط عبر الخط الهاتفي وغيرها من التقنيات الحديثة التي توفر خدمات إنترنت مميزة من حيث الجودة والسرعة والتي تتناسب واحتياجات الجامعات والمدارس إلى جانب تلبية احتياجات الأفراد في مراكز الايواء.

ولا شك أن توجه الجامعات ومؤسسات التعليم العالي الفلسطينية لتطوير التعليم الإلكتروني فيها يساعد على تعزيز قدرة الشباب الفلسطيني خاصة شريحة الطلبة على الاستمرار بالصمود في وجه التحديات والأزمات والظروف الصعبة والقاسية التي يعيشها شعبنا، وبناء مستقبل أكثر إشراقًا بإذن الله.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد