صحيفة: إسرائيل غير قادرة على إنهاء الحرب لهذه الأسباب
قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، اليوم السبت 3 أغسطس 2024، إن "إسرائيل نقلت الحرب المحدودة والمسقوفة في الإقليم إلى مستويات أعلى، لتصبح أقرب من أيّ وقت مضى إلى المواجهة الشاملة، وإن كان الترجيح المبنيّ على أمنيات لديها بأن عوامل كبح هذه الحرب أعلى من عوامل نشوبها".
وأضافت أن "إسرائيل رأت في ذلك مخاطرة لازمة، يجب العمل عليها قبل أيّ استحقاق تراجعي وتسويات، قد تضطرّ إليها، في حرب لم تعد مقتصرة على قطاع غزة ، بل باتت إقليمية بامتياز، حيث الاتفاق مع الفلسطينيين يسهّل تسويتها، من دون أن يعني أنها ستنتهي في ساحات أخرى بالضرورة".
إقرأ أيضاً: صحيفة تكشف تفاصيل جديدة من إيران بشأن اغتيال هنية
وأشارت إلى ان "النقلة الإسرائيلية عبر الاعتداءات في ساحات المواجهة الإقليمية، غير محسوبة تماماً، وغير مستندة إلى أسس تقديرية سليمة ومتينة، فيما تبرز من خلفها تمنّيات تبدو متدحرجة وتراتبية، ومن بينها فرضيات كان يجري استبعادها حتى الأمس القريب".
وأوضحت أن إسرائيل تقدر بأن المبادرة إلى الاغتيالات في ساحات الإسناد، ومن ثم تلقّي أثمان وردود مسقوفة نتيجة الإجراءات المتخذة مسبقاً في مجالَي الدفاع والهجوم، والتي تسمح بدورها بردود إسرائيلية كبيرة ومؤثرة في كل الساحات، ستدفع كل الأطراف، بما فيها الإقليمية والدولية، إلى الاشتراك في الديناميات الجديدة، إما عبر التورّط مباشرة في المواجهة العسكرية، ما يؤمل منه هزيمة الآخرين، وإما عبر فرض تسويات، تراعي المصالح الإسرائيلية".
إقرأ أيضاً: الخلاف بين قادة الأجهزة الأمنية ونتنياهو يبلغ ذروته بشأن مفاوضات غزة
وأكدت الصحيفة أن إنهاء الحرب بات مطلباً إسرائيلياً، تماماً كما هو مطلب الآخرين، وهو ما يرد في تصريحات وتسريبات المؤسسات الأمنية والعسكرية في إسرائيل.
وشدد على ان إسرائيل غير قادرة على تحقيق هذا المطلب، لأن أهداف الحرب نفسها لم تتحقّق، في حين أن دولة الاحتلال غير قادرة على الاستمرار في فرض نفسها على الإقليم، بالقوة المطلوبة في اليوم الذي يلي الحرب، من دون بلوغ تلك الأهداف.
وقالت إن "إسرائيل غير قادرة على الانتصار، ولا على إيجاد بدائل غير عسكرية تؤدي إلى الانتصار، ولا على إنهاء الحرب بلا انتصار".
وتابعت "واضح أن الاغتيالات، وتحديداً اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ، في طهران، أبعدت صفقة الأسرى، وما كان يُبنى عليها من آمال بإمكان الاتفاق على وقف لإطلاق النار في القطاع، وبالتبعية في ساحات الإسناد. لكن من زاوية رؤية أخرى، قد تكون مشبعة بالمعطيات، أظهرت هذه الاغتيالات أن الاحتلال لا يضع وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في مقدّمة سلّم أولويّاته، وأن الأسرى الإسرائيليين في غزة، على رغم أهميتهم المعنوية لديه، لا يصلون إلى حدّ دفعه إلى إنجاز اتفاق، وهو يرى أن بالإمكان تأجيل هذا الاتفاق إلى واحد من أجلَين: استسلام حماس والفصائل في غزة، أو مقتل كل الأسرى نتيجة استمرار الحرب".
وأشارت إلى انه "مع ذلك، فإن لهؤلاء تأثيراً معتدّاً به في القرارات والتوجّهات الإسرائيلية، وإن لم يكونوا كافين في ذاتهم للدفع تلقائياً إلى صفقة تبادل وتسويات مع دفع أثمان، يراها رأس الهرم الإسرائيلي الآن كبيرة ولا تصبّ في مصالحه ومصالح إسرائيل الدولة".
ونوهت إلى أن "العوامل الأكثر تأثيراً في القرار الإسرائيلي، هي جبهات الإسناد، والتي تنتظر جبهة غزة نتيجة المواجهة فيها. وفي الواقع، انتقلت الحرب إلى تلك الجبهات منذ أن أنهى الجيش الاسرائيلي عملياته المكثّفة في القطاع، وإن ضمن مسمّيات ومستويات مختلفة، لكنها حرب متعدّدة الجبهات، وبنتيجتها يتحدّد مصير موازين الإقليم".