حماس تصدر بيانا في ذكرى النكبة الـ76
أكدت حركة حركة حماس اليوم الاربعاء 15 مايو 2024 ، أن نكبة فلسطين المستمرة منذ 76 عاما و"إبادة" قطاع غزة المتواصلة للشهر الثامن تمثل "وصمة عار" على جبين الصامتين تجاهها، ودعت إلى تجريم ما ترتكبه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.
واليوم يحيي الفلسطينيون الذكرى 76 للنكبة، وهو مصطلح يطلقونه على ما حدث في 15 مايو/ أيار 1948، عندما أُعلن إقامة "دولة" إسرائيل على أراضٍ فلسطينية محتلة.
نص بيان حركة حماس في ذكرى النكبة
في الذكرى الـ 76 للنكبة: طوفان الأقصى امتدادٌ طبيعيُّ لمقاومة شعبنا وحقّه المشروع في الدّفاع عن أرضه ومقدساته، ومحطّة استراتيجية أعادت لقضيتنا حضورها العالمي، وعزّزت لحمتنا الوطنية خلف المقاومة، وحطّمت غطرسة العدو، ورسّخت مشروعنا النضالي المستمر نحو التحرير والعودة وإنهاء الاحتلال
تأتي الذكرى السَّادسة والسَّبعون للنكبة الأليمة هذا العام، في ظل معركة طوفان الأقصى البطولية، التي يخوضها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزَّة، ملتحماً مع مقاومته الباسلة، وفي مقدّمتها كتائب الشهيد عزّ الدين القسام المظفرة وسرايا القدس المجاهدة، وكل فصائل المقاومة الفلسطينية، في ملحمة أسطورية ممتدة على مدار 222 يوماً، لم يفلح الاحتلال الصهيوني وحكومته الفاشية وجيشه النازي خلالها، في تحقيق أيّ من أهدافه العدوانية ضدَّ شعبنا في قطاع غزَّة، على الرّغم من ارتكابه مجازر مروّعة، وشنّه حرب إبادة جماعية طالت كلَّ مقوّمات الحياة الإنسانية، استخدم فيها كلَّ أنواع الأسلحة والذخائر، بدعم ومشاركة كاملة من الإدارة الأمريكية، فأرض غزَّة كما أرض فلسطين المباركة عبر التاريخ، لم تكن يوماً إلا أبيَّة عزيزة شامخة، طاردة للغزاة المحتلين.
ستةٌ وسبعون عاماً مرّت على احتلال العدو الصهيوني أرضنا التاريخية، وعلى نكبة وتهجير شعبنا، ولا يزال الشعب الفلسطيني العظيم ثابتاً على أرضه، متمسكاً بحقوقه وثوابته، مدافعاً عن هُويته ومقدساته، يضرب في كلّ محطّة من محطّات الصراع مع العدو، أروعَ نماذج البطولة والتضحية والصَّبر والجهاد والفداء، فكلّ محاولات الاحتلال، رغم تعاقب السنين، في كي الوعي الفلسطيني، أو النيل من مقاومته أو تغييب قضيته أو طمسها؛ باءت بالفشل الذريع، وستتحطّم كلّ مخططاته العدوانية ضدّ شعبنا في قطاع غزَّة والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، أمام صخرة صمود هذا الشعب العظيم وبسالة وقوَّة وبأس مقاومتنا، والتفاف شعبنا في كل ساحات الوطن وخارجه، حول مشروع المقاومة الشاملة سبيلاً لتحرير الأرض والمقدسات.
إنَّنا في حركة حماس وفي ذكرى النكبة السَّادسة والسبعين، لنترحّم على أرواح القادة الشهداء، وكلّ قوافل شهداء شعبنا في معركة طوفان الأقصى في غزَّة والضفة والقدس وفي أمتنا الإسلامية، الذين أضحت دماؤهم وتضحياتهم وقوداً ومنارة لكلّ جماهير شعبنا في معركتنا المستمرة ضدّ العدو الصهيوني، ونسأل الله الشفاء العاجل للجرحى والمرضى، والحريّة القريبة للأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، ونؤكّد ما يلي:
أولاً: نتوجّه بتحيَّة الفخر والاعتزاز، لأهلنا الصَّابرين المرابطين في قطاع غزَّة العزَّة، فهم أهل الوفاء والعطاء والبذل، بالمُهج والأرواح وكل غالٍ ونفيس، من أجل فلسطين والقدس والأقصى، الذين يواصلون كتابة مجد فلسطين والأمَّة، وصناعة ملحمتهم الأسطورية في الثبات والتضحية والصَّبر والفداء، رغم ألم النزوح والقتل والتشريد والقصف اليومي، وحرب التجويع والتعطيش التي يمارسها الاحتلال النازي، الذي ستتحطّم أحلامُه وأوهامُه على أرض غزَّة، بفضل الله وقوّته وتأييده.
ثانياً: رسّخت معركة طوفان الأقصى المستمرة من تلاحم وترابط وتكاتف شعبنا في كل ساحات الوطن وخارجه، وأثبتت للعالم أنَّ شعبنا لا يعرف الهزيمة والاستسلام أو التنازل والتفريط في أرضه وثوابته وحقوقه، مهما طال الزمن، ومهما بلغت قوَّة وجرائم المعتدي وشركائه وداعميه، وأكّدت مجدّداً على مشروعية نضال شعبنا وعدالة قضيتنا وأعادت لها حضورها العالمي، باعتبارها قضية تحرّر وطني عادلة، من أجل نيل الحريَّة والاستقلال وتقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
ثالثاً: إنَّ عدوان الاحتلال الصهيوني المستمر منذ 76 عاماً، وجرائم الإبادة الجماعية التي يتعرّض لها أهلنا في قطاع غزَّة منذ أكثر من سبعة أشهر؛ تشكّل وصمة عار على جبين كل الصامتين والمتقاعسين في فضحها وتجريمها والعمل على وقفها، وإننا ندعو أمتنا وكل الأحرار في العالم إلى الضغط بكل الوسائل من أجل وقف العدوان الصهيوني ضد أرضنا وشعبنا ومقدساتنا، ودعم صمود ونضال شعبنا المتطلّع للحريّة والاستقلال.
رابعاً: إنَّ دعم وانحياز الإدارة الأمريكية لهذا العدوان والإجرام الصهيوني المتواصل في قطاع غزَّة والضفة ومدينة القدس المحتلة، وسياسة ازدواجية المعايير التي تمارسها القوى الغربية، في التعامل مع قضية شعبنا وحقوقه المشروعة؛ يعدّ خطيئة كبرى ضد كل الأعراف والقيم الإنسانية، تجعلهم شركاء في تحمّل المسؤولية عمّا يتعرض له شعبنا من إبادة، وإننا نجدّد دعوتنا لهم بالتراجع عنها وإنصاف شعبنا وحقوقه المشروعة وإنهاء الاحتلال.
خامساً: القدس والمسجد الأقصى المبارك هما عنوان الصراع مع العدو الصهيوني، ولا شرعية ولا سيادة للاحتلال على شبرٍ من أرضهما المباركة؛ فالمسجد الأقصى المبارك كان وسيبقى إسلامياً خالصاً، وسيظلّ شعبنا متمسكاً بمدينة القدس عاصمة أبدية لفلسطين، ولن يسمح بطمس معالمهما وتغيير حقائق التاريخ والواقع، وسيبذل المُهج والأرواح في سبيل تحريرهما من دنس الاحتلال وقطعان مستوطنيه.
سادساً: نشيد بتضحيات أسرانا الأحرار وأسيراتنا الماجدات في سجون الاحتلال، ونؤكّد أننا سنبقى الأوفياء لهم حتى تحريرهم، ونحذّر الاحتلال من تصعيده انتهاكاته وجرائمه ضدّهم، ونحمّله المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة الأسرى والمعتقلين في سجونه منذ بدء هذا العدوان، وندعو الأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية والإنسانية إلى التدخّل بكل الوسائل لتجريم ووقف انتهاكات الاحتلال المُمنهجة ضدّهم.
سابعاً: إنَّ استمرار معاناة ملايين اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات داخل فلسطين وفي الشتات يتحمّل مسؤوليته المباشرة الاحتلال الصهيوني، وإنَّ حقّهم المشروع في العودة إلى ديارهم التي هجّروا منها لا يمكن التنازل أو التفريط فيه، وهنا، ندعو الأمم المتحدة ووكالة الأونروا إلى تحمّل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية في دعم حقوق اللاجئين وإغاثتهم وتوفير الحياة الكريمة لهم حتّى تحقيق عودتهم.
ثامناً: ندعو جماهير شعبنا في أماكن وجوده كافة، في الدَّاخل والشتات، إلى مواصلة صمودهم وثباتهم ومواجهتهم الاحتلال ومخططاته، التي تستهدف الأرض والهُوية والثوابت والمقدسات، بكافة الوسائل، وفي كلّ الساحات، ونشدّ على أيادي أبطال شعبنا الثائرين في القدس وعموم الضفة المحتلة، وندعوهم إلى مزيد من الرّباط والاشتباك مع العدو وقطعان مستوطنيه، دفاعاً عن وجودهم، وانتصاراً لغزَّة وللقدس والأقصى.
تاسعاً: في الوقت الذي نحيّي ونثمّن فيه الحراك العالمي المتضامن مع شعبنا وقضيتنا العادلة، والفاضح لجرائم الاحتلال في قطاع غزَّة، فإنَّنا ندعو كل الجماهير والفعاليات التضامنية والمؤيّدة للحق الفلسطيني إلى مواصلة وتعزيز هذا التضامن والتأييد بكل الوسائل، في كل عواصم ومدن وساحات العالم، والضغط على الدول والحكومات والمؤسسات الداعمة للاحتلال، حتّى يتوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزَّة، وينتزع شعبنا حقوقه المشروعة بالحرّية وتقرير المصير.