الأمم المتحدة تقدر مدة وتكلفة إعادة إعمار غزة
تتراوح كلفة إعادة إعمار قطاع غزة بما بين 30 إلى 40 مليار دولار نتيجة حجم الدمار الهائل وغير المسبوق فيه بعد سبعة أشهر من الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع المحاصر، بحسب التقديرات الصادرة عن الأمم المتحدة، اليوم الخميس، 2 مايو 2024 ، في تقرير وقالت إن إعادة إعمار غزة مهمة "لم يتعامل المجتمع الدولي مع مثلها منذ الحرب العالمية الثانية".
وتسبَب القصف الإسرائيلي المستمر منذ نحو سبعة أشهر خسائر بمليارات الدولارات وأدى لتحول العديد من المباني الخرسانية المرتفعة في القطاع المحاصر والمكتظ بالسكان إلى أكوام من الركام، حيث أشار مسؤول في الأمم المتحدة إلى أن الدمار جعل قطاع غزة "مثل سطح القمر".
وقال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عبد الله الدردري، في مؤتمر صحافي عقده من عمان، إن إعادة الإعمار في قطاع غزة "قضية مكلفة للغاية ستستغرق وقتا طويلا"، مشيرا الى أن كلفتها "تبلغ حوالي 18 مليار دولار".
وأوضح أن هذه التقديرات تستند إلى "ما التقطته الأقمار الاصطناعية من دمار، لكن هذه ليست القيمة النهائية على الأرض". وأضاف "تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الأولية لإعادة بناء كلّ ما دمّر في غزة، تتجاوز الـ30 مليار دولار وتصل حتى إلى 40 مليار دولار".
وتابع "إنها مهمة لم يسبق للمجتمع الدولي أن تعامل معها منذ الحرب العالمية الثانية". وذكر أنه "جرى بحث تمويل (إعادة الإعمار) مع دول عربية وهناك إشارات إيجابية للغاية حتى الآن"، من دون أن يعطي تفاصيل أخرى.
وأشار إلى أن الاعتماد على "الأطر التقليدية" لإعادة البناء تعني أن "الأمر قد يستغرق عقودا من الزمن والشعب الفلسطيني لا يملك رفاهية عقود من الزمن. لذلك من المهم أن نقوم بسرعة بإسكان الناس في سكن كريم وإعادة حياتهم الطبيعية الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية (...) خلال السنوات الثلاث الأولى بعد وقف إطلاق النار".
ولم تؤد المفاوضات الجارية حتى الآن بوساطات عربية وأميركية إلى اتفاق على هدنة أو وقف لإطلاق النار في قطاع غزة فيما بلغ عدد الشهداء في القطاع 34,596 شخصا معظمهم من النساء والأطفال، في القصف الإسرائيلي المترافق مع عمليات برية في معظم أنحاء القطاع.
وأوضح التقييم، الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن غزة بحاجة إلى "قرابة 80 عاما لاستعادة جميع الوحدات السكنية المدمرة بالكامل". وكرّر الدردري أن إجمالي الركام الذي تراكم حتى الآن في غزة يصل الى "37 مليون طن"، معتبرا أن هذا الرقم "هائل ويتصاعد يوميا وآخر البيانات تشير إلى أنه يكاد يبلغ الأربعين مليون طن".
وتابع أن "72% من الأبنية السكنية دُمّرت كلّيا أو جزئيا"، بينما "التنمية البشرية في غزة بكل مكوناتها من صحة وتعليم واقتصاد وبنى تحتية تراجعت 40 عاما. أربعون عاما من الجهود والاستثمارات ذهبت أدراج الرياح".
واعتبر أن "المرحلة الأخطر هي أن يتوقف إطلاق النار ولسنا مستعدين. لذلك، لابدّ أن نكون جاهزين ومستعدين لتوفير السكن الموقت الكريم وإزالة الركام والتعامل مع آلاف الجثامين تحت هذا الركام".
وبحسب التقرير الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تسبب القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، خلال الأشهر السبعة الماضية، بأضرار لـ370 ألف مبنى، بينها 79 ألف مبنى دُمر بالكامل.
وأشار التقرير إلى أنه في أفضل سيناريو في حال توقفت الحرب اليوم، بحيث يتم تسليم مواد البناء بشكل أسرع خمس مرات مما كان عليه الأمر في عام 2021، فإن إعادة بناء جميع المباني المدمرة سيستمر حتى العام 2040.
وقال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أخيم شتاينر، في بيان، إن "المعدلات غير المسبوقة من الخسائر البشرية، والدمار الجسيم والزيادة الحادة في الفقر في مثل هذه الفترة القصيرة، ستؤدي إلى أزمة إنمائية خطيرة تهدد مستقبل الأجيال القادمة".
وأشار التقرير إلى أنه في حالة استمرار الحرب تسعة أشهر، فمن المتوقع أن يزداد الفقر بين سكان غزة من 38.8% نهاية عام 2023 إلى 60.7%، مما يجر جزءا كبيرا من أبناء الطبقة الوسطى إلى ما دون خط الفقر.