يقول أحدهم، مقسما بالله إنه "سيخاصم حماس عند الله على ما فعلوه بالناس"، مؤكدا أنه "لا حساب عندها (أي عند حماس) لأرواح الشعب، مدللا على ذلك بسؤال استنكاري يقول فيه نصا: "هل يساوي تحرير الجيش الإسرائيلي اثنين من المختطفين قتل 52 مدني والعلم عند الله كم عسكري?" ثم يختم رأيه معلقا بسؤال استنكاري ٱخر، قائلا: "إلى هذا الحد دماؤنا رخيصة?"

وردا-أو تعليقا-على كثير من أسئلة استنكارية مشابهة، أقول: " نعم، يساوي. ولدي على ما أقول أكثر من دليل، فضلا عن دليل قطعي لا ظنية-ألبتة-فيه، هو قوله تعالى: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرٱن...".

أما الأدلة الأخرى، فإن من بينها ان الحروب هكذا هي دائما، وهكذا هي المقاومة في سبيل الحق، ذلك أن المقاوم أو المجاهد، دفاعا عن الوطن والدين والمبدأ إنما (يقتل ويقتل) كواحدة من أبجديات القتال ومسلماته.
إضافة إلى ما سبق، فإن علينا إلا ننسى ما في الحروب من أساليب الخداع وتكتيكات لاستدراج العدو إلى ما أعد له من فخاخ وكمائن.

 وعن اعتزام البعض مخاصمة حمAس عند رب العالمين، فإن حق المخاصمة بين الناس عند رب الناس مكفول، لأننا جميعا --قولا واحدا لا ثاني له ولا بديل عنه--"غدا إلى الديان نمضي/وعند الله تجتمع الخصوم".

أما من يذهب في القول إلى أن "حمAس طول عمرهم أغبياء"، فله قوله وله ان يراه كما يراه. وعلى هواه، غير أن عليه أن يدرك، أو يستدرك، ان رأيا كهذا ليس بالضرورة أن يكون صائبا، بل وحتى لو كان صائبا حيال أحد بعينه أو حيال ٱحاد محددة بعينها، فإنه ليس بالضرورة أن يكون صوابا من جهة، كما انه--من جهة أخرى--ليس بالضرورة أن يتخذه الٱخرون معيارا في الحكم على مدى الصوابية فيه، أوانعدامها.

وعن رأي البعض بأن قادة حمAس "لا يصلحون إلا خطباء جوامع فشلة"، فهو رأي تعتريه كراهية مقيتة، ناهيك عن افتقاره إلى الموضوعية والواقعية، إضافة إلى استناده على قناعة رغائبية جوفاء تنتهي إلى--أو تقترب من-- المثل القائل "عنزة ولو طارت"، الأمر الذي يحتاج إلى حوار موضوعي رصين من شأنه ان يرفض القياس التعميمي، بغية أن يكون التمييز ممكنا ومجديا معا في ٱن، بين خطيب وخطيب، تماما كما التمييز بين وجبة لذيذة شهية وأخرى غير ذلك، فتجعلك تلك التي لذ لك مذاقها دائم التذكر لها، فيما مذاقها الطيب الشهي ما يزال فيك ساريا  ولذائقتك داعيا وجذابا.

أما القول بأنهم (جميعا) "خريجو شريعة وأصول دين وسقط في الثانوية"، فقول  يسقطه ما يتضح فيه من تحامل طاغ وباغ وخطير، وغلو في الكراهية مفجع وطافح وكبير...تحامل ينعدم فيه السواء فيتوه الحق فيه أو يضيع، ويبتعد عن الحقيقة والواقع، ويستند إلى التعميم السقيم الذي ليس له  من الشفافية والموضوعية في الحكم على الناس او المواقف في الحياة والواقع أي حظ أو نصيب.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد