تعليقا على بيان نشرته (وفا) في ١٦ مارس ٢٠٢٤، ردا على بيان فصائل المقاومة الفلسطينية، حول الحكومة الجديدة، فإنني إذ أعبر عن بالغ عجبي لمنتقدي حمAس على ما فعلت في السابع من أكتوبر، لأود أن أورد الحقائق الٱتية:
(١) لم تقم حمAس بالطوفان وحدها، بل كان معها فصائل الMقاومة الفلسطينية، الأمر الذي ينفي ما ادعاه البيان من جهة، ويضع علامات استفهام واستنكار وتعجب كبيرة على هذا البيان وعلى منشئيه، من جهة أخرى.
(٢) إن التركيز الذي صبه كاتبو البيان على حمAس، دون أن يشيروا--لا من بعيد أو قريب-- إلى فصائل الMقاومة التي شاركت في الطوفان إنما يعني استخفاف كاتبي البيان بفصائل الMقاومة المشاركة فيه، وبالMقاومة الفلسطينية أيضا من الأساس، الأمر الذي من شأنه أن يقتل الروح الوطنية والنفس الوحدوي عند شعبنا ومقاومته.
(٣) إن أي دفاع عن حمAس، لا سيما في غمرة ما نحن الٱن فيه، يجب ألا يوضع في غير خانته او موضعه، وهو الدفاع عن الMقاومة الفلسطينية والروح الوطنية ووحدة الفعل الوحدوي الMقاوم الذي كان-- بل تجلى--في الsابع من أكTوبر. وعليه، فإن أي انتقاد لهذا الفعل الكبير او أي انتقاص منه او تشويه له، فإنه لن يكون من الحق في شيء، بل إنه من الإرجاف في كل شيء، فضلا عما يلفه من عيب وعوار هدفه تبرئة الاحتلال.
(٤) إنه ليس من الصواب أو الإنصاف، وليس من الوطنية والدين والموضوعية في شيء أن يهجم أي أحد من شعبنا على اي فعل تقوم به حمAس لمجرد أنها حمAس التي ينتقدها أو لا يروق له فعلها.
(٥) ألايشعر بالخجل من يصف حمAس بأنها إRهابية، فيما يتناسى إRهاب دولة الاحتلال على مدار 75 عاما مضت؟
(٦) في أي خانة يضع مهاجمو حمAس بسبب عملية طوفان الأقصى أنفسهم حينما يقول قادة كبار في حركة فتح وفي اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية مثل عباس زكي: "في حدا بيتبرأ من حمAس هلأ؟! ..... الٱن حمAس تقاتل وتعيد التوازن رغم هول الكارثة، وهذا يحصل في الحروب.........السنوار تقول إسرائيل إنه هدف إلها........هذا أيقونة الإنسان اللي هالعالم بعمل حسابه...إذا في واحد إسرائيل تطارده منكونش إحنا معها...".
(٧) ما يقوله منتقدو حمAس حول عدم استشارتها للسلطة قبل ركوب عملية الطوفان إنما هو في الحقيقة حجة عليهم لا كسبا لهم، وذلك للأسباب الٱتية:
1★أن حمAس لم تكن يوم الطوفان وحدها، كما أسلفنا، بل كانت فصائل الMقاومة معها كماهو ثابت وواضح تمام الثبوت والوضوح لكل ذي عينع تعقل وترى.
2★أن فتح لم تستشر أحدا لدى تنفيذها عمليات(العاصفة) المتتابعة قبل إعلان انطلاقتها، دون ان ينتقدها أو يعترض عليها أحد.
3★أن فتح كانت صاحبة قرار انطلاقتها في ١/١/١٩٦٥، دون أن تستشير أحدا، حيث كان قرارها بإعلان انطلاقتها ردا عمليا سريعا على اكتفاء القادة العرب بشجب سرقة إسرائيل المياه العربية عبر (مشروع تحويل مياه نهر الأردن إلى النقب).
4★أن فتح لم تستشر أحدا ولم تنسق مع أحد حين كانت تقوم بعمليات العاصفة التي تزايدت وتيرتها حتى أصبحت سببا مباشرا لاحتلال إسرائيل كامل الضفة الغربية عام ١٩٦٧، دون أن ينتقد أو يعترض على هذا الفعل الMقاوم احد، بذريعة أنه لم يستشره ولم ينسق معه، كما هو وارد في هذا البيان!!!
5★على الرغم من ان فتح لم تستشر احدا عند دخولها عام ١٩٦٨ معركة الكرامة، إلا أنه لم ينتقدها او يعترض عليها أحد.
6★فتح لم تستشر أحدا حين دخلت معركة الحزام الأخضر في ٨/٨/١٩٦٨ وسيطرت على مستعمرة صhيونية ثم رفعت علم فلسطين فوقها، غير ان أحدا لم ينتقد فتح أو يعترض عليها.
7★حينما واصلت فتح--دون ان تستشير أحدا--عملياتها في التسلل والضرب السريع عبر الحدود الأردنية بين(٦٨ و ٧٠), ما من أحد انتقدها أو اعترض عليها.
8★فتح لم تستشر أحدا، ولم ينتقدها او يعترض عليها احد حين كانت تلبي نداء الوطنية عبر معاركها وعملياتها الكثيرة (نفق عيلبون-كفار هيتس-دير ياسين-معركة مستعمرة بيت يوسف-معركة سينما صهيون ب القدس -معركة وادي النقب-- معركةبني نعيم--حرب الأشباح من عمليات التفجير إلى خطف الطائرات إلى احتلال/اقتحام السفارات والاغتيالات وتلغيم المراسلات).
9★لا السلطة استشارت احدا ولا فتح أيضا، في أوسلو التي طم خرابها وعم، كما يقولون، ولا أيضا في التنسيق الأمني الذي خلع عليه عباس صفة القدسية قهرا، رغم انف الجميع بدءا من فتح، ولا في تغيير الميثاق وحذف الكفاح المسلح منه، ولا في قبول اعتراف إسرائيل بمنظمةالتحرير(فقط) مقابل اعتراف منظمة التحرير بدولة إسرائيل (وهي دولة احتلال) وأيضا بحقها في الوجود.
وبعد، فإذا كان كاره لحمAس أو متحيز لسلطة عباس ينحى باللائمة على حمAس أنها لم تستشر السلطة في الطوفان، كما هو وارد في البيان، فإن الرد الأنسب والأيسر هو الٱتي:
ليس صائبا ان تستشار في الطوفان سلطة أمضى رئيسها في الحكم حتى اليوم ٢٤ عاما، دون أن يفعل ما كان واجبا حتميا عليه أن يفعله، حيث تواصل الاستيطان محموما، فضلا عن استمرار الاحتلال-- دون توقف أو هوادة--في بناء جدار الفصل والسيطرة على خيرات الوطن ومياهه.
هذا، وكيف تستشار سلطة مهمتها ملاحقة الMقاومة عبر التنسيق الأمني الذي وصفه رئيسها بأنه "مقدس،" نكاية في شعبه الذي رفض التنسيق الأمني ويرفضه وسيرفضه؟!
وهل من المعقول والمقبول ان
تنسق فصائل الMقاومة مع سلطة تشارك أجهزتها الأمنية في عمليات وقف الMقاومة، بل والقضاء عليها--كما يقول الباحث في العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية، عبد الله عقرباوي, في سياق تعليقه على اشتباكات جنين--عبر مشاركة كل قطاعاتها في تلك العمليات التي يقودها إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي خلال شهر رمضان ؟!
وهل يجوز طلب المشورة في الطوفان من رئيس وصفه أمين سر اللجنة التنفيذية، الدكتور/ صائب عريقات ، بأنه "رئيس الإدارة المدنية" التابعة لدولة الاحتلال، العاملة "تحت بساطيره؟"، كما قال. وهل من الحق والوطنية ان تستشار في أمر كفاحي كبير مثل الطوفان سلطة تصف الMقاومة والMقاومين بالانفلات الأمني والخارجين عن القانون الذين يعتقلون ويعذبون في سجون سلطة وصفها مناضل فتحاوي رصين (جمال حويل) بأنها "شركة أمنية تحمي الاحتلال"؟!
وما جدوى استشارة رئيس لا يفعل شيئا لمواجهة ما تقوم به القوات الإsرائيلية من عمليات اقتحام متكررة ل رام الله التي يجلس فيها؟! وهل يستشار رئيس ظل على الدوام يدعو- وكأنه منظر-للMقاومةالسلمية الشعبية التي لم نر منها شيئا؟!
أما ٱخر الكلام، فالبيان الذي نحن، الٱن، قبالته، ليس في حقيقته ذا اولوية، أبدا، ذلك ان أولويتنا، الٱن-على المستوى الرسمي والمؤسساتي والشعبي ليست للبيانات...ليست لإصدار مثل البيان الذي بين أيدينا الٱن، كما أنها ليست لتشكيل حكومات وراء حكومات، وإنما للعمل-ابتداء-على تحقيق أمور ثلاثة هي:
(١) وقف إطلاق النار
(٢) فتح المعابر وتيسير العمل الإغاثي وتسريعه وتوسيعه
(٣) تحقيق الوحدة الوطنية، وإطلاق الانتخابات العامة (رئاسية- تشريعية-محلية- مجلس وطني) تمهيدا لإصلاح حقيقي جاد ينتجه الفلسطيني ولا يمليه او يقترحه الأمريكي أو الصHيو/أمريكي.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية