إدانة عربية ودولية واسعة لإحراق الرضيع علي وذويه

رام الله /سوا/ لاقت جريمة المستوطنين إحراق الطفل علي دوابشة (عام ونصف) وعائلته، في قريته دوما، جنوب نابلس فجر اليوم الجمعة، موجة عربية وعالمية واسعة من الاستنكار والتنديد، إلى جانب مطالبة الحكومة الإسرائيلية بمعافية الفاعلين.

واستنكرت الولايات المتحدة، على لسان القنصل العام في القدس دونالد بلوم "جريمة الكراهية"، التي ذهب ضحيتها رضيع فلسطيني، وتعرض أفراد من عائلته لجروح خطيرة.

وأشار إلى أن السلطات الاسرائيلية قامت بتوجيه الجهات الأمنية باستخدام كل الوسائل للقبض على القتلة وجلبهم إلى العدالة على وجه السرعة، حاثا على أخذ كل الخطوات، وبشكل عاجل، لجلب الجناة في هذا الحادث "البشع" للعدالة.

كما أدان مجلس الأمة الكويتي جريمة المستوطنين في دوما؛ وقال رئيس الاتحاد البرلماني العربي، رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم إن "هذه الجريمة المروعة على يد العصابات الصهيونية انتهكت كل القوانين والأعراف الدولية والقيم الإنسانية"، مؤكدا أن إسرائيل لم تضع يوما اعتبارا لتلك القيم والقوانين.

وأضاف أن عصابات المستوطنين تمارس أبشع أنواع الإرهاب والقتل والتنكيل بحق الشعب الفلسطيني الشقيق بحماية من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مطالبا المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف آلة الارهاب الإسرائيلية وعدم الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار.

وطالب الغانم في تصريحات صحافية الحكومات والبرلمانات العربية والدولية إلى التحرك العاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة.

ودعا لتقديم الجناة والمسؤولين الإسرائيليين إلى محكمة الجنايات الدولية ومحاكمتهم على الجرائم التي يرتكبونها بحق الإنسانية،

كما أدانت وزارة الخارجية المصرية جريمة الحرق. ونقل المتحدّث الرسمي باسم الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي، في بيان صحفي، تعازي مصر حكومة وشعبا لعائلة الرضيع الشهيد وللشعب الفلسطيني والتمنيات بسرعة الشفاء للمصابين.

وطالب عبد العاطي، السلطات الإسرائيلية بتحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية كسلطة احتلال، داعيا المجتمع الدولي للعمل على توفير الأمن والحماية للشعب الفلسطيني.

وأدان الأردن الجريمة البشعة. وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، في بيان، إن هذه الجريمة البشعة ما كانت لتحدث لولا إصرار الحكومة الإسرائيلية على إنكار حقوق الشعب الفلسطيني وأدارت ظهرها للسلام وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة.

وحمل المومني الحكومة الإسرائيلية بوصفها القوة القائمة بالاحتلال المسئولية عن هذه الجريمة البشعة وعن كل الاعتداءات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ، مشيرا إلى أن أولوية الحكومة الاسرائيلية هي المزيد من الاستيطان وإنكار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

كما أدانت الملكة رانيا العبد الله جريمة حرق الطفل علي دوابشة. وقالت في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "كل من بقلبه ذرة انسانية لا يقبل هذه الجريمة النكراء بحق الرضيع الشهيد علي".

واستخدمت العبد الله "الهاشتاج" "#حرقوا_الرضيع" الذي استخدمه نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي لنشر إحراق الرضيع علي، والذي احتل المركز الأول من حيث نسبة "التغريد" على الموقع العالمي.

كما أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الجريمة "الوحشية" التي ارتكبها مستوطنون اسرائيليون والمتمثلة في اشعال النيران في منزل أسرة فلسطينية في دوما بنابلس، أسفرت عن استشهاد رضيع وإصابة شقيقه ووالديه.

واعتبر الأمين العام في بيان له أن هذه الجريمة البشعة التي يندى لها جبين الانسانية هي استمرار للانتهاكات والممارسات الإسرائيلية الاجرامية والقمعية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، وأنها تعتبر جريمة حرب، وسط عجز وصمت من المجتمع الدولي ازاء هذه الجرائم.

وناشد الأمين العام، المجتمع الدولي ومجلس الأمن بضرورة التصدي لمثل هذه الممارسات الوحشية والارهابية والتحرك لإصدار قرارات ملزمة لإسرائيل لوقفها، خاصة أن هذه هي ليست المرة الأولى التي تقوم فيها اسرائيل بمثل هذه الممارسات.

وتقدم الامين العام بخالص تعازيه لحكومة وشعب فلسطين ولأسرة الطفل الشهيد، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين

ومن جهته؛ قال مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام نيكولاي ملادينوف ، إن "الجريمة الارهابية" التي ارتكبها المستوطنون في قرية دوما جنوب نابلس، بحرق عائلة دوابشة، "تعزز الحاجة إلى قرار فوري بوضع حد الاحتلال".

واعتبر ملادينوف، ان هذه الجريمة "نفذت لهدف سياسي"، مطالبا بتقديم مرتكبيها الى العدالة.

واعرب في بيان تلقته "وفا"، عن غضبه "لإحراق عائلة دوابشة من قبل متطرفين يهود يشتبه في انهم احتلوا قرية دوما بالضفة الغربية، ما أسفر عن مقتل طفل الفلسطيني واصبة شقيقه (4 سنوات)، والدته ووالده"، وقال ان "مشاعري مع عائلة وأصدقاء الضحايا".

واضاف ملادينوف: أشارك في الإدانات القوية الصادرة عن قادة الحكومتين والسياسيين الإسرائيليين والفلسطينيين. أدعو إلى إجراء تحقيق كامل وفوري إلى تقديم مرتكبي هذه الجريمة الإرهابية إلى العدالة".

وتابع: هذه الجريمة البشعة نفذت من أجل هدف سياسي. علينا أن لا نسمح بمثل هذه الأفعال ومنع الكراهية والعنف من جلب مآسي أكثر شخصية ودفن أي أمل في السلام".

وأدانت وزارة الخارجية الألمانية الاعتداء الذي تم ارتكابه متطرفون يهود على عائلات فلسطينية في بلدة دوما جنوب مدينة نابلس، والذي ادى الى استشهاد رضيع حرقا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الالمانية في بيان، إن: "الحكومة الالمانية تدين بحدة هذا الاعتداء الارهابي اللاانساني.. إنه امر مروع تلك الوحشية التي تمت بها مهاجمة تلك العائلة واحراقها.

واضافت "اننا نشعر بالحزن مع اسرة هذا الرضيع. كما نرحب بموقف الحكومة الاسرائيلية التي ادانت بوضوح هذا العمل وإعطاء الاولوية القصوى لملاحقة الجناة".

بينما وصف الاتحاد الأوروبي الجريمة بـ"جريمة قتل بدم بارد"، مطالبا السلطات الإسرائيلية بالتحقيق الفوري وتقديم القتلة الى العدالة.

وقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي في بيان تلقته "وفا": "إن القتل بدم بارد للطفل الفلسطيني علي دوابشة من قبل المستوطنين المتطرفين، هو تذكير بالوضع المأساوي، ويسلط الضوء على الحاجة الملحة لإيجاد حل سياسي للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي".

وطالب المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي "بإجراء تحقيق شامل وفوري لإخضاع مرتكبي هذه الجريمة البشعة إلى العدالة"، مضيفا انه "يجب على السلطات الإسرائيلية أن تتخذ تدابير حازمة لحماية السكان المحليين، كما ندعو إلى المساءلة الكاملة، وإنفاذ القانون بصورة فعالة وعدم التسامح مع عنف المستوطنين".

واعتبر أن "أعمال مثل هذا الهجوم المروع يمكن أن تؤدي بسهولة إلى دوامة من العنف وتجلب كلا الجانبين بعيدا عن حل تفاوضي".

وأضاف إن "هناك حاجة إلى ضبط النفس والهدوء من جميع الجهات"، محذرا من أن "هذا الهجوم المروع يمكن ان يفاقم الأوضاع المتوترة أصلا بشكل كبير".

وربط المتحدث باسم الاتحاد الأوربي بين جريمة إحراق منزل عائلة دوابشة بالأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية بقوله في البيان إن "الاتحاد الأوروبي يجدد معارضته القوية لسياسة الاستيطان الإسرائيلية التي تهدد بشكل خطير حل الدولتين".

وقدم الاتحاد تعازيه لعائلة دوابشة "لخسارتهم المأساوية"، وتمنى الشفاء العاجل لوالدي علي وشقيقه الطفل أحمد (4 سنوات)، الذين الذي أصيبوا أيضا في هجوم المستوطنين على منزلهم وإحراقه بمن فيه.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد