تعددت حالات الانتحار في قطاع غزة خلال الآونة الأخيرة ، وهو ما يأتي تزامنا مع الكثير من التداعيات الاقتصادية والسياسية التي تنعكس على القطاع الذي يعاني من ويلات الحروب والتجاذبات السياسية وانعكاساتها الاقتصادية والنفسية والاجتماعية على السكان وتحديدا فئة الشباب الذين تفشت بينهم ظاهرة الانتحار، منهم من ابتلعهم البحر غرقا في رحلة الهروب خارج اوروبا، وآخرون يقتلون انسفهم شنقا، كان آخرهم الشاب محمد النجار كتب على صفحته فيس بوك أنه يعاني الاكتئاب ويريد وضع حد لحياته، احضر قنبلة وفجرها في نفسه.


وسبق النجار شاب عمره 18 سنة قبل يومين، انتحر  شنقا بعدما منعه والده من الهجرة خارج غزة. لكن القصة الاصعب كانت انتحار موظف حكومي في منطقة الشيخ رضوان بسبب تراكم ديونه . حوادث الانتحار  أظهرت حجم المأساة التي يعانيها سكان قطاع غزة. كشفت اخر احصائية رسمية  للعام 2022 أن نصف المجتمع الفلسطيني مصاب بالاكتئاب، (71%) في قطاع غزة، و(50%) في الضفة الغربية.


ولا تنشر الجهات المسؤولة أية احصائيات حول اعداد ومعدلات حالات الانتحار التي ارتفعت بشكل لافت خلال الأعوام الأخيرة،  لكن مؤسسات محلية تقول إن قرابة 15 مواطنا انتحروا منذ بداية العام الحالي بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها الشبان دون عمل والناجمة عن ظروف القطاع الصعبة إضافة إلى الحصار الإسرائيلي المفروض منذ 17 عاما .


عموما وعبر هذا المنبر الصحفي المحترم أدعو لطرح فكرة ضرورة عقد حوار مجتمعي بين شباب غزة والقيادات السياسية بها ، ويقوم هذا الحوار على الاعتماد على الأخصائيين النفسيين في فلسطين ، وليس فقط في غزة أو الضفة . 


هناك أطباء عالميين من فلسطين يمكن أن يشاركون بهذا الأمر و وأنا على ثقة من أن السلطات في غزة لن تمنع هذا الحوار خاصة وإنها تؤمن تماما بأهميته وانعكاسه الإيجابي على عموم الشعب الفلسطيني. 


الأهم من هذا يجب الاعتراف بآن هناك أزمة في القطاع ، أزمة يعاني منها الشباب في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة ، والمصاعب الحياتية اليومية ، ويجب في هذا الإطار الاعتراف بأن الموضوع أكبر من حركة حماس أو أي سلطة فلسطينية ، الموضوع هو قضية وطن يشهد ظاهرة خطيرة ودقيقة في بقعة عاشقة للحياة ، وهي غزة .


عموما فإن الدعوة للحوار المجتمعي باتت مهمة في ظل ما تشهده غزة من تطورات اجتماعية دقيقة ، الأمر الذي يزيد من حساسية هذه القضية.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد