سياسيون : يناقشون التغييرات الإقليمية في المنطقة ومستقبل المصالحة الفلسطينية
غزة / سوا / حذر سياسيون خلال لقاء نظمه تحالف السلام الفلسطيني في غزة من التأثير السلبي للمتغيرات الإقليمية والدولية على القضية الفلسطينية في ظل الانشغال بحالة الصراع في المنطقة وأكدوا أن حديث حماس عن هدنة طويلة مع الاحتلال فإن هذا سيؤدي إلى فصل غزة عن الضفة وتصفية المشروع الوطني وتوجيه إسرائيل ضربة سياسية جديدة على حساب الحقوق الفلسطينية.
نظم تحالف السلام الفلسطيني في غزة لقاء سياسي بعنوان الوضع الفلسطيني الراهن و التغييرات الإقليمية في المنطقة وتأثيرها على الحالة الفلسطينية ومستقبل المصالحة الفلسطينية . بحضور ومشاركة ممثلي الفصائل وشخصيات . وتحدث خلال اللقاء كلا من الدكتور المستشار أحمد يوسف و الدكتور مخيمر أبو سعده أستاذ العلوم السياسية و الدكتور سمير أبو مدللة المحاضر في جامعة الأزهر و القيادي في الجبهة الديمقراطية الكاتب و المحلل السياسي حسن عبدو وقال الدكتور احمد يوسف القيادي في حركة حماس خلال مداخلته أن انعكاس المتغيرات الإقليمية على القضية الفلسطينية والوضع المأساوي والحالة الكارثية يستدعي من الجميع التحرك الجاد خاصة وانه منذ الانقسام 2007 تم العزف على كل الأوتار للخروج من حالة الانقسام وكل المحاولات المحلية والإقليمية والدولية باءت بالفشل.
وأوضح أن الظروف الصعبة التي نمر بها المستفيد منها الطرف الإسرائيلي في ظل أن العالم كله مشغول في قضاياه المختلفة مما أي إلي تراجع القضية الفلسطينية بشكل ملحوظ .
وقال يوسف بعد انتكاس الربيع العربي تراجعت فرص الأمل التي كنا متعلقين فيها أمال تغير في النظام السياسي العربي و أن تأتي قوى سياسية جديدة تعيد ترتيب الأوضاع في المنطقة العربية و تضع استراتيجيات مناسبة و حتى تتصدى الأمة العربية للاحتلال الإسرائيلي ، هذا كان أملنا في متغيرات الربيع العربي ، لكن مع هذه الانتكاسة انهارت كل هذه الآمال و الطموحات .
وأكد يوسف أن القضية الفلسطينية في العمق العربي قد تراجعت بشكل كبير خاصة أن الدول العربية منشغلة بقضاياها الداخلية أو دول الجوار .
وقال يوسف أن حالة الانفراج بين حركة حماس و المملكة السعودية نبني عليها أمال كبيرة لما للمملكة من مكانة و تأثير في المنطقة .
حول مستقبل المصالحة الفلسطينية قال يوسف عندما عقدنا العزم كفلسطينيين على حقيق المصالحة لكن العقبات مازلت كثيرة لذا نأمل من السعودية أن تنجح في جمع الصف الفلسطيني و استكمال جهود الإخوة في مصر
لعل السعودية ومصر يكون في تكامل للجهود في إنهاء حالة الانقسام
وأكد يوسف أن مصر دولة مهمة لنا كفلسطينيين وهي أهم دولة مركزية في العمق العربي
وان تقوم السعودية بجهدها في ترتيب علاقات دول المنطقة مع بعضها البعض و تستعيد مكانتها باعتبارها الحاضنة الدينية و السياسية .
واضح يوسف إن هناك مبادرة أن تلتقي حركة حماس و فتح من جديد برعاية مصرية و سعودية .
وهناك حديث عن زيارة للرئيس عباس للسعودية وزيارة للسيد خالد مشعل لمتابعة نتائج زيارته الأولى
وقال يوسف نأمل أن يكون هناك انفراج و تعود فلسطين القضية المركزية في المنطقة .
ويتم إعادة الإعمار و فتح المعابر أننا مهتمين دائما أن نتحدث عن إنفراجات .و نبارك كل الجهود التي تبذل من أجل انفتاحنا على المجتمع الدولي .
أما الأكاديمي سمير أبو مدللة القيادي في الجبهة الديمقراطية فتطرق إلى ما جرى مؤخرا بشان التوقيع على الاتفاق النووي لصرف الأنظار عن القضية الفلسطينية سيما وأن الرئيس الأميركي أوباما تمسك منذ اليوم الأول
لولايته بسياسة الانسحاب من النزاعات المكلفة في الشرق الأوسط كما أنه هناك تجاهل واضح للقضية الفلسطينية من المجتمع الدولي سواء من الدول الكبرى أو الدول العربية المنشغلة بأوضاعها الداخلية وزيادة الاصطفافات السنية والشيعية. وقال انه يوجد مخاوف حقيقية من محاولة جر فلسطين إلى صراع المحاور العربية والإقليمية
والحرب السنية الشيعية والحديث عن تهدئة طويلة الأمد مع الاحتلال تترافق مع تصور محور عربي مؤكدا أن تكرار الحديث على لسان قادة في حماس عن مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل سيدفع قطاع غزة نحو مسار سياسي منفصل مما يجعل الوضع الفلسطيني أكثر تعقيدا ويدفع بالحالة الفلسطينية نحو التهميش في الحسابات الإقليمية وستكون القضايا الأكثر حضور هي إيران وسوريا والعراق واليمن وغيرها.
وطالب أبو مدللة بالخروج من عنق الزجاجة عبر استثمار الخلاف السياسي القائم بين الحكومة الأميركية وإدارة نتنياهو والضغوطات الممارسة من الجانب الأوروبي على إسرائيل من أجل دفع عملية التسوية السياسية والعمل
الجاد لإسقاط الانقسام وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية واستمرار المقاطعة للمنتجات الإسرائيلية لعزل إسرائيل على أن تستعيد الحالة العربية وضع القضية الفلسطينية وكل قضايا الصراع الفلسطيني العربي الإسرائيلي على سلم الأولويات وإلا تبقى غارقة بمشاكلها الداخلية وذلك من خلال تصالح الأنظمة مع إرادة الشعوب.
من جانبه أكد المحلل السياسي الدكتور مخيمر أبو سعده أن الوضع الفلسطيني بحاجة لمراجعة جادة للخروج من الوضع المأساوي لا سيما في ظل انعكاس الوضع الإقليمي على المصالحة سيما خلال السنوات الأربع الماضية التي شهدت الاستقطاب بين المذاهب السنية والشيعية وسيطرة إيران على عدة دول لذا فإن المنطقة ستذهب نحو المزيد من التأثير الإيراني خاصة بعد التوقيع على الاتفاق النووي الذي يحقق لإيران جزءا من مصالحها في المنطقة. أما بشان زيارة وفد حماس الأخير للسعودية فقال أبو سعده أن السعودية بحاجة للاصطفاف السني والعربي لمواجهة إيران وتعتقد أن التقرب من حماس سيساهم في ضم الإخوان في اليمن لها وحماس لحتى اللحظة لم تحسم أمرها بشأن إيران والسعودية وكل هذا يجعل المنطقة في حالة من عدم الاستقرار السياسي، كما نوه أبو سعده لفرصة لليمين الإسرائيلي للاستفادة من حالة عدم الاستقرار للتهرب من الاستحقاقات والالتزامات تجاه القضية الفلسطينية وإمكانية توجيه ضربة جديدة من خلال فصل غزة عن الضفة من خلال صفقة سياسية لا سيما في ظل الحديث عن هدنة طويلة الأمد بين حماس وإسرائيل وسيؤدي هذا إلى فصل غزة وتصفية المشروع الوطني الفلسطيني و حول مستقبل المصالحة الفلسطينية قال أبو سعده أن المصالحة تراجعت و مازالت متعثرة في ظل استمرار التراشق الإعلامي بين حتى حماس و فتح .
أما المحلل السياسي حسن عبدو فتطرق إلى مرحلة التحولات الكبرى واهتمامات النظام الدولي بها وتراجعه تجاه القضية الفلسطينية مشيرا إلى التحولات التي تعرض لها النظام الإقليمي العربي بعد تحطيم دول المركز وهي القاهرة وبغداد ودمشق وتحويل مركز التفاعل للسعودية والخليج وكل هذا له تداعيات مهمة على النظام السياسي كما أن إيران ستقوم بصياغة مجمل علاقات المنطقة مع العالم وهذا يعني حالة انكشاف عربية ويتعرض الوضع العربي لهزيمة في حال عدم الذهاب لحوار سلمي للحفاظ على المصالح في المنطقة
وقال عبدو أن التخوف من دفع كلفة باهظة لإرضاء إسرائيل من النظام العالمي على حساب الشعب الفلسطيني وإنهاء موضوع حل الدولتين ما يتطلب إنهاء الانقسام وصياغة النظام السياسي الفلسطيني من جديد .