هل يجوز جمع الأضحية والعقيقة في ذبيحة واحدة؟
هل يجوز جمع الأضحية والعقيقة في ذبيحة واحدة؟- مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يستعد الحجاج والناس لذبح الأضاحي يوم النحر، فالأضحية هي شعيرة إسلامية تظافرت الأدلة على شرعيتها لقوله تعالى :”فصل لربك وانحر“، والكثير منا يتساءل حول هذا السؤال "هل يجوز جمع الأضحية والعقيقة في ذييحة واحدة؟".
وتقدم لكم وكالة "سوا" الإخبارية الإجابة عن هذا السؤال من خلال الدكتور مجدي عاشور المستشار السابق لمفتي جمهورية مصر العربية.
حيث قال إنه لا يجوز الجمع بين الأضحية والعقيقة باستثناء حالة واحدة فقط، مشيراً إلى أن مسألة عدم جواز الجمع بين الأضحية والعقيقة مستثناة لأن الغالب هو جواز الجمع بين السنن.
وأوضح عاشور في إجابته عن سؤال "هل يجوز الجمع بين الأضحية والعقيقة في ذبيحة واحدة؟"، أن السبب وراء عدم جواز الجمع بين العقيقة والأضحية في ذبيحة واحد كخروف مثلا هو اختلاف تعلقهما؛ فالأضحية مرتبطة بعيد الأضحى والعقيقة متعلقة برزق الولد ذكرا كان أو أنثى، كما أن العقيقة شعيرة مختلفة عن الأضحية.
واستثنى مستشار الفتوى حالة واحدة فقط يجوز فيها الجمع بين العقيقة والأضحية، وهو إذا كانت الذبيحة أكبر من خروف كبقرة مثلا، فيجعل جزءا منها للأضحية والباقي للعقيقة.
حكم الأضحية :
وأكثر العلماء يرون أن الأضحية سنة مؤكدة لما روى عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” ثلاث كتبت على وهن لكم تطوع؛ الوتر، والنحر، وركعتا الفجر. ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم علق الأضحية على إرادة المضحي في حديثه الذي روته عنه أم سلمة الذي يقول فيه: ” إذا دخل العشر – أي العشر الأوائل من ذي الحجة – وأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئًا حتى يضحي “.
آداب المضحي :
وجمهور العلماء المالكية والشافعية وبعض الحنابلة على أنه يكره لمن أراد أن يضحي أن يقص شعره أو يقلم أظفاره إذا دخل العشر الأوائل من ذي الحجة حتى يضحي لحديث أم سلمة السابق الذي حمل فيه النهي على الكراهة، وكما روى عن عائشة قالت: كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقلدها بيده، ثم يبعث بها ولا يحرم عليه شيء أحله الله له حتى ينحر الهدي.
الحكمة من عدم قص المضحي شعره وأظافره
قال الدكتور على جمعة، مفتي الجهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه من العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله - عز وجل- في الأيام العشر المباركة من ذي الحجة عبادة الأضحية.
وأوضح «جمعة»، أنه قبل ذبح الأضحية يقدم التوجه لله وحده والتوحيد له والإقرار بملة إبراهيم -عليه السلام-، ويؤكد أن الأعمال كلها لا تنصرف إلا لله - سبحانه-، فيذبح الأضحية تقربا إلى الله - تعالى- بكلام يوضح إذن الله لنا في ذبح هذا الحيوان للانتفاع به بالأكل والإطعام والإهداء.
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء أن هذا فيما يخص الجواب عن شبه اتهام الإسلام بالعنف والقسوة على الحيوان في شأن الأضحية، وفي الحديث عن الأضحية وفقهها، فعلينا أن نعلم أن هناك آداب يتحلى به من أراد ذبح الأضحية، منها: أنه إذا بدأ ذو الحجة لا يقلم أظفاره ولا يحلق رأسه تشبها بالحجيج.
واستشهد بقوله - صلى الله عليه وسلم-: «من أراد أن يضحى فلا يقلم أظفاره ولا يحلق شيئا من شعره في العشر من ذي الحجة»، (رواه ابن حبان في صحيحه).
وقت ذبح الأضحية:
ووقت ذبح الأضحية يكون بعد صلاة العيد لما روى عن البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من صلى صلاتنا، ونسك نسكنا، فقد أصاب النسك، ومن ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى”، وفي رواية أخرى: “إن أول نسكنا في يومنا هذا الصلاة ثم الذبح، فمن ذبح قبل الصلاة فتلك شاة لحم قدمها لأهله، ليس من النسك في شيء”، ومن ذبح قبل الصلاة لم تجزئها الأضحية، ولزمه بدلها.
حضور المضحي لأضحيته:
ويستحب للمضحي إن لم يذبح أضحيته بنفسه أن يحضر ذبحها، لما روى عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الأضحية : “واحضروها إذا ذبحتم، فإنه يغفر لكم عند أول قطرة من دمها”.