وزارة الثقافة تحي الذكرى الأربعين لرحيل الأديبة والشاعرة سلمى الجيوسي
نظمت وزارة الثقافة الفلسطينية بالتعاون مع مؤسسة الأسوار للثقافة في عكا، احتفاءً أدبياً في الذكرى الأربعين، لرحيل الأديبة والشاعرة والناقدة والمترجمة الكبيرة سلمى الخضراء الجيوسي، التي وافتها المنية، في نيسان الماضي، بمشاركة لفيف من الأدباء والكتاب الفلسطينيين، من عكا وحيفا والناصرة والمدن المجاورة.
وقال وزير الثقافة عاطف أبو سيف في كلمته خلال حفل التأبين" إن سلمى الجيوسي شكلت علامة فارقة في تقديم الثقافة العربية والفلسطينية للعالم أجمع، وكانت مشروعاً ثقافياً متكاملاً، من جهة ترجمتها للأدب، وتعريفها بالثقافة العربية والتراث العربي، ومن جهة مساهماتها في إغناء المشهد الثقافي العربي، من خلال كتاباتها الشعرية والنقدية، وترجماتها المختلفة، من وإلى اللغة العربية".
وأضاف أبو سيف" أن سلمى احتلت مكاناً بارزاً في الثقافة الفلسطينية منذ مساهماتها الأولى بعد النكبة الفلسطينية، عبر قصائدها المختلفة، وبعد ذلك عملها في الحقل الأكاديمي، وحقل الترجمة"
وتابع "سلمى كانت تؤمن أن للثقافة دور كبير في حماية هوية شعبنا وصون تراثه الوطني وتقديم هذا الموروث الثقافي للأجيال القادمة، لذلك اتخذت من قوة الثقافة في إحداث تغيير في الواقع الفلسطيني لصالح حماية الهوية الوطنية وحماية حقوق شعبنا".
بدوره أكد الكاتب والناشر يعقوب حجازي، على أن الاحتفاء بسلمى في عكا التي عاشت فيها منذ طفولتها، يشكل التفاته إلى الذاكرة الوطنية وتأكيداً على ضرورة الاحتفاء برواد الثقافة الفلسطينية بما قدموه من انجازات ومساهمات في الحفاظ على ثقافتنا الوطنية.
وقال إن مؤسسة اسوار كان لها شرف تقديم بعض أعمال سلمى عبر تاريخها و ستواصل عملها الدؤوب بالشراكة مع المؤسسات الفلسطينية، خاصة مع وزارة الثقافة في الحفاظ على موروثنا وأرثنا الثقافي.
من جانبه، قدم الشاعر سامي مهنا كلمة أكد فيها على المكانة الشعرية لسلمى الجيوسي، من حيث ارتباطها بحركة النهضة الشعرية العربية، مع نازك الملائكة وفدوى طوقان، وعملها المختلف في تقديم الأدب العربي.
وأكد أن سلمى كانت تعرف أهمية القصيدة و أهمية الرواية في تقديم الثقافة العربية، كذلك شكل مشروع الترجمة الذي اطلقته منارة لإضاءة الكثير من المناطق المعتمة في الثقافة العربية.
كما قدمت الدكتورة جيهان الخطيب مداخلة حول مواقف سلمى الخضراء المختلفة في الأدب، حيث كانت تفسر وعي وثقافة سلمى العميقة في التراث العربي.
وذكرت الدكتورة جيهان بعض المقولات الأدبية الهامة التي شكلت طروحات نظرية في وعي سلمى الخضراء الجيوسي، عبر مسيرتها المختلفة، وكيف كان مشروع ترجمتها للأدب العربي، جزءاً من ردة فعلها على عدم معرفة الطلاب بالجامعات الأمريكية بهذا الأدب وعدم أخذه على محمل الجد.
فيما قدمت المحامية هزار حجازي ورقة أرسلها الأكاديمي الفلسطيني أحمد عزم أكد فيها على ما كانت تتمتع به سلمى الخضراء من مكونات وعي فكري وقام بتقديم قراءة معمقة في مكونات وعي سلمى الجيوسي من جهة الأطر النظرية التي استخدمتها في تقديمها للتراث الثقافي العربي أو من جهة الدوافع المختلفة التي أكسبت هذا المشروع أهمية خاصة.