ارتفاع خطير في عدد جرائم القتل بالناصرة في الأعوام الثلاث الأخيرة
أكّد مصدر طبي في الناصرة، أنّ المدينة تشهد ارتفاعاً خطيراً في عدد جرائم القتل منذ العام 2021، بإطلاق النار والطعن بآلات حادة وغيرها، لافتاً إلى ازدياد عدد الإصابات بنسبة كبيرة مقارنة مع الأعوام السابقة.
وفي الناصرة قُتل 21 شخصاً منذ العام 2021 ولغاية اليوم، وسجل العام 2022 العدد الأعلى لجرائم القتل التي وصلت إلى 9 جرائم، فيما شهد العام 2021 خمس جرائم قتل، ومنذ مطلع العام الجاري 2023 شهدت المدينة 7 جرائم قتل.
وقال مدير المستشفى الإنجليزي في الناصرة، بروفيسور فهد حكيم، إنّ "عدد الإصابات التي وصلت المستشفى بسبب إطلاق النار والطعن (جرائم القتل) في السنين الأخيرة ضاعف نفسه، إذ سجل المستشفى 670 حالة خلال العامين 2022 – 2023".
وأضاف أنّ "الحالات التي تصل المستشفى ضاعفت نفسها بين إصابة برصاص أو بسكين، وهذه حالات مؤلمة جدا سواء في الجانب النفسي أو الجسدي، وهذه للأسف جزء من الجو العام الذي يقع على المجتمع العربي".
اقرأ أيضاً: كم بلغت حصيلة ضحايا جرائم القتل في أراضي 48 خلال 4 سنوات ونصف؟
وحول تعامل الطواقم الطبية مع الجرائم، أوضح مدير المستشفى الإنجليزي، أنّ "الطواقم الطبية تتعامل مع الحدث في مواقع الجريمة، أكثر صعوبة من الحالات التي تصل إلى المستشفى. لا شك بأننا نحن الطواقم الطبية عهدنا على أنفسنا أن ننقذ حياة الناس، وكل هدفنا أن يخرج المصاب من بين أيدينا بصحة وسلامة".
وأعرب عن شعور الأطباء بالألم عند التعامل مع هذه الحالات، "حين ترى دموع الأمهات التي فقدت ابنائها، أو ترى الأطفال يصرخون حين يفقدون والديهم في جريمة قتل، أو عند رؤية زوجة فقدت زوجها. هذا ليس هيّنا، الطواقم الطبية تعيش في حالة رعب وضغط هي الأخرى".
وشدّد على أنّ "الطواقم الطبية كذلك معرضة للاعتداء، ومن تسوّل له نفسه أن يعتدي على الأطفال والنساء لن يتردد بالاعتداء على الطواقم الطبية، وقد حصل الكثير من الاعتداءات علينا".
وتابع: "أقولها بكل ألم، إننا أحيانا ننهي وردية العمل ببكاء وألم نفسي يمتد لفترة طويلة، حين تفقد حياة طفل بين يديك، أو تفقد إنسانا هكذا سدى دون أن يكون له ضلع بأي شيء. ليس هيّنا حين تحاول إنقاذ إنسان لمدة ساعات من القيام بالإسعافات المكثفة، ولكنه يتوفى".
وختم بروفيسور حكيم بالقول إنه "أحيانا تصلنا 6 حالات في يوم واحد، وهناك تقريبا حالات يومية. وظيفتنا كمجتمع أن نوقف هذا الإجرام. نحن مجتمع خيّر، نريد أن ننقذ الناس حين نخترع أدوية جديدة لأمراض، نحن مجتمع ليس عنيفا، ويجب أن نكون هكذا. الحكومة عليها مسؤولية كبيرة، ولكن أيضا نحن يجب أن نأخذ المسؤولية على أنفسنا"