تربية الدجاج في فلسطين سبقت أوروبا بأكثر من مئة سنة

القدس / سوا / كشفت دراسة أثرية أن تربية الدواجن لإنتاج اللحوم والبيض بدأت في فلسطين قبل 2300 سنة، وسبقت بذلك أوروبا بـ 100 سنة.


وكشفت دائرة الآثار في جامعة حيفا عن موقع أثري قريب من القسم الجنوبي في السهل الساحلي الفلسطيني، وتحديدا بالقرب من بلدة بيت جبرين الفلسطينية المهجرة ينطوي على موجودات خاصة بمزارع تربية الدواجن.


ويوضح الباحث المسؤول عن التنقيبات البروفسور بار عوز أنه قد تم بنهاية القرن الثاني قبل الميلاد تربية نوع من الدجاج الذي شكل مصدرا للحوم والبيض بكميات تجارية.


وجاء ذلك متأخرا جدا مقارنة بمنطقة الشرق الأقصى التي شهدت عمليات تدجين الطيور قبل الميلاد بـ 8000 سنة. وبعد خمسة آلاف سنة دخلت عمليات تدجين الطيور للشرق الأقصى ولكن ليس لأغراض تجارية. وأشار البروفسور عوز أن الدجاجة في تلك الفترة الغابرة كانت تعتبر طيرا نادرا استخدم لأغراض العبادة والقرابين، كما تذكر مصادر تاريخية ودينية.


وفي بيت جبرين اكتشف المنقبون آثار منشآت زراعية تدلل على ازدهار هذا الفرع من الزراعة وفيها عثر على كمية كبيرة من عظام الدواجن 30 % منها للدجاج. وأوضح الباحثون أن طيور الدجاج بهذه الفترة كانت نادرة جدا في البلاد وفي أوروبا أيضا. ويستند الباحثون في استنتاجاتهم على آثار حرائق وكمية عظام كبيرة علاوة لرسومات دواجن على جدران أثرية تعكس حيوية الدجاج لاقتصاد المكان. 

وتظهر دراسات الحمض النووي للعظام أن أغلبية الدجاج كانت من الإناث مما يعني أنها كانت تستخدم للبيض أيضا.


وأشار الباحثون إلى أن استخدام البيض في الطهو والغذاء ظهر للمرة الأولى بعد 300 سنة لاحقا ضمن كتاب روماني حول الطعام لكاتبه أبيكوس وبمصادر رومانية أخرى.


وبعد الاكتشاف المذكور أجرى باحثون كثر دراسات مشابهة في منطقة حوض البحر المتوسط (230 موقعا أثريا بدءا من الألف الثاني قبل الميلاد). وتدلل هذه الدراسات وفق جامعة حيفا على أنه حتى بداية الفترة الهيلينية ( نحو القرن الثالث قبل الميلاد) كانت نسبة الدجاج زهيدة جدا لكنها ما لبثت أن زادت بكثرة، كما تعكس مكتشفات بيت جبرين. وتظهر دراسات أخرى أن النقلة الكبيرة في تربية الدواجن في أوروبا تمت فقط بعد 100 إلى 200 عام. ويعتقد العلماء أن الدجاجة استغرقت نحو 100 عام حتى تأقلمت مع شروط الحياة داخل مزارع في منطقة الشرق الأوسط.


وقال المكتشفون إن روح العولمة التي ميزّت النظام الهيليني في المنطقة سوية مع تطورات في مجالي العلم والتجارة خلقت شروطا مناسبة لتغيير مكانة الدجاجة وجعله جزءا من الوجبة الغذائية الدائمة للبشرية. وفي الفترة الرومانية بدأت عملية تربية الدجاج الجديد لأغراض تجارية ومن الشرق الأوسط انتقل إلى أوروبا.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد