الجزائر تحيي ذكرى النكبة الفلسطينية بمشاركة وزراء وبعثات دبلوماسية
انطلقت، صباح أمس الاثنين، أشغال الندوة الدولية المخلدة للذكرى ال75 لـ النكبة الفلسطينية تحت شعار "النكبة جريمة مستمرة والعودة حق" في المركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال" بالجزائر
واشرف على تنظيم الملتقى الدولي وزارة المجاهدين وذوي الحقوق, بالتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, وبمشاركة سفارة دولة فلسطين بالجزائر
وحضر الملتقى الدولي وزراء وممثلي الجمهورية الجزائرية، واعضاء من البرلمان الجزائري بغرفتيه (المجلس الشعبي الوطني و مجلس الأمة)، وسفراء وقناصل وممثلي السفارات والبعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى الجزائر، وممثلي عن الجمعيات الحقوقية والنقابات والاتحادات المختلفة المحلية والدولية، وكادر سفارة دولة فلسطين وحشد من الجالية الفلسطينية بالجزائر .
وأشادت الشخصيات الرسمية الفلسطينية خلال كلماتها في الجلسة الافتتاحية المشاركة في الندوة الدولية لإحياء الذكرى ال75 للنكبة, بمواقف الجزائر الثابتة والداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة, داعين إلى الاسراع في تنفيذ قرارات "اعلان الجزائر" للم الشمل الفلسطيني.
ودعا الفلسطينيون المشاركون في الندوة, إلى تحقيق المصالحة الوطنية تنفيذا ل"اعلان الجزائر" الذي رعاه رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, ووقعت عليه الفصائل الفلسطينية في الجزائر شهر أكتوبر الماضي.
دعوة إلى الإسراع في تنفيذ قرارات "إعلان الجزائر" ودعم صمود الشعب الفلسطيني
وفي هذا الإطار, أكد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني رئيس الوفد الفلسطيني, روحي فتوح, استمرار الشعب الفلسطيني في نضاله عبر كل الطرق المشروعة ضد الاحتلال الصهيوني, وعزمه على إقامة دولته المستقلة وتحقيق الوحدة الوطنية عبر تنفيذ "إعلان الجزائر", داعيا إلى "وحدة شاملة على اعتبارها قانون الانتصار".
كما طالب بتعريف المجتمع الدولي بالقضية الفلسطينية و ب "الظلم التاريخي الذي تكبده الشعب الفلسطيني في ظل الصمت الدولي الرهيب, مع العمل على عزل الكيان الصهيوني على الساحة الدولية وفضح ممارساته العنصرية باعتباره "نظام ابرتهايد".
وجدد فتوح التأكيد أن أرض فلسطين عربية, داحضاً الرواية الصهيونية الكاذبة, بالتطرق إلى تاريخ وجود الفلسطيني على أرضه و إقامة الكيان الصهيوني لفصل الشرق العربي عن غربه, لافتا إلى أن "النكبة لا تتعلق بالشعب الفلسطيني لوحده, وإنما هي نكبة أمة بكاملها".
من جهته, شدد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين ورئيس اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة نائب رئيس الوفد , د. أحمد أبو هولي, على أن الشعب الفلسطيني يخوض معركة الصمود والتصدي والثبات ضد الاحتلال الصهيوني واعتداءاته وممارساته التعسفية.
و أشاد أبو هولي بثبات مواقف الجزائر قيادة وشعبا مع القضية الفلسطينية, وكذا برفضها المطلق للتطبيع مع الكيان الصهيوني, مذكرا بتشديد رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, بكون الجزائر لن تكون أبدا طرفا في أي اتفاقات تطبيع و "لن تشارك فيها ولا تباركها".
ومن هذا المنطلق, تطرق إلى الدور الذي تلعبه الجزائر في دعم القضية الفلسطينية عبر التاريخ, وبكونها أول من اعترف بدولة فلسطين.
ولفت د. أبو هولي إلى أن النكبة الفلسطينية شكلت أكبر عمليات للتطهير العرقي هي تلك التي مست الشعب الفلسطيني, والتي لا تزال تداعياتها مستمرة بسبب رفض الكيان الصهيوني الانصياع لقرارات الشرعية الدولية ومواصلة عدوانه, وعجز المجتمع الدولي عن إرغامه على تطبيق القرارات الدولية والاممية, ما عمق مأساة الفلسطينيين الذين وصل عددهم إلى 6 ملايين و 600 ألف لاجئ في الوطن والشتات.
وأكد على اهمية توحيد المواقف العربية لنصرة فلسطين، قضية العرب الاولى، وبضرورة دعم الدول العربية توجه دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة مشدداً في الوقت ذاته على التمسك بمبادرة السلام العربية بكل عناصرها وأولوياتها، باعتبارها الموقف العربي التوافقي الموحد وأساس أي جهود لإحياء السلام في الشرق الأوسط .
من جانبه, نقل السفير الفلسطيني لدى الجزائر, فائز أبو عيطة, تحيات رئيس دولة فلسطين, السيد محمود عباس , لرئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, شاكرا الجزائر قيادة وشعبا على "المواقف العظيمة المقدمة من أجل فلسطين".
وقال ابو عيطة إن النكبة الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين والجرائم البشعة التي ارتكبها الكيان الصهيوني لاجتثاث الشعب الفلسطيني, تظل وصمة عار على جبين كل من ساهم في اقترافها.
وأشار السفير الفلسطيني إلى أن احياء الذكرى في الجزائر مناسبة يؤكد من خلالها الشعب الفلسطيني أمام الجزائر وكل الأمة العربية والاسلامية والعالم اجمع تمسكه بحقه المقدس في العودة إلى دياره, على اعتباره حقا مقدسا لا يزول بالتقادم ولا يضيع.
وشدد أبو عيطة على أن "الوقت قد حان لتقدم بريطانيا اعتذارها عن الجريمة التي ارتكبتها بحق الشعب الفلسطيني", لافتا إلى أن احياء الذكرى في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة, هذا العام, هو "اعتراف من قبل المجتمع الدولي على أن الاحتلال الصهيوني الغاشم وجب أن ينتهي, ودحض للرواية الصهيونية الكاذبة".
وفي السياق, قال مفتي القدس والديار الفلسطينية, الشيخ محمد أحمد حسين, إن الشعب الفلسطيني متمسك بحق العودة و بحريته, و أن المرابطين حول المسجد الأقصى المبارك والقدس الشريف يدافعون عن أرضهم ومقدساتها إلى آخر رمق.
وأبرز المتحدث أن المسجد الاقصى المبارك "جزء من عقيدة كل مسلم", و أن القدس "التي تعتبر زهرة المدائن, تستنهض ابناءها أينما كانوا للذود عنها", مضيفا أن "النكبة مستمرة من جهة, والشعب الفلسطيني كله إصرار وصمود في الجانب الآخر, من أجل قضيته وقضية العرب والمسلمين, وسيبقى في الخندق المتقدم للدفاع عن حضارة الأمة".
الجزائر: لم ولن تساوم في دفاعها عن القضية الفلسطينية العادلة
فيما أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق, العيد ربيقة, بأن الجزائر "لم ولن تساوم وتهادن" في المحافل الدولية ولو لمرة واحدة في دفاعها عن القضية الفلسطينية العادلة.
وقال السيد ربيقة في ندوة دولية مخلدة الذكرى ال75 للنكبة الفلسطينية أن جزائر الشهداء والمجاهدين "لم ولن تساوم وتهادن في المحافل الدولية ولو لمرة واحدة في دفاعها عن القضية الفلسطينية العادلة", مؤكدا انها "كانت وستظل شعبا وقيادة, على قلب رجل واحد, مع فلسطين ظالمة أو مظلومة".
وتابع بالقول بأن القضية الفلسطينية تعتبر على أرض الجزائر "فضاء إعلاميا صادحا يجلجل بالحق وممثلية ديبلوماسية رصينة بصوت الحكمة والبصيرة, وحاضنة للأشقاء الفلسطينيين في السراء والضراء".
وفي معرض تطرقه لأبرز علامات الدعم المشروع للجزائر لهذه القضية, تحدث الوزير عن ما تحقق على أرض الجزائر في "مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية المنعقد من 11 إلى 13 أكتوبر 2022، من أجل توحيد الصف والجهد الفلسطيني".
واعتبر المسؤول ان هذا المؤتمر شكل "قوة ضاربة من أجل الحرية والاستقلال، كما أن المخرجات التاريخية للقمة العربية ال 31 عززت بقراراتها الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني من أجل استرجاع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
واسترسل وزير المجاهدين مذكرا بأن رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون في رسالته بمناسبة انعقاد القمة العربية مؤخرا بمدينة جدة السعودية، جدد هذا الموقف التاريخي، وأن ثلثي رسالته في هذا المحفل العربي جاءت دعما ثابتا لقضية العرب المركزية.
ولفت في ذات الوقت بأن هذا الأمر "نابع من قناعات الشعب الجزائري وقيادته الحكيمة بالانتصار للحق المشروع الذي لا يسقط بالتقادم ولا تغيره المصالح المؤقتة والتحالفات الظرفية، وقد أثبت التاريخ دوما أن مقاربات الجزائر ومواقفها هي الأكثر صدقا وتصالحا مع التاريخ الإنساني".
وعبر السيد ربيقة في ختام كلمته عن قناعته بأن الشعب الفلسطيني "البطل الذي راهن عدوه على تركيعه والتنازل عن حقه، قد أثبتت الأيام على مدى خمسة وسبعين عاما أن هذا الحق ما فتئ يتجذر في الأعماق والوجدان تتوارثه الأجيال في فلسطين وتذود عنه بالدم ويتعاطف معها كل أحرار العالم".
تكريم رئيس الجمهورية نظير جهوده في نصرة القضية الفلسطينية
وعلى هامش فعاليات الملتقى الدولي لاحياء الذكىرى (75)للنكبة تم تكريم رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، نظير جهوده في نصرة القضية الفلسطينية، وهذا في ختام اعمال الندوة الدولية المخلدة للذكرى ال75 للنكبة الفلسطينية.
وقد تسلم هذا التكريم الذي جاء في شكل مصحف شريف داخل علبة عليها مجسم المسجد الاقصى وقبة الصخرة الشريفة، وزير المجاهدين وذوي الحقوق، السيد العيد ربيقة، من رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، السيد روحي فتوح، الذي أكد أن هذا التكريم من الرئيس الفلسطيني، السيد محمود عباس، يأتي "عرفانا لدور الجزائر وللرئيس تبون في لم الشمل الفلسطيني وجهوده المتواصلة في دعم فلسطين وحشد الدعم العربي والدولي لنصرة قضيتها العادلة".
وبالمناسبة، أبلغ السيد فتوح تحيات الرئيس الفلسطيني لأخيه الرئيس تبون، معربا عن فخره واعتزازه بتواجده والوفد الفلسطيني على أرض الجزائر.
إصدار طابع بريدي بمناسبة الذكرى ال75 للنكبة الفلسطينية
وفي إطار هذا الحدث الدولي, تم الاعلان عن إصدار طابع بريدي بمناسبة الذكرى ال75 للنكبة الفلسطينية, يجسد المسجد الأقصى المبارك ومفتاحا يحمل الوشاح الفلسطيني, كما تم عرض بعض النشاطات الثقافية, على غرار عرض شريط وثائقي وإقامة جناح خاص بالقضية الفلسطينية بالمتحف الوطني للمجاهد.
جلسة علمية /بحثية
وتخلل الملتقى جلسة علمية/ بحثية تحدث فيها اكاديميون وباحثون متخصصون جزائريين و فلسطينيين تمحورت حول النكبة الفلسطينية, من خلال ثلاث مداخلات تتمثل في "الصلات الروحية بين الجزائر وفلسطين", "قضية اللاجئين الفلسطينيين في ميزان العدالة الدولية" و "الجزائر والقضية الفلسطينية, المسار التاريخي وتحديات الحاضر".
وتضمن الحفل عرض فيلم وثائقي حول النكبة الفلسطينية، والاستماع لقصيدة شعرية من القاء الشاعر الفلسطيني المتوكل طه ، وقصيدة شعرية من القاء شاعر الجزائري ياسين اوعايد .