تزايد الازمة الاقتصادية في السودان رغم انخفاض الأسعار

تزايد الازمة الاقتصادية في السودان رغم انخفاض الأسعار

تفاقمت الازمة الاقتصادية في السودان وتعثرت الحالة الاقتصادية وزادت تضيقاً على حياة المواطنين، وفي ظل ضعف السيولة وأزمات التوريد وتوزيع السلع، ازداد الركود على عدد كبير من الأسواق والمتاجر، وسط انتشار العصابات الإجرامية التي تمارس سرقاتها لما تبقى من متاجر وبنوك ومؤسسات، مستفيدة من غياب الأمن وانتشار الفوضى .

واشتكى غالبية التجار في أسواق الخضار واللحوم والسلع الغذائية في مدينة أم درمان من الركود التام رغم انخفاض الأسعار، وقال التاجر سيف الدين محمود لـ "العربي الجديد" : إن القوة الشرائية للمواطنين هبطت بشكل سريع، مع ارتفاع البطالة وعدم صرف الرواتب.

وأضاف في إطار الحديث عن الازمة الاقتصادية : "نعمل من أجل تأمين مصاريف المتاجر فقط، ورغم ذلك لا يوجد من يشتري" ، أما التاجر محمد بابكر، فقد قال إنه لا توجد حركة مواطنين في السوق، مشيراً إلى زيادة تعرفة المواصلات بسبب انعدام الوقود الذي وقف حاجزا أمام المواطن للوصول إلى الأسواق.

ولفتت أسماء الزين التي تبيع القهوة والشاي إلى أنها رفضت الخروج من الخرطوم واللجوء إلى خارجها لأنها تعول أسرة كبيرة ولا تمتلك أجرة السفر إلى الولايات الأخرى، إذ ارتفعت كلفة النقل أضعافاً مضاعفة ، وقالت إنه رغم المخاطر واستمرار المناوشات "لكنني أعمل في السوق الشعبي يومياً، ولكن ليس هنالك حركة شراء من الزبائن الذين فضلوا اللجوء إلى الولايات الأخرى هرباً من الحرب والازمة الاقتصادية".

تداعيات الازمة الاقتصادية

وأكدت أنه لا سبيل سوى الاستمرار في العمل "ظروفنا صعبة إن بقينا في المنازل وإن خرجنا فلن نسلم من الحرب"، وأضافت أن الأمر الوحيد الذي يهمها أنها لا تريد أن ترى أطفالها يواجهون الجوع رغم الازمة الاقتصادية التي نعيشها .

وفى جولة في سوق "الملجة" الشعبي الذي اشتهر ببيع الخضر والفاكهة، لاحظت "العربي الجديد" توافر كافة أصناف الخضروات واللحوم والفاكهة بكميات كبيرة، في ظل شكوى التجار من الركود، حيث يقول كثيرون إنهم يواجهون خسارة مؤكدة بسبب غياب المشترين.
السودان.PNG
 

وانخفضت أسعار اللحوم إلى 3 آلاف جنيه من 4.5 آلاف (نحو 7.5 دولارات أميركية)، فيما تراجع سعر صفيحة الطماطم إلى ألفي جنيه وسط انخفاض كبير في أسعار البصل والخضروات الأخرى مع ثبات في أسعار الزيوت وارتفاع سعر الدقيق.

أما في سوق بيع الأقمشة والألبسة الجاهزة والأحذية فقد لاحظت "العربي الجديد" إغلاق معظم المحال التجارية، حيث أكد التجار أن معظم المحال إما تعرضت للسرقة أو الحريق، ما أدى إلى لجوء معظمهم لنقل بضائعهم إلى مناطق أخرى.

وتعد السودان مُصدرا مهما للصمغ العربي والسمسم والفول السوداني والماشية، كما أن لديها الإمكانيات لأن يكون مصدرا رئيسيا للمحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية ومركزا للخدمات اللوجستية.

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد