من المصطلحات التي نلاحظها في السنوات الأخيرة في ظل العناية بالنظام البيئي والبعد عن الملوثات الصناعية وترشيد الاستهلاك المتنامي للطاقة، رمزية وشعار الأخضر أو الخضرنة، كالمباني الخضراء والنقل الأخضر والزراعة الخضراء.. وليس ببعيد عن ذلك، شرعت اقتصاديات التعليم في الدول المتقدمة في اعتماد تقنيات وتطبيقات وسلوكيات وأدوات تهدف إلى المحافظة على البيئة والمساهمة في خفض الاعتماد على المنتجات والممارسات التي تثقل كاهل وزارات التعليم مادياً وزمنياً وصولا إلى المتعلم. وإضافة إلى ما سبق برز مؤخراً مصطلح خضرنة المقررات وتخضير التعليم كمشاريع مستقبلية تهدف لتعليم أخضر.
تعريف التعليم الأخضر او خضرنة التعليم
إن التعليم الأخضر او خضرنة التعليم أو ما يسمى بالمدرسة الخضراء أو الجامعة الخضراء او مركز تدريب مهني اخضر، هو التعليم العصري الذي يسعى إلى التنمية المستدامة ومواكبة التطور التكنولوجي والإستفادة منه في سائر عناصر العملية التعليمية بكفاءة عالية ونواتج متميزة، وفق معايير صديقة للبيئة. فهو بذلك يطور شقين: الشق المتعلق بالبرامج البيئية من مبان وطاقة وتشجير وخدمات، وهذا الجانب نجده بشكل واضح وجلي في كثير من دول العالم العربي، و قد بدأ تطبيقه منذ عدة سنوات. وأما الشق الآخر فهو كل ما يركز على العملية التعليمية بالتقنيات والتطبيقات والاستراتيجيات والممارسات المرتبطة بمفهوم التعليم الأخضر، وقد بدأت كثير من الدول في اعتماده في مؤسساتها ونظامها التعليمي.
ومن فوائد هذا النظام اعتماد تقنيات لترشيد استهلاك الطاقة الناتج عن استخدام أجهزة الحاسوب والإضاءة والتكييف وغيرها، فضلاً عن استخدام التقنيات التعليمية بطريقة سليمة بيئياً، واقتصادية في الجهد والوقت، وكذلك التحول الجذري إلى الخدمات الإلكترونية بغية الاستغناء عن استخدام الورق والكتب الدراسية، والإستفادة بشكل فعال من تقنيات التعليم الحديثة، مما له الأثر الأكبر على:-
جودة التعليم وتوسيع مدارك الطالب والتواصل المباشر والنشط بين الطالب والمعلم.
تنمية مهارة الإبداع والاستكشاف لديه والبعد عن روتين التعلم التقليدي.
اطلاع ولي أمر الطالب بشكل مستمر ودقيق على مستوى ابنه الدراسي.
تحويل الفصول التقليدية إلى عالم افتراضي يحاكي الواقع.
خلق فضاء تفاعلي بإمكانيات مثيرة ومثرية لتفكير الطالب ومعرفته في آن واحد وفيظل بيئة صحية وآمنة.
أدوات التعليم الأخضر
عززت الحكومة ومن خلال الهيئة الوطنية للتعليم والتدريب المهني والتقني الجهود في خضرنة التعليم والتدريب المهني والتقني، وذلك لتلبية احتياجات سوق العمل المتغيرة بشكل سريع. حيث تم تقديم العديد من الخيارات التعليمية والتدريبية بما يتناسب مع احتياجات السوق المحلية والعالمية.
تم توسيع نطاق التعليم والتدريب المهني والتقني ليشمل المزيد من المجالات المهنية الحيوية، مثل تقنية المعلومات، وتكنولوجيا المركبات ، وصناعة الأغذية، والتمريض، والسياحة والضيافة والزراعة وغيرها من المهن. إضافةً إلى تطوير برامج التدريب والتعليم عن بُعد لتسهيل الوصول إلى المواد التعليمية في بعض الفئات العمرية أو الأماكن التي يصعب الوصول إليها.
وستعمل الهيئة الوطنية للتعليم والتدريب المهني والتقني الى تطوير وتحديث المعايير التعليمية وتحسين نوعية التدريب والتعليم المقدم، مما يزيد من فرص الحصول على فرص عمل مجزية ويحسن مستوى الحياة الاقتصادية للأفراد والمجتمعات بشكل عام.
يُعتبر خضرنة التعليم والتدريب المهني والتقني أحد الأهداف الرئيسية الهامة في عدة دول ومنها فلسطين، حيث يهدف إلى تزويد الشباب والمجتمع بالمهارات والأدوات اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة. وتتمثل أهميته في تطوير قدرات الشباب وخلق فرص عمل مستقبلية لهم، كما أنه يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمجتمع وتحسين الإنتاجية في الصناعة والتجارة وغيرها من المجالات المهمة. وقد تبنت عدة دول خططًا وبرامج تدعم خضرنة التعليم والتدريب المهني والتقني، بما في ذلك الإنفاق على المنشآت والمعدات التعليمية والتدريبية وتطوير المناهج الدراسية، وذلك للارتقاء بجودة التعليم وضمان استمرارية هذا النمو المستدام.
تهدف خضرنة التعليم والتدريب المهني والتقني إلى توفير المهارات الأساسية والمتقدمة للشباب والكبار على حد سواء، بما يواكب التطور العالمي ويساعد على زيادة فرص العمل وتحسين الدخل. وتشمل هذه البرامج تدريب المعلمين والمدربين، وتحديث المناهج التعليمية والتقنيات المستخدمة في التدريب، بالإضافة إلى توفير مرافق تعليمية وتدريبية حديثة ومجهزة تجهيزًا كاملًا لضمان تحقيق الأهداف المعلنة.
تتمثل خطوة تعزيز التعليم والتدريب المهني والتقني في خضرنة هذا النوع من الخدمات بواسطة الحكومات والمؤسسات الأخرى في فلسطين ممثلة بالهيئة الوطنية للتعليم والتدريب المهني والتقني،تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز مهارات العمال وزيادة فرص العمل والتنمية الاقتصادية ، وزيادة الإنتاجية والكفاءة في العمل تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد المحلي من خلال تنمية مهارات العمال ورفع مستوى التعليم والتدريب في المجالات المتعلقة بالصناعات الحرفية والمهنية والتقنية. ويتمثل ذلك في توفير الفرص التعليمية والتدريبية للشباب والعمال والأفراد المهتمين بتطوير مهاراتهم وتعلم أحدث التقنيات والممارسات العملية في المجالات المختلفة. ويتميز برنامج خضرنة التعليم والتدريب بشمولية وتنوع الفئات المستهدفة وتحديث المناهج والبرامج التدريبية بما يتماشى مع احتياجات سوق العمل ومتطلبات التنمية المحلية.
وتشمل إجراءات خضرنة التعليم والتدريب الاستثمار في التقنيات والمعدات المتطورة لتحسين جودة التعليم وتدريب الموظفين، بالإضافة إلى توفير دورات تدريبية متخصصة وورش عمل للطلاب والعمال لتحسين مهاراتهم.
ورفع مستوى التحسين والابتكار في مجالات مختلفة. كما تهتم بتزويد الطلاب والمتدربين بالمعلومات والتدريبات الخاصة بتحقيق الاستدامة البيئية، من خلال استخدام تقنيات حديثة تساعد في الحفاظ على البيئة، وإعدادهم للعمل في مجالات الطاقة والبناء الأخضر والزراعة والصناعات البيئية الأخرى.
ولذا فإن تعزيز خضرنة التعليم والتدريب المهني والتقني يشكل خطوة أساسية للتحول نحو مستقبل مستدام ومناخ صحي، كما أنه يساهم في تحسين الواقع الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بشكل عام.
لذلك وجب التركيز على خضرنة التعليم والتدريب المهني والتقني من خلال حملة شاملة تهدف الى تعزيز الوعي بأهمية الاستثمار في التعليم والتدريب المهني والتقني، وذلك لتمكين الشباب من الحصول على الكفاءات والمهارات اللازمة لمواكبة تحديات سوق العمل المتغيرة بسرعة. بحيث تهدف الحملة إلى توفير فرص تعليمية وتدريبية عالية الجودة، بما يساعد على تعزيز الانخراط في الاقتصاد المنشط وتحقيق التنمية المستدامة. تشمل الحملة تعاوناً مع مؤسسات تعليمية وتدريبية، إضافة إلى المساهمة في تأهيل المدربين والمعلمين في مؤسسات والتدريب المهني والتقني، وذلك باستخدام التقنيات الحديثة والمبتكرة لتحسين جودة التعليم وتعزيز المهارات التقنية والابتكارية لدى الشباب.
تستهدف خطة خضرنة التعليم والتدريب المهني والتقني تحسين جودة التعليم والتدريب المهني والتقني في فلسطين. يركز هذا البرنامج على توفير التدريب المناسب والمهارات المهنية التي تحتاجها الشركات وأصحاب العمل في العالم الحديث. ويشمل البرنامج بناء القدرات في مجالات متنوعة مثل الزراعة والصناعة والتكنولوجيا والخدمات. يهدف البرنامج أيضا إلى تحسين فرص العمل للشباب وتعزيز التنمية المجتمعية والاقتصادية.
يهدف خضرنة التعليم والتدريب المهني والتقني إلى تعزيز الاستدامة البيئية وتحسين جودة الحياة والعمل في المجتمعات، من خلال تطوير الكفاءات والمهارات والتدريب على استخدام التقنيات الحديثة والمخضرة في العمليات الإنتاجية والخدمات المقدمة. وتشمل هذه الخطوة التحضير والتعليم والتدريب للأجيال القادمة لتعمل في مجالات المخضرات والطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، مما يحقق فرص عمل جديدة ومقبولة بتكلفة منخفضة، ويدعم التنمية المستدامة بشكل عام.
وتعتبر خضرنة التعليم والتدريب المهني والتقني من أهم الخطوات المتخذة لتحسين القوة العاملة ورفع مستوى الاقتصاد الوطني. وتشمل خطط الخضرنة توفير المواد الدراسية والتدريبية التي تركز على تطوير المهارات العملية والمعرفية التي تحتاجها الصناعات المختلفة، كما يتم تطوير برامج تعليمية وتدريبية موسعة تشمل جميع المستويات.
ويتمثل الهدف الرئيسي لخضرنة التعليم والتدريب المهني والتقني في توفير فرص العمل الكافية للشباب وتحسين رواتبهم وظروف عملهم وتشجيعهم على الانخراط في الصناعات المستقبلية التكنولوجية. وتأتي خطط الخضرنة بالتفاعل مع متطلبات الصناعات والمستجدات التكنولوجية بهدف تلبية احتياجات القوة العاملة في الوطن وتحسين مستوى تنافسية الاقتصاد المحلي، وتعزيز الاستدامة البيئية.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن خضرنة التعليم والتدريب المهني والتقني يساهم في تقليل الأضرار البيئية وتحسين جودة الحياة، مما يوفر فرص العمل الجديدة ويؤدي إلى تحريك الاقتصاد بشكل أفضل، وتعزيز قدرات المتدربين وحثهم على تطوير مهاراتهم الشخصية والتقنية في مختلف المجالات العلمية والمهنية. وتساعد هذه الخطوة على توفير فرص عمل جديدة في القطاعات المختلفة وتحسين وضع الشباب العاملين في الحياة العملية. وتساهم أيضاً في تنمية البنية التحتية الاقتصادية وتعزيز الاستثمار في دولة معينة. وفي النهاية، يعزز التعليم والتدريب المهني والتقني المستمر والمنتظم، قدرات الأفراد ويساهم في نمو اقتصاد الدولة وتحسين مستويات المعيشة، وتعزيز الشراكات بين المؤسسات التعليمية والشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة بهدف تحسين فرص التوظيف ودعم الاقتصاد الوطني، وتحقيق التنمية المستدامة في القطاعات الزراعية المستدامة، والتقليل من تأثيرات التغيرات المناخية على الأرض والبيئة.
تسعى الهيئة الوطنية للتعليم والتدريب المهني والتقني إلى تحقيق خضرنة التعليم والتدريب المهني والتقني، حيث يتم من خلالها جعل العملية التعليمية والتدريبية تتوائم مع احتياجات البيئة بما يخفض من التأثيرات البيئية السلبية. وستعمل على توفير مناهج تدريبية معَدَّة خصيصاً لتدريب العاملين في مختلف المجالات على استخدام تقنيات صديقة للبيئة وتكنولوجيا منخفضة الانبعاثات، كما تهدف إلى تعزيز الوعي البيئي لدى العاملين بمختلف المستويات الوظيفية. تُعد هذه الجهود مهمة في إحداث تغيير في العادات والتصرفات اليومية في مجالات العمل والحياة بشكل عام، وتحقيق التنمية المستدامة في جميع المجالات.
كذلك تسعى الهيئة الوطنية للتعليم والتدريب المهني والتقني إلى تعزيز العمل على خضرنة التعليم والتدريب المهني والتقني من خلال خخط عمل مدروسة، وذلك لتلبية احتياجات سوق العمل وتحقيق التنمية الاقتصادية. وتشمل هذه الخطط تحديث المناهج التعليمية وتنمية المهارات المهنية والتدريبية للطلاب والعاملين، وتوفير الفرص للاستثمار في التقنيات الحديثة وتطبيقاتها في الصناعات الحرفية والصناعية المختلفة. ومن بين الفوائد المرجوة من هذه الخطط تحسين فرص العمل وتحقيق الاستقرار الاقتصادي للأفراد وتعزيز المنافسة الدولية للمنتجات والخدمات المحلية. ولتحقيق هذه الأهداف، ينبغي للحكومات والمؤسسات التعليمية والصناعية التعاون والعمل بشكل مشترك من أجل تنفيذ وتحقيق خطط خضرنة التعليم والتدريب المهني والتقني بكفاءة وفاعلية.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية