اعتاد المسلمون في شهر رمضان المبارك على أداء صلاة التراويح في كل عام، ففي رمضان تصدح المساجد بأصوات الأذان وقراءة القرآن في صلاة التراويح، كما ترفع الأدعية لله عزوجل على أمل أن يستجيب لها جميعًا، ولصلاة التراويح لذة لا يعرفها إلا من يصليها بخشوع، وقد سنّها الرسول "صلّى الله عليه وسلّم" فهي سنّة مؤكدة للرّجال والنساء، ويجب أن يغتنموا هذه الأوقات بالعبادة وذكر الله.

وسنوضح لكم في وكالة سوا الإخبارية في هذا المقال، مدة صلاة التراويح في رمضان 2023، والمقصود بصلاة التراويح، ومتى تبدأ ومتى تنتهي الصلاة، بالإضافة إلى أهمية صلاة التراويح في الشهر الفضيل.

ما المقصود بصلاة التراويح؟

يقصد بصلاة التراويح في الشرع على أنَّها صلاة قيام الليل في ليالي شهر رمضان 2023، وهي الصلاة التي تُصلَّى جماعة في كل ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك، وكلمة التراويح جمع لكلمة ترويحة وهي الاستراحة.

وقد سميت صلاة التراويح بهذا الاسم؛ لأنَّ الصحابة الكرام كانوا يصلونها مثنى مثنى، فيستريحون بين كل ركعتين، وتُعدُّ صلاة التراويح سنة مؤكدة عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وهي من الصلوات التي حثَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- المسلمين على أدائها، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قال: "مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ" وقد صلاها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- جماعة ثمَّ ترك الاجتماع عليها خوفًا من أن تُفرض على الناس، فيشق عليهم أداؤها.

مدة صلاة التراويح في رمضان 2023:

إنَّ المدة التي يجوز فيها أداء صلاة التراويح في الإسلام هي الفترة الزمنية التي تمتد من بعد صلاة العشاء في كل ليلة من ليالي رمضان إلى طلوع فجر اليوم التالي، قال الإمام النووي -رحمه الله- تعالى: "يَدْخُلُ وَقْتُ التَّرَاوِيحِ بِالْفَرَاغِ مِنْ صَلاةِ الْعِشَاءِ، ذَكَرَهُ الْبَغَوِيّ وَغَيْرُهُ، وَيَبْقَى إلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ ".

ويفضل أن يصلي المسلم صلاة العشاء، ثمَّ يبدأ بصلاة التراويح مباشرة، فلا يؤخرها أبدًا مع أنَّ التأخير جائز، إلَّا إذا كان إمامًا بالناس فالأولى أن يصلي العشاء، ثمَّ يصلي التراويح بعد العشاء مباشرة، جاء في كتاب المغني لابن قدامة: “قِيلَ للإمام أَحْمَدَ: تُؤَخِّرُ الْقِيَامَ يَعْنِي فِي التَّرَاوِيحِ إلَى آخِرِ اللَّيْلِ؟ قَالَ: لا، سُنَّةُ الْمُسْلِمِينَ أَحَبُّ إلَيَّ”، أمَّا إذا كان المقصود الوقت الزمني الذي يحتاجه المسلم لأداء صلاة التراويح، فتختلف مدة صلاة التراويح باختلاف عدد الركعات التي سيصليها المصلي في هذه الصلاة.

متى تبدأ صلاة التراويح؟

يبدأ وقت صلاة التراويح بعد أداء صلاة العشاء من كل ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك، ولا حرج على المسلم أن آخر هذه الصلاة إلى منتصف الليل، مع أنَّ الأولى أن يؤديها بعد صلاة العشاء مباشرة، وفيما يأتي سوف نسلط الضوء على آراء المذاهب الإسلامية الأربعة في وقت بداية صلاة التراويح من كل يوم:

المذهب الحنفي: عند المذهب الحنفي تبدأ صلاة التراويح بعد صلاة العشاء مباشرة، وتستمر حتَّى إلى قبل صلاة الفجر، وأفضل وقت لأدائها بعد أداء سنة صلاة العشاء.

المذهب الشافعي: يرى الشافعية أن وقت صلاة التراويح يبدأ بعد صلاة العشاء مباشرة، ويستمر إلى ما قبل طلوع الفجر الثاني.

المذهب المالكي: يرى المالكية أن وقت صلاة العشاء مثل وقت صلاة الوتر تمامًا، أي أنَّها تؤدى بعد صلاة العشاء حصرًا.

المذهب الحنبلي: يشدد الحنابلة على ضرورة أداء صلاة التراويح بعد أداء سنة العشاء، ويرون أنه يُكره تأخير سنة صلاة العشاء إلى حين الانتهاء من صلاة التراويح، ويستمر وقت العشاء إلى ما قبل طلوع الفجر الصادق، ويجب أن تُصلَّى التراويح قبل صلاة الوتر، والله أعلم.

متى ينتهي وقت صلاة التراويح؟

أجمع الأئمة الأربعة بأن وقت صلاة التراويح ينتهي ما قبل طلوع الفجر الثاني، أي قبل دخول المسلم في الصيام في اليوم الثاني، وينبغي للمسلم أن يؤديها بعد صلاة العشاء مباشرة وهو الوقت الأفضل عند الشافعية، ولا حرج لو أخرها إلى ما بعد منتصف الليل، مع ضرورة الإشارة إلى أنَّ الأفضل أن يصلي صلاة العشاء وسنة العشاء، ثمَّ يصلي التراويح، ويجب أن تكون التراويح قبل صلاة الوتر أيضًا بحسب ما ذَكر علماء المذهب الحنبلي.

فضائل صلاة التراويح في رمضان:

يعتبر صلاة التراويح أو القيام في شهر رمضان، من أعظم العبادات والقربات التي تقرب العبد إلى الله عزوجل، وورد في فضل القيام عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ".

الاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان قد يدفع إلى إدراك المسلم ل ليلة القدر ، والذي قد جعل الله عزوجل فيها الفضل أكثر من ألف شهر، كذلك قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ“.

كما أنّ صلاة التراويح في الجماعة تكسب المؤمن ثواب القيام في ليلة كاملة. كذلك روى أبو ذرّ -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “من قام مع الإمامِ حتى ينصرفَ كُتب له قيامُ ليلةٍ.

 

المصدر : وكالة سوا