خطبة الجمعة الأولى من رمضان مكتوبة ملتقى الخطباء 2023
خطبة الجمعة الأولى من رمضان مكتوبة ملتقى الخطباء 2023 ، حيث يصادف ثاني أيام الشهر المبارك يوم الجمعة في أغلب الدول العربية والإسلامية ، حيث بدأ المسلمين في تلك الدول صيام أول أيام الشهر المبارك الخميس 23 مارس ، في وقت أعلنت دولتي الهند وبنغلادش أن الجمعة هي أول أيام رمضان 1444 بعد تعذر رؤية هلال الشهر المبارك.
ويبحث عدد كبير من المواطنين والمهتمين والأئمة عن خطبة الجمعة الأولى من رمضان مكتوبة ملتقى الخطباء 2023 ، إذ أن وزارات الأوقاف في معظم الدول العربية والإسلامية أصدرت تعليمات وتعميمات تدعو وتطالب خطباء المساجد بضرورة التركيز على فضل شهر رمضان عبادة وعمل.
خطبة الجمعة الأولى من رمضان
خطبة الجمعة الأولى من رمضان مكتوبة ملتقى الخطباء 2023 :" إِنَّ الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
أَمَّا بَعْدُ: فإنَّه "إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ: فتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطيِنُ" [ متفق عليه ].
إنه شَهْرٌ تَعْظُمُ فِيهِ الْخَيْرَاتُ، وتضاعف الْحَسَنَاتُ، وَتَتَنَزَّلُ الرَّحَمَاتُ، وإن "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" [ متفق عليه ]، و"مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" [متفق عليه].
خطبة الجمعة الأولى من رمضان فيديو
شهر رمضان فيه (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) [القدر: 3] كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يحرص عليها ويَتَحَرَّاها، لذلك "كَانَ رَسُولُ اللهِ -عليه الصلاة والسلام- يُجَاوِرُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، وَيَقُولُ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ" [متفق عليه].
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) [البقرة: 185] و"كَانَ رَسُولُ اللهِ -عليه الصلاة والسلام- أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكونُ فِي رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللهِ -عليه الصلاة والسلام- أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ" [متفق عليه]. شهر رمضان تستحب فيه العمرة، "فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ حَجَّةٌ"[متفق عليه].خطبة الجمعة الأولى من رمضان
خطبة الجمعة الأولى من رمضان ، عباد الله: شهر رمضان شهر عبادة السرِّ، فإن العبد قد يمتنع عن الطعام والشراب وجميع المفطرات-كالصائم وهو غير صائم- لأنه خلا من نية الصيام، أو أنَّ قلبه خالٍ من الإيمان فلا يقبل صيامه وإن صام، وكان مفارقًا لأعظم العبادات تاركًا للصلاة، فإن صومه مردودٌ عليه، لذا فإن الله تعالى نسب الصوم إليه فقال: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ" [رواه البخاري]، "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي" [رواه مسلم].
ومع هذه الفضائل والخيرات والأجور فإنه حتى مع نية الصيام والخلو من الموانع "رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ" [رواه ابن ماجه وصححه الألباني في صحيح الجامع، وصحيح الترغيب والترهيب]؛ لأنه خالط صيامه بما يضاده من لغوٍ ولهوٍ، وضياعِ الأوقاتِ، وفعلِ سوءٍ، وقولٍ باطلٍ، خاب وخسر "وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ" [رواه الترمذي في جامعه والحاكم في مستدركه، وصححه الألباني في صحيح الجامع، والمشكاة].
خطبة الجمعة الأولى من رمضان ملتقى الخطباء
أيها الأحبة: إن العبد المؤمن الحريص على نفحات ربه في شهر رمضان، يكثر من دعاء الله تعالى قبل رمضان أن يُبَلِّغَه الشَّهرَ، وهو في صحة وقوة وعافية، وسلامة وسلام، وأمن وأمان، فإنه كان أناس يُأمِّلون أن يصوموا شهرهم، لكن قَعَدَ بهم عُذْرٌ من الأعذار الشرعية فما استطاعوا الصيام، وآخرون قطعت الآجال عليهم أمانيهم. وإخوة لنا من حولنا يصومون في العراء لما أصابهم من البلاء، وآخرون يصومون في خوف وذعرٍ واضطراب الأمن.
واحمد الله على امتنانه إذا بلَّغَك الله شهر رمضان، وأكثر من دعائه -سبحانه- أن يُتِمَّ عليك النِّعْمَة بتمامه، وبالتوفيق للإحسان في صيامه قيامه.
خطبة الجمعة الأولى من رمضان مكتوبة
وأكثِر -أيها الصائم- من سؤالِه العَوْنَ على أداءِ العبادةِ بإتقان مع الإخلاص، فإن العبد ضعيف بغير عَوْنِ الله، والاستعانة به -جل وعلا- في كلِّ شيء عبادة تحتاج إلى إخلاصٍ وإقبالٍ إليه.
ثم ادعُ الله إذا مضى الشهر أن يتقَبَلَ ما كان فيه من صيام وقيام وصالح الأعمال، وأن يتجاوز عما كان فيه من الخَلَلٍ أو الخطأ والزلل، وأن لا يجعلنا من الخاسرين.
فهذا دأب الصالحين، يقدِّمون الأعمال الصالحة، ويتحرون صِحَّتها وسلامتها من الخلل والنقص، ومع ذلك هم على وَجَلٍ، يخافون أن لا يتقبلها الله منهم، (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) [المؤمنون: 60].
أيها الصوَّام: على الصائم الحريص على خيرات الله في شهر رمضان أن يستغل أوقات رمضان في مرضاة ربه، فلا يضيع ثانية ولا جزءًا منها لم يستثمره في طاعة ربه، فهو بين صلاةٍ وذكرٍ، وتلاوةِ للقرآنِ وتدبرِهِ، وصدقةٍ وبِرٍّ وإحسان، وصلاةِ القيامِ، فـقد جاء عن الحبيب -عليه الصلاة والسلام-: "إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَلَّى مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى ينْصَرف حُسِبَ لَهُ قيام اللَّيْلَة" [رواه أصحاب السنن وأحمد وغيرهم].
وإنَّ الصائم الحريص على مغفرة ربِّه في شهر رمضان أن يجتنب اللغو والرفث، والخصام والجدال، كما أوصاه حبيبه -عليه الصلاة والسلام- إذ قال: "..وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائمٌ،.." [متفق عليه].
خطبة الجمعة الأولى من رمضان مكتوبة
عباد الله: إن الحريص على العتق من النار في شهر رمضان لا يشغله لهوٌ باطل، ولا مقطعٌ تافه، ولا مسلسلٌ هابط، ولا برامجَ ومسابقاتٍ ومنافساتٍ هي للميسر أقربُ إنْ لم تكنْ منه، ولا يضيع أوقاتَه في متابعةِ قنوات مُفْسِدَة، ولا الدخُولُ على مواقع وبرامج مهلكة.
فالصيام -أيها لأحبة- لا يعني الإمساك عن الطعام والشراب والنكاح فقط، بل هو إمساك للبصر، فلا يُطْلَقُ ليتتبع الغيد الحسان، وإمساك للسمع فلا يلتفتُ لأنغامٍ ولا ألحانٍ، وإمساك للسان فلا يلفظُ بالفُحْشِ والبذاءة ورخيصِ الكلام، وإمساكٌ لليَدِ فلا تمتدُّ إلى ما حرَّم الله، وإمساك للأقدام أن تَسيرَ إلى ما يُغضب الله.
فاتقوا الله -عباد الله- واحرصوا على اغتنام هذه الأيام المباركات، واستثمارها فيما يرفعكم عند ربكم.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
خطبة الجمعة الأولى من رمضان - الثانية
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ وأكثروا من دعائه فقد قال الحبيب -عليه الصلاة والسلام-: "ثَلاَثُ دَعَوَاتٍ لاَ تُرَدُّ: دَعْوَةُ الْوَالِدِ، وَدَعْوَةُ الصَّائِمِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ" [حسنه الألباني في صحيح الجامع]، وقال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة: 186] وقد جعلها تعالى متوسطة آيات الصيام في سورة البقرة.
فاحرص -أيها الصائم- على أن تكون لك دعوة في يوم صومك، وأَلِحَّ على ربك في الدعاء، وأكثر من الطلب وادعو دعوة مضطر، ولا تبخل على نفسك، فإنَّ ربك قريب رحيم مجيب، ولا يختص ذلك بوقت الإفطار.
وفي ختام خطبة الجمعة الأولى من رمضان يقول الخطيب أيها الصائمون: إنَّ "فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ: أَكْلَةُ السَّحَرِ" [رواه مسلم]. فاحرصوا على السحور -أيها الصوَّام- فإنَّ "السَّحُورُ أَكْلُهُ بَرَكَةٌ، فَلَا تَدَعُوهُ وَلَو أَنْ يَجرَعَ أحَدُكُمْ جُرْعَةً مِنْ مَاءٍ؛ فَإِنَّ اللهَ ومَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى المُتسَحِّرِينَ" [روه احمد، وحسنه الألباني في صحيح الجامع].