"ليس هناك شعب فلسطيني، هذه التسمية اخترعت منذ مائة عام، هل هناك مَلك فلسطيني، وما هي لغتهم، وما عملتهم؟ الموجودون هم عرب وصلوا إلى أرض إسرائيل مع الهجرة اليهودية"! هذا البيان صدر في باريس يوم 20-3-2023 على لسان العنصري سموتريتش، ظهر على المنصة شعار عصابة الأرغون والإتسل المكون من خريطة فلسطين والأردن وسورية وهو الشعار المركزي للعصابة!  


الغريب أن ماكرون الرئيس الفرنسي ردَّد العام 2021 في المكان نفسه شعاراً مشابهاً قال: "الأمة الجزائرية مُخترعة قبل مائة عام، لا وجود للأمة الجزائرية قبل الاحتلال الفرنسي العام 1830"!


كلاهما يعتمد العقيدة العنصرية الإقصائية نفسها، وهي نفي الآخرين المختلفين في العرق والمذهب من الوجود، وأنا أرجح أنهما تتلمذا على يد معلمهما الفيلسوف الفرنسي الصهيوني، برنارد هنري ليفي، عرَّاب مسلسل خراب الوطن العربي!


سموتريتش وبن غفير هما تلميذا العنصري مائير كاهانا، هما من سلالة العنصريين ممن يحقنون في طلابهم الأباطيل المنسوبة للدين، فهم يُحرِّمون على طلاب المدارس الدينية اليهودية تعلّم اللغات الأجنبية، وتعلّم الرياضيات والعلوم، لأن هذه المواد تُنير العقول، وتجعلها غير قابلة لشحن الهرطقات، ثم يعيدون شحن تلك العقول الفارغة بأضاليلهم المنسوجة في كتبهم الغابرة، بادعاء أنهم يحفظون التوراة!


إن أقوال سموتريتش هذه تخفي وراءها عقيدته الحقيقية، وهي لا وجود لكل الأجناس الأخرى ممن هم ليسوا يهوداً ولا ينتمون إلى عقيدته الحريدية، ليس لهم الحق في الوجود في كل الأرض الواقعة بين نهر النيل ونهر الفرات ويشمل كل العرب والمسلمين والمسيحيين، حتى أنه ينكر اليهود غير الحريديم، إنه من مدرسة الحاخامين العنصريين ممن يرون في بقية البشر من غير اليهود هياكل بشرية خلقها الله على شاكلة البشر لخدمة اليهود (الأفندية) فقط، هذا ما قاله كبير الحاخامين، عوفاديا يوسيف في درسه الأسبوعي العام 2013 !


سموتريتش لم يُلقِ قنبلة على الفلسطينيين، بل إنه جهر بعقيدته الراسخة وهي الهزة الأولى قبل الزلزال الكبير، وصولاً إلى عصر اليوبيل، عندما يعود الماشيح المنتظر، بعد معركة هرمجدون ويصبح سموتريتش وأتباعه ملوكاً متوجين، حينئذ يدخل المهزومون في الدين اليهودي أفواجاً! هذه هي عقيدة سموتريتش وبن غفير!
نسي كثيرون أيضاً قصة زوجة سموتريتش العام 2016 عندما رفضت أن تضع مولودها في غرفة مشتركة مع امرأة فلسطينية، طلبت تغيير المكان لتلد مع امرأة يهودية، برَّر سموتريتش ذلك قائلاً: "كانت زوجتي على حق، كيف تجلس في غرفة امرأة عربية قد تلد مولوداً عربياً سيقتل ابني عندما يكبر؟"!


هو ذاته الذي قال أمام عدسات الإعلام الإسرائيلي: "العرب في إسرائيل ساكنون مؤقتون، ستصبح كل الضفة الغربية مستوطنات يهودية داخل حدود إسرائيل"، هو الذي قال موجهاً حديثه للجيش: "أطلقوا النار على كل عربي يحمل حجراً في يده، وهو الذي قال أخيراً: يجب محو بلدة حوارة الفلسطينية عن الوجود!


سموتريتش هو المسؤول الأول عن جمعية، ريغافيم، وهي جمعية استيطانية هدفها تفريغ النقب والبلدات الفلسطينية، تمهيداً لإسكان المُهجرين اليهود، وريغافيم، تعني اغتصاب الأرض قطعة بعد قطعة!


عنصرية سموتريتش أوصلته للحكم، فأصبح أهم شخصية سياسية، فهو اليوم وزير للمالية، ووزير ثان للجيش، هذان المنصبان هما أهم منصبين في إسرائيل،
تذكروا أيضاً أن سموتريتش هو الشخصية الأولى في حزب الاتحاد الوطني الديني، وهو أيضاً العنصري الأول، من كتيبة شبيبة المستوطنين سيخلفه عنصريون آخرون على شاكلته، مستغلين حالة الانقسام الفلسطيني، والغفوة العربية، والجفوة الإسلامية، وتواطؤ أميركا المستور لينفذوا مخططهم العنصري بتهجير كل المختلفين عنهم في السلالة والعقيدة وطريقة الحياة!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد