"معركة كبرى"
آخر مستجدات إضراب الأسرى في السجون الإسرائيلية
بدأ عدد من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي مساء يوم الثلاثاء 21 مارس 2023 ، إضرابهم المفتوح عن الطعام ، في ظل تهديدات إسرائيلية باتخاذ إجراءات "تأديبية" عقب إضراب الأسرى .
إضراب الأسرى
وحول إضراب الأسرى ، قالت مصلحة السجون الإسرائيلية: "أعلن مساء اليوم 6 أسرى فلسطينيين بدء إضراب مفتوح عن الطعام في سجون نفحة وكتسيوت وريمون وجلبوع - مصلحة السجون ستتخذ ضدهم إجراءات تأديبية".
وأكدت واعد للأسرى، أن "نخبة جديدة من قيادات الفصائل تعلن خوضها الإضراب عن الطعام ردًا على التلويح الإسرائيلي بمعاقبة قيادات الفصائل التي أضربت اليوم".
اقرأ/ي أيضًا: طقس فلسطين أول أيام شهر رمضان 2023
اقرأ/ي أيضًا: الاحتلال يعتقل مواطنًا من غزة أثناء عودته عبر معبر إيرز
توعد وتهديد
وبعد إضراب الأسرى ، توعدت إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي قيادة لجنة الطوارئ العليا التي أعلنت الإضراب عن الطعام هذا اليوم بتنفيذ إجراءات ضدهم، في حين أكد الأسرى أن معركتهم الكبرى قد بدأت وسيواصلونها بكل عزمٍ وإيمان.
في حين شددت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير عقب إضراب الأسرى ، أنّ تلك التهديدات متوقعة، وهي جزء من سياسات الاحتلال ضد الأسرى، ومع ذلك فإن الأسرى ومن كافة الفصائل وعلى قاعدة الوحدة، سيخوضون معركتهم تحت شعار (بركان الحرية أو الشهادة).
ونفّذ الأسرى في السجون الإسرائيلية بالتزامن مع الوقفات الإسنادية لهم في محافظات الوطن، خطوة "الإرباك الليلي" بهتاف واحد "حرّيّة"، وذلك ضمن خطوات العصيان المستمرة لليوم ال36 على التوالي.
يشار إلى أن خطوات الأسرى تتزامن ع إعلان أعضاء لجنة الطوارئ العليا للحركة الأسيرة الإضراب عن الطعام، وإلى جانبهم عميد الأسرى محمد الطوس، رفضًا لإجراءات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير.
وصية الأسرى
وكان الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي أعلنوا يوم الأحد 19 مارس 2023، عن وصيتهم الجماعية قبيل أيام على الشروع بمعركة الإضراب (بركان الحرّيّة أو الشّهادة).
وجاءت وصية الأسرى كما يلي:
إضراب الأسرى .. “بعد أن وجدنا أنفسنا وحيدين في مواجهة الموت والنسيان، نصارع المستحيل ونحن أسرى، نحَاصر حتّى النهاية، بين فكيّ كماشة الإهمال، وأنياب (بن غفير) الاستعمارية، قررنا بملء الإرادات المؤمنة، المنبثقة من رحم وعينا التحرريّ والإنسانيّ، بعد التّوكل على الله، وإرادة شعبنا الحي، أن ننطلق سهاماً من على أوتار أرواحنا المتمردة، فإما حرّيّة حمراء مخضبة بالجوع، والكرامة، وإمّا انتصار أكيد على الذات، والدنيا معاً.
وفي ملف إضراب الأسرى جاء في وصيتهم : "ثقوا بنا، ثقوا بإرادة الأسـرى يا شعب الجبارين، والمقاومة، فكما عرفتمونا أحرارًا، كنّا وما زلنا، مشاريع شهادة، عناوين حرّيّة واجبة، عتلات نضالية مهمة، يشهد لثباتها الفلسطينيّ الأكيد في ميادين المواجهة، وساحات الاشتباك، صفرية المسافة، أحادية الخيار، والقبلة، وروافع وطنية ملهمة أيضًا، يمكن البناء، والرهان عليها، أيّما رهان في كل زمان، ومكان، هذا قدر الأحرّار، وها قد انبرت له أرواحنا منتصبة، سنصنع وإياكم أقدارنا الحرّة، من حبات الضوء المسربل من حدقات العيون، ونفحات الأرواح المعلقة بأهداب الحرّيّة، وخيطها السّميك، شعب الشّهداء والأسرى في دروب الحرّيّة، ونحن نقف وإياكم على عتبات المواجهة الفارقة نحييكم، وفي تحيتنا، كثير حبٍ وشوق، و شيء من أرواحنا التي لا تستطيب إلا لعناقكم، في فضاء الحرّيّة الرّحبة".
نقف في ثبات، وشموخ لمشاريع شهادة، تتوثب أرواحنا الحرّة من أعماق مدفنها الحجريّ، مراهنين على ضمائركم الحيّة، وعلى سواعدكم السّمراء بالآن نفسه، وقبل أن نكتمل بأسباب الرحيل نوصيكم بنّا خيراً، لا تتركونا وحدنا في ساحات المعركة، مكشوفين لسهام الغزاة، احموا أرواحنا وظهورنا، فأنتم أحادي القيم والمبادئ، والرهان عليكم كاسب، حرّرونا ونحن أسرى أحياء، قبل أنّ نكون جثثاً ميتة وأرقام، حرّرونا من مدافننا الحديدية الباردة، حرّرونا من ثلاجات الموتى، حرّرونا من مقابر الأحياء، قبل أن نتحوّل إلى شواهد منسية في مقابر الأرقام، فحرّرونا مرةً، وللأبد كي تحرّروا أرواحنا الإنسانية، حتّى حدود سمائها السّابعة واعلموا أنّ حرُّيتنا واجبة، سننتزعها من بين براثن المستعمر، بقوة الحقّ، وإرادة الحياة، فهي حقّ ودين، والتّاريخ لا يرحم مثلما لا يغفر.
نوصيكم خيراً بسّبع جوهريات ثقال، بفلسطين وروايتها التّاريخية، بالمقاومة الشّاملة، والوحدة الوطنية، بأهالي الشّهداء والأسرى، بالمرأة الفلسطينيّة حارسة نارنا المقدسة، بالديمقراطية الفلسطينيّة، والتّعدّديّة السّياسية، في الوعيّ التحرريّ، والهوية الوطنيّة الجامعة.
والجغرافيات التّحرّريّة الأربع: جغرافية الشّهداء النّموذج والرمز الملهم، جغرافية الأسـرى عناوين الفعل والحرّيّة الواجبة، جغرافية المخيم جوهر القضية، وحقّ العودة، وجغرافية الحركة الطلابية الوعيّ والعنفوان الشّبابي.”