اختصاصي يجيب.. هل الوقاية من الأمراض الخطيرة ممكنة ؟
كثيرين يواجهون صعوبة في اتخاذ إجراءات بسيطة يمكن أن تساعدهم على العيش بصحة جيدة، بعيداً عن الأمراض المزمنة، وأبرزها أمراض القلب والشرايين، مرض السكري، الأمراض السرطانية وغيرها. فجودة الحياة تعتمد على صحة الجسم الجيدة والمتينة.
أطلع من الدكتور ستيفن كوبيكي، الطبيب الاختصاصي في الوقاية من أمراض القلب في مايو كلينك، رؤيته ونصائحه حول طرق الحفاظ على الصحة وتحسين جودة الحياة من خلال عادات وتغييرات بسيطة في نمط الحياة اليومية، وكان ذلك خلال المشاركة في ندوة إعلامية عبر الإنترنت.
فيما استهل الدكتور كوبيكي، الذي نجا من الإصابة بمرض السرطان مرتين، حديثه قائلاً: "دائماً ستكون هناك عوامل ومخاطر صحية خارجة عن سيطرتنا مثل العوامل الوراثية أو جنسك أو العمر أو مثلاً جائحة عالمية. لكن يمكننا التحكم في عوامل أخرى، مثل ما نتناوله وندخله إلى أجسامنا، وما نقوم به من تمارين وأنشطة وجودة النوم الذي نحصل عليه. يجب أن تكون الوقاية الركن الأساسي في الطب لأنها تعزز جاهزيتنا لكل ما هو غير متوقع."
نعم لبعض العادات الصحية
وتحدث الدكتور" كوبيكي" إلى مجموعة من المواضيع التي تتصل بالصحة، ولعل أبرزها، أهمية التركيز على الأساسيات لتحقيق الفائدة على المدى البعيد، بدلاً من البحث عن "الابتكار الشافي"و ضرورة الطلب إلى المرضى النظر إلى صحتهم باعتبارها وظيفة جديدة "بدوام جزئي" .
وأضاف، أهمية اتباع العادات الغذائية الجيدة والتي باتت المعلومات حولها متوفرة في وسائل الإعلام المعروفة، والتي تُطلع الأفراد على دراسات وأخبار جديدة في التغذية، وأنواع التمارين الرياضية وفوائدها، وطرق إدارة الوزن للتخلص من السمنة التي تعتبر من الأسباب الرئيسة للإصابة بالأمراض الخطيرة، وعدد ساعات النوم الضرورية وطرق محاربة الأرق، وأساليب علاج التوتر والإجهاد اللذين يعتبران من أمراض العصر. كما ضرورة التخلي عن التدخين والمشروبات الضارّة بالصحة، والطرق المتوفرة من أجل المساعدة على ذلك.
وأكد الدكتور" كوبيكي" أن إجراء تغييرات صحية قد يبدو تحدياً صعباً، لكن التعديلات الصغيرة والسهلة في نمط الحياة قد تساعد في استدامة هذه التغييرات على المدى الطويل، وتؤمن الوقاية من الأمراض.
إخماد الجينات المصابة ممكن
ورداً على سؤال طُرح خلال الندوة ، حول إمكانية الإصابة بمرض الزهايمر في حال كان الشخص حاملاً للجين ومتبّعاً للعادات الصحية التي تحدث عنها، ردَّ الدكتور كوبيكي قائلاً:" إنّ اتباع نظام غذائي صحي يتضمن العناصر الغذائية الطبيعية غير المصنّعة، ومزاولة الرياضة يومياً، والابتعاد عن التدخين وعن الملوثات والسموم الأخرى التي يمكن أن نُدخلها إلى أجسامنا، تساهم في إبقاء الجين خامداً. مما قد ينفي حتمية الإصابة بالمرض. وهذا الأمر ينسحب أيضاً على الأمراض الأخرى، وليس فقط على مرض الزهايمر".