لماذا يصوم المسلمون في شهر رمضان؟
لماذا يصوم المسلمون في شهر رمضان ؟ - مع اقتراب شهر رمضان، يستعد المسلمون لصوم شهر رمضان وتأدية عبادته على أكمل وجه, ولكن يتساءل البعض من الناس عن سبب صوم المسلمون والمسلمات في شهر رمضان الفضيل. فتقدم لكم وكالة سوا الإخبارية إجابة لتساءلتكم.
شهر رمضان هو واحد من أشهر السنة الهجرية, ومن أعظمها عند المسلمين وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن، قال الله تعالى : ” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ” .
لماذا يصوم المسلمون في شهر رمضان؟
يصوم المسلمون في شهر رمضان لأن الله تعالى أمرهم بذلك، بقوله سبحانه تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} البقرة/183.
والمؤمن يبادر إلى امتثال أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عملاً بقوله تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} النور/51.
وقوله: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً} الأحزاب /36.
من حكمة الله تنوع العبادات لاختبار المكلّف
"من حكمة الله عز وجل، أن الله نوع العبادات في التكليف؛ ليختبر المكلف كيف يكون امتثاله لهذه الأنواع، فهل يمتثل ويقبل ما يوافق طبعه، أو يمتثل ما به رضا الله عز وجل؟ فإذا تأملنا العبادات الخمس: الشهادة والصلاة، والزكاة، والصوم، والحج وجدنا أن بعضها بدني محض، وبعضها مالي محض، وبعضها مركب، حتى يتبين الشحيح من الجواد، فربما يهون على بعض الناس أن يصلي ألف ركعة، ولا يبذل درهما، وربما يهون على بعض الناس أن يبذل ألف درهم ولا يصلي ركعة واحدة.
فجاءت الشريعة بالتقسيم والتنويع حتى يعرف من يمتثل تعبدا لله، ومن يمتثل تبعا لهواه.
فالصلاة مثلا عبادة بدنية محضة وما يجب لها مما يحتاج إلى المال كماء الوضوء الذي يشتريه الإنسان، والثياب لستر العورة تابع، وليس داخلا في صلب العبادة.
والزكاة: مالية محضة، وما تحتاج إليه من عمل بدني كإحصاء المال وحسابه، ونقل الزكاة إلى الفقير والمستحق فهو تابع، وليس داخلا في صلب العبادة.
والحج: مركب من مال وبدن إلا في أهل مكة فقد لا يحتاجون إلى المال، لكن هذا شيء نادر، أو قليل بالنسبة لغير أهل مكة.
والجهاد في سبيل الله: مركب من مال وبدن، ربما يستحق المال وربما يستحق البدن.
والتكليف أيضا ينقسم إلى: كف عن المحبوبات، وإلى بذل للمحبوبات، وهذا نوع من التكليف أيضا.
كف عن المحبوبات مثل: الصوم، وبذل للمحبوبات كالزكاة؛ لأن المال محبوب إلى النفس، فلا يبذل المال المحبوب إلى النفس إلا لشيء أحب منه.
وكذلك الكف عن المحبوبات، وربما يهون على المرء أن ينفق ألف درهم، ولا يصوم يوما واحدا أو بالعكس" اهـ قاله الشيخ ابن عثيمين في "الشرح الممتع" (6/190).
الحكمة من مشروعية الصيام
وسئل الشيخ ابن عثيمين عن الحكمة من إيجاب الصوم؟ وأجاب كالتالي: إذا قرأنا قول الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة /183، عرفنا ما هي الحكمة من إيجاب الصوم، وهي التقوى والتعبد لله سبحانه وتعالى، والتقوى هي ترك المحارم وهو عند الإطلاق تشمل فعل المأمور به وترك المحظور، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ) رواه البخاري (6057).
وعلى هذا يتأكد على الصائم القيام بالواجبات وكذلك اجتناب المحرمات من الأقوال والأفعال، فلا يغتاب الناس ولا يكذب، ولا ينم بينهم، ولا يبيع بيعا محرما، ويجتنب جميع المحرمات، وإذا فعل الإنسان ذلك في شهر كامل فإن نفسه سوف تستقيم بقية العام. ولكن المؤسف أن كثيرا من الصائمين لا يفرقون بين يوم صومهم ويوم فطرهم فهم على العادة التي هم عليها من ترك الواجبات وفعل المحرمات، ولا تشعر أن عليه وقار الصوم، وهذه الأفعال لا تبطل الصوم، ولكن تنقص من أجره، وربما عند المعادلة ترجح على أجر الصوم فيضيع ثوابه اهـ.
اقرأ أيضًا: أدعية استقبال شهر رمضان 2023
الحكمة من صوم شهر رمضان وفقًا لمجلة رجيم:
- صيام شهر رمضان يعزز تقوى الله تعالى في القلوب، وهذا ما يؤكده كلام الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، حيث قال تعالى أن الصيام يحقق التقوى في القلوب، فقال:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ “، وبالتالي فإن تقوى الله في القلوب ستتحقق بالصيام لأنه وسيلة كبيرة لتحقيقها كما أخبرنا الله عز وجل.
- صيام شهر رمضان فيه معنى الشكر لله سبحانه وتعالى على النعم التي رزقنا بها، والتي ألفناها لدرجة أننا لا نشعر الآن بمدى أهميتها، لذا فإن صيام شهر رمضان يجعلنا نتذكر هذه النعم ونشكر الله سبحانه وتعالى عليها.
- الصيام تهذيب للنفوس، فهو يحسن من طباعها، ويساعد في تعزيز الأخلاق الحسنة.
- الصيام يساعد في تعزيز الشعور بالرحمة في القلوب، يجعلنا نشعر بشعور الفقراء الذين لا مأوى ولا طعام لهم، وأن شعورنا بالجوع في هذا الوقت القصير هو شعورهم الدائم وبالتالي نعطف عليهم ونتصدق عليهم.
- الصيام يساعد في الحصول على أجر كبير من الله تعالى، وثواب هائل، فمن صام رمضان وهو يخلص نيته لله سبحانه وتعالى يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، حيث يروي أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال:” مَن صامَ رمضانَ إيماناً واحتساباً، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ، ومَن قامَ ليلةَ القدرِ إيماناً واحتِساباً غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ”.
- الصيام سبب في دخول الجنة، حيث أن الله أعد باب مخصوص للجنة لا يدخله إلا الصائمون، وهذا تكريم لهم، فقد روى سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال:” إنَّ في الجنَّةِ باباً يُقالُ له: الرَّيَّانُ، يَدخُلُ مِنه الصَّائمونَ يومَ القيامَةِ، لا يَدخُلُ مِنه أَحدٌ غيرُهُم، يُقالُ: أينَ الصَّائمونَ؟ فيَقومونَ لا يَدخُلُ مِنه أَحدٌ غيرُهُم، فإذا دَخَلوا أُغلِقَ، فلن يَدخُلَ مِنه أَحدٌ”.
وهكذا متابعين وكالة سوا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال "لماذا يصوم المسلمون في شهر رمضان؟" ونكون قد تحدثنا عن لماذا يصوم المسلمون في شهر رمضان؟, ومن حكمة الله تنوع العبادات لاختبار المكلّف, والحكمة من مشروعية الصيام.