تجري عمليات حثيثة للتنقيب عن أحفاد عشر قبائل يهودية ضائعة حتى الآن في دول العالم، لكي يكونوا بديلاً عن سكان فلسطين الأصليين، فالإسرائيليون يتكونون من اثنتي عشرة قبيلة، لا يوجد من هذه القبائل الاثنتي عشرة في فلسطين سوى قبيلتين ونصف فقط هما، قبيلة يهودا في الجنوب، وقبيلة بنيامين في الشمال، وجزء من قبيلة لاوي، أما القبائل العشرة الباقية موزعة في العالم.

كشفت الأخبار عن بعض آليات اكتشاف هذه القبائل، وعن خطط تهويدهم ومنحهم حق العودة وإحلالهم مكان الفلسطينيين سكان الأرض الأصليين، في مقابل طرد وإلغاء حق الفلسطينيين في الإقامة في أرضهم!

ما يجري اليوم ليس صدفة أو عملاً فردياً، بل هو مخططٌ يجري ليصب في نهر عمليات التنقيب الحثيثة المستمرة، تشترك فيها جمعيات ومؤسسات ومعظم وزارات حكومة إسرائيل الحالية على وجه الخصوص!

هناك حاخامون يجوبون كل أنحاء العالم للبحث عن أحفاد تلك القبائل الضائعة، وهناك رؤساء جمعيات، مثل جمعية "شافي إسرائيل"، على رأسها متشل فروند، الممنوح جائزة إسرائيل لجهوده في اكتشاف أحفاد قبيلة منشه في مدينة أمانبور الهندية، ويزعمون أنهم ضائعون منذ السبي البابلي عام 586 ق.م، معظم أحفاد هذه القبيلة هُجِّروا إلى أرضنا منذ سنوات!

لم تقتصر جهود متشل فروند على قبيلة منشه الهندية، بل أشرف كذلك على اكتشاف يهود الصين في مدينة كايفونغ وشنغهاي وغيرها!

هناك طاقم من الباحثين في جامعة كولومبيا في نيويورك، يُشرف عليهم البرفسور، رودي روخمان مختص في البحث عن سلالات هذه القبائل الضائعة!

لم يقتصر الأمر على الباحثين، بل إن هناك حاخامين مختصين في اكتشاف أحفاد هذه القبائل، وعلى رأسهم، الحاخام إلياهو برنباوم (يهودا العولامي) عضو الحاخامية الرئيسة في إسرائيل، هذا الحاخام اكتشف قبيلة (الإيغبو) الإفريقية في نيجيريا، ونسبهم إلى قبيلة جاد اليهودية الضائعة، وهو يجري عمليات التهويد لمنحهم حق العودة، لأنهم يحيون طقوس السبت، ويأكلون الطعام اليهودي الحلال، وادَّعَوا أن اسم (الإيغبو) محرف من التسمية القديمة (العبري)!

أما الحاخام مردخاي يوسيف، فهو يدير مركزاً في لوس أنجلوس في المجال نفسه، وهو يُشرك الأمم المتحدة معه في جهوده لاستعادة أحفاد اليهود الإفريقيين السود.

ومن طرائف اكتشافات أحفاد القبائل العشر الضائعة ما رواه الصحافي، تروي فرتسهاند، كيف اكتشف أحد الحاخامين في البرتغال قبيلة يهودية ضائعة، لأنهم يذبحون الحيوانات على الطريقة اليهودية!

هناك كتيبة تنقيب أخرى مختصة في فحص الجينات البشرية، ووضع خريطة لجينات اليهود، لذلك فإن مَن يرغب في اعتناق الدين اليهودي عليه أن يُثبت أن جيناته تخضع للخريطة الجينية اليهودية!

سأظل أذكر نجاح إسرائيل في اكتشاف يهود (المارانو) أو الكنفرسوس، أو الكريبتو في أسبانيا، ممن فرض عليهم الأسبان الدين المسيحي عام 1492م، نجحت إسرائيل في منح عشرات آلاف من أحفادهم الجنسيات الإسبانية والبرتغالية والبلجيكية، ليتلقوا المرتبات والتأمينات الاجتماعية، ويلتحق أحفادُ الباقين بقبائل اليهود الضائعين، تمهيداً لتهجيرهم!

للأسف، فإن إسرائيل هي الوحيدة في العالم السائرة عكس عصر العولمة، عصر الانفتاح والمساواة، ونبذ العنصريات، فهي تسعى لإعادة الجينات القبلية والأعراق الإثنية البائدة، وإلى التمييز بين عنصرٍ نقي سامٍ، وآخر خادمٍ حقير!

إن التنقيب عن القبائل اليهودية الضائعة لتهجيرهم إلى هنا، يهدف لإعادة ترتيب العالم وفق الجينات الموروثة، لذا يجب أن يعتبره العالمُ أجمع تمييزاً عنصرياً وعرقياً! لهذا السبب يجب رفع شعار رئيس يقول: (أهل فلسطين هم مناضلون بالنيابة عن العالم، مناضلون ضد هذه العنصرية والتمييز العرقي والديني)!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد