عام على الحرب.. أطلال منازل غزة على حالها وأوضاع الغزيين تزداد سوءاً
غزة / خاص سوا / أيام قليلة تفصلنا عن الذكرى الأولى للحرب المدمرة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة صيف العام الماضي، ولكن بعد مرور العام ما تزال أوضاع الغزيين الصعبة كما هي.
وشن الاحتلال الإسرائيلي حرباً ضارية على قطاع غزة العام الماضي راح ضحيتها أكثر من ألفي شهيد، وأصيب قرابة عشرة آلاف آخرين، فيما تم تدمير عشرات آلاف المنازل ما بين تدمير كلي وجزئي.
تلك الحرب التي خلفت أوضاعًا معيشية صعبة، إضافة إلى تسببها في تشريد آلاف العائلات التي دمرت بيوتهم، ومع ذلك اقترب عام دون تقدم في قضية إعادة الإعمار أو فتح المعابر الحدودية وتحديداً مع إسرائيل، بل إن المؤشرات تفيد بأن الأوضاع تزداد سواءً وتنذر بحدوث انفجار وشيك إذا ما بقي الوضع على حاله.
لا يوجد انفراج
المحلل الاقتصادي "معين رجب" أكد أن قطاع غزة ما زالت تعيش في حالة ركود اقتصادي، مما يؤدي ذلك إلى حدوث أضرارًا بليغة في الاقتصاد الفلسطيني.
وقال رجب في حديث خاص لوكالة (سوا): "لم نشهد خطوات فعالة يتم تنفيذها على أرض الواقع، تتجاوز حالة الركود الاقتصادي التي يعيشها قطاع غزة، منذ عدة أعوام، والتي تفاقمت بعد الحرب الأخيرة العام الماضي".
وأضاف "كان المأمول في تحسن الأوضاع الجارية هو إعادة إعمار ما دمره الاحتلال، لكن ذلك لم يحدث حتى اللحظة، الأمر الذي ينذر بخطورة الوضع القائم حاليًا في القطاع".
وأشار إلى أن الاحتلال ما زال يواصل فرض حصاره على القطاع للعام الثامن على التوالي، من خلال إغلاق المعابر الحدودية، وعدم إدخال المواد اللازمة لإعادة الإعمار.
بدوره، قال المحلل الاقتصادي "محسن أبو رمضان"، إن أهم أسباب عدم التقدم في فك الحصار وحل المشكلات الإدارية القائمة يعود إلى استمرار الحصار الإسرائيلي للعام الثامن واخفاق الحكومة بمعالجة القضايا العالقة في القطاع.
وبحسب ما تحدث به أبو رمضان لـ (سوا)، فإن اخفاق المجتمع الدولي وعدم التزامه بما تم الاتفاق عليه في مؤتمر القاهرة لدعم قطاع غزة، وتقديم الدول المانحة دعمًا ماليًا لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال.
أما السبب الثاني أيضًا هو عدم قدرة المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل لفك الحصار واللجوء إلى خطة سيري للإعادة الإعمار، وفق أبو رمضان.
السيناريوهات المتوقعة
واستعرض المحللان أهم السيناريوهات المتوقعة للأوضاع الجارية في قطاع غزة، إذا بقيت الأمور على حالها.
وتوّقع رجب أن تزداد أوضاع القطاع سوءاً إذا بقي الحال كما هو دون إعادة إعمار وفتح المعابر، بل سيكون هناك "انفجاراً وشيكاً".
وقال "نحن نعيش في أوضاع ضبابية يصعب التكهن بها، نظرًا لوجود بعض الحديث والتحركات عن إيجاد حلول رامية لحل الأزمة، لكن دون تطبيقها فعليًا على أرض الواقع"، مشيرًا إلى أن ما تم ادخاله من مواد البناء عبر معبر رفح ليس كافيًا لحل الأزمة بشكل كبير".
وطالب رجب، بضرورة انهاء الانقسام بين شطري الوطن، واتمام المصالحة الفلسطينية ، من أجل الوصول إلى حلول تؤدي إلى تحسين أوضاع قطاع غزة.
وبالعودة إلى أبو رمضان، فإنه توّقع أن ينجح المجتمع الدولي بتخفيف الحصار المفروض على غزة، بما يسمح بحرية الحركة وتشغيل معبر رفح وإمكانية إنشاء ممر مائي، وهو ما سيؤدي إلى تسريع عجلة إعادة الإعمار.
أما التوجه الآخر، فهو أن الأوضاع ستبقى كما هي بل وستزداد سوءًا، ما ينذر بحدوث انفجار في غزة، لكنه استدرك قائلًا "يبدو أن المساعي الجارية حاليًا جادة باتجاه انفراج الأوضاع الحالية"، لافتًا إلى أن العوامل السياسية تلعب دورًا مهما في تحسين الأوضاع.
وكانت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين " الأونروا " قد أكدت على ضرورة إعادة الاعمار لعدد كبير من العائلات المتضررة، مشيرةً إلى أنه مع استمرار عمليات التقييم التي تقوم بها "الأونروا" يتضح أن عدد المنازل المدمرة في أحدث احصاء حتى الآن بلغ 100 ألف منزل يسكنها حوالي 600 ألف مواطن.