شكلت انتخابات مجلس إدارة الغرفة التجارية بمدينة غزة ، التي جرت أمس السبت 2023/1/21 تجربة ناجحة، ونأمل أن تشكل بارقة أمل نحو عقد انتخابات عامة وشاملة ومتزامنة في كل الأراضي الفلسطينية من أجل التغيير المنشود، فهي خطوة تمهيدية لنتائج مهمة قادمة، خاصة أن الوضع الفلسطيني الراهن أصبح شديد الخطورة، ولسان حال الناس يقول: لم يعد أمامنا من وقت، لقد انتظرنا بما فيه الكفاية، والانتظار هو تآكل لوجودنا وانهيار لقدراتنا.

علينا أن نعترف أن القابضين على زمام الأمور ما زالوا داخل أسوار الذاتية المطلقة؛ بسبب عدم نضوج الفكرة الوطنية الجامعة لديهم في ظل الفجوة المتسعة بين القول والفعل، واستمرار تآكل قدرات النظام السياسي الفلسطيني بفعل استمرار الجمود السياسي والخضوع المتعاظم للعامل الخارجي، وانتماء المؤسسات القائمة إلى نمط النظام القديم الذي تعطلت وظائفه وشاخت إلى حد بعيد، وأن الشعب الفلسطيني الأعزل الذي أمضى جل الوقت يحصد بذور الانقسام والتفكك والضعف في جميع مناحي الحياة يرفض أن يكون جزءاً من المشكلة، بل أن يكون جزءاً من الحل.

إن فلسطين تحتاج اليوم إلى مؤسسة قوية وقيادة قادرة على مواكبة هذا الزخم الكبير، والتقاط الفرصة وعدم الانتظار بأن تتحمل دورها، والإجابة على الأسئلة الجديدة التي يطرحها الشعب الفلسطيني، وتتعلق بفرص إثبات الذات، وأولى هذه المهمات تعزيز صمود الجماهير في الثبات على أرضهم، وفي خلق اقتصاد متين يساعدهم على استقرار أمنهم.

إن العلاج يكون – دوماً – بتسمية الأشياء بأسمائها رغم بشاعة بعضها، فلا يحرث الأرض إلا عجولها، ولا يحمي الوطن إلا أبناؤه، ودرء المخاطر يكون باكتساب المناعة التي تهدف إلى وضع حد لدوّامة الانقسام، ويكون أيضاً باعتبار السلطة وكالة يُحاسب أصحابها على حسن تأديتها أمام موكليهم سلباً أو إيجاباً، وليس مطلوباً منا أن نعيد اختراع الدولاب، فالمطلوب عدم عرقلة دوران الدولاب للانتقال مما نحن فيه إلى ما يجب أن نكون عليه.

وفي الختام، نبارك للإخوة الفائزين في انتخابات مجلس إدارة الغرفة التجارية بمحافظة غزة متمنين لهم مزيداً من التوفيق في خدمة شعبنا، والسمو بمكانة الاقتصاد الفلسطيني، ونأمل أن يكون حدث انتخابات الغرفة التجارية يمهد لانطلاقة جديدة، يستفيد من ألقها كل الشعب الفلسطيني، وألا تكون هذه الانتخابات بضاعة محلية لا تصدر إلى الخارج أبداً !!

وإننا في فلسطين، إما أن نكون معاً أو لا نكون، وهذا هو الرهان الحقيقي.

المصدر : وكالة سوا

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد