الطالبة تغريد ميط ترسم البسمة على وجه عائلتها بنجاحها بالثانوية العامة

غزة / عبدالهادي مسلم /  على وقع الزغاريد وإطلاق الألعاب النارية استقبلت تغريد عادل ميط من مخيم البريج وسط قطاع غزة والحاصلة على معدل 99.4%الاولى على المحافظة الوسطى والثالثة على القطاع والتاسعة على مستوى فلسطين في الفرع العلمي نتيجتها التي كانت تتوقعها بأستمرار


الطالبة تغريد والتي تسكن في بيت متواضع في بلوك "12 " داخل المخيم كانت تنتظر اعلان النتائج على أحر من الجمر وسط حالة من التوتر والقلق يسوده بعض الاحيان الشعور بالخوف لكنها كانت على يقين بأن الله عزل وجل لن يخيب رجاها ودعائها وتعبها وكدها وسهرها
لم تفطر الطالبة تغريد إلا على حبات من تمر وشربة ماء وهي تنتظر اعلان النتائج والتي


تسربت لها في البداية من معارف الاسرة قبل اعلان النتائج الرسمية ، والتي أخبروها أنها متفوقة ومن الأوائل فعمت الفرحة والبهجة والسعادة أسرتها التي كانت متجمعة على مائدة الأفطار والتلفاز لسماع النتائج فطلبت منهم الهدوء لحين التأكد بشكل رسمي حتى لا يصابوا بالصدمة لو كانت النتيجة عكس ما يتوقعون


انتظرت الطالبة دعاء والدموع تتساقط من عينيها حتى وصلتها رسالة من جوال تعلمها بالنتيجة وهي نفس النتيجة التي أخبرت بها من قبل معارف الاسرة وبالرغم من صوت الزغاريد والبهجة والذي اختلط بالبكاء داخل أسرتها الا أن رباطة جأشها جعلها تنتظر انتهاء وزيرة التربية والتعليم من المؤتمر الصحفى والبدء بسرد أسماء الطلبة الأوائل، وأعلنت اسم تغريد من العشرة الاوائل على فلسطين فى الفرع العلمى، والثالثة على قطاع غزة والاولى على محافظتها.


فكانت الفرحة التي لا توصف والتي اختلطت بالدموع فسجدت تغريد شكرا لله عز وجل على كرمه وعلى هذا الفوز فسارعت إلى تقبيل ومعانقة والديها اللذان وفرا لها كل الامكانيات وشقيقاتها وأعمامها وبدأت باستقبال المهنئين من جميع أفراد الاسرة وأقاربها وصديقاتها وسط جو من البهجة والسرور.


وتقول الطالبة تغريد إنها حصلت على معدلها أولا بتوفيق الله عز وجل ورضي الوالدين وتعاونهما في توفير كل سبل الراحة لدراستي وكذلك الدراسة المستمرة وإلمامي بجميع المواد وترك الهواجس والمخاوف بالاضافة إلى الدروس الخصوصية في بعض المواد وشرح المعلمات والمعلمين في المدرسة.

مشيرة إلى أنها من الصف الاول وحتى التوجيهي ومعدلها فوق 98 %.


وتضيف الطالبة ميط وعلامات البهجة والسرور بادية على وجهها أن سر تفوقها يعود لعدة عوامل أولها أننا ومنذ بداية العام وحتى نهايته كنت مواظبة على الدراسة لدرجة أن نومي كان لا يتعدى 5 ساعات في اليوم وقبل شهرين من الأمتحانات النهائية وصل فقط لساعة أو لساعتين وكنت أجهد وأتعب نفسي لكن والحمد لله هذا التعب زال الأن بعد هذا التفوق أما العامل الثاني والذي ساعدني انتباهي لشرح المعلمات والمعلمين وحصولي على دروس خصوصية في بعض المواد كالفيزياء والرياضيات أما العامل الأخر فكان توفير والدي كل سبل الراحة والإمكانيات حيت أن والدتي ومنذ بداية العام طلبت مني أن لا أقم بأي عمل داخل المنزل وكنت فقط أجهز كأس شاي لي بين الفترة والأخرى.


وأشارت الطالبة المتفوقة والتي درست في مدرسة بنات البريج الثانوية "أ " أنني رفضت المشاركة في مسابقة أوائل الطلبة التي نظمتها مديرية التربية والتعليم بالوسطى وذلك حتى أتفرغ للدراسة.


وحول الصعوبات التي واجهتها تابعت قائلة "مشكلة الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي كانت العقبة الرئيسية وكنت في ساعات القطع أخلد للنوم وبعدها أصحو لمواصلة الدراسة وأن كانت مقطوعة أدرس على الكشاف.


ولم تنكر الطالبة تغريد أن الله حباها وأعطاها عقل مميز وموهبة ساعدها في الدراسة وحصولها على هذا التفوق مشيرة إلى أنها كانت لا تتردد في مساعدة أي طالبة تلجأ لها حتى لو كان ذلك على حساب دراستها.


ونظرا لاعتزازها بنفسها ويقينها بتفوقها وضعت على مكتبها ورقة بها بعض الأدعية واسمها المزين بالدكتورة تغريد ميط.


وتهدي الطالبة تغريد نجاحها وتفوقها إلى والديها وأعمامها وأخوالها الشهداء ولمعلماتها ومعلميها وناظرتها ولصديقاتها وجيرانها وكل محبيها ولمخيمها الصامد.


وقدمت الطالبة تغريد بعض النصائح للطالبات في التوجيهي قائلة" يجب عليهن قبل كل شيئ تقييم أنفسهن منذ بداية العام الدراسي ومعرفة المواد التي بحاجة للدراسة أكثر مع وضع خطة دراسية وتوفير الأهل لهن البيئة الصالحة للدراسة والانتباه لشرح المعلمات واستغلال أي وقت للدراسة وأن أمكن الاستعانة ببعض المدرسين الخصوصيين والاهم من ذلك كثرة الدعاء في الصلاة.


وستدرس الطالبة تغريد الطب وتتمنى أن يكون نصيبها منحة من السيد الرئيس حتى لا ترهق والديها في المصروفات الدراسية وختمت المتفوقة تغريد كلامها بأبيات من الشعر قائلة:

تجري الرياح كما تجري سفننا – -- نحن الرياح ونحن البحر والسفن
وأن الذي يرتجي شيئا بهمته – -- يلقاه ولو حاربته الانس والجن
فأقصد إلى قمم الاشياء والجبال تدركها – -- تجري الرياح كما أرادات لها السفن


وتقول والدتها :"منذ ان كانت في الاول الابتدائي هي دائما تحصد المرتبة الاولى، وكانت نتيجة طبيعة ولم تكن مفاجئة وسررنا بالنتيجة"، مضيفة أنه بالرغم من انقطاع التيار الكهربي والازمات الا اننا هيئنا لهل الجو المريح للحصول على المعدل".


أما والدها عادل ميط والذي يعمل موظفا في شركة توزيع الكهرباء قال وهو يحضن ابنته أن سعادتي لا توصف فالحمد لله أنني أعيش هذه اللحظات . وأضاف وتكاد الدموع تتساقط من عينيه أن ابنتي تغريد كانت دائما متفوقة ووفرنا لها كل سبل الراحة والمصروفات ومتمنيا أن يعيش كل مسلم هذه السعادة بتفوق أولاده.


أما عم الطالبة تغرير الشيخ عدنان ميط فقال نحمد الله على مثل هذه النتائج التي يحصل عليها أبنائنا بعد كد وجهد وتعب في الدراسة كما حدت مع ابنة أخي تغريد الذي أبارك لها ولوالديها هذا التميز والتفوق متمنيا أن ينال هذا التفوق لكل مسلم موحد بالله وأن تدخل الفرحة كل بيت مسلم
وكانت وزارة التربية والتعليم أعلنت مساء أمس أسماء الناجحين في امتحان الثانوية العامة (التوجيهي) لاول مرة في الفترة المسائية.


وبلغ عدد المتقدمين في كافة الفروع (79,264) مشتركا، وكان عدد الناجحين (49,122) مشتركا بنسبة بلغت (61,9)%، موزعين على الفروع.
وبلغ عدد المتقدمين في فرع العلوم الإنسانية (54,267) مشتركا، نجح منهم (30,128) مشتركا بنسبة بلغت ( 55,5 )%.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد