دمشق ترفض مبادرة روسية لـ"حكومة وحدة" واسعة الصلاحيات
دمشق / سوا / كشف مصدر مطلع مقرّب من وزارة الخارجية السورية لـ"العربي الجديد"، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، طرح على وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أثناء زيارة الأخير إلى روسيا الأسبوع الماضي، مبادرة تقوم على إنشاء حكومة وحدة وطنية واسعة الصلاحيات، تضم جزءاً من النظام الحالي، والمعارضة السورية (في الداخل والخارج) على أن يتنازل الرئيس السوري عن جزء كبير من صلاحياته لها، وتقود الحكومة فترة انتقالية تنتهي بانتخابات رئاسية. ولا يقتصر الحديث عن معارضين لا يزالون يتواجدون في سورية، بل إن المبادرة تستهدف أيضاً آخرين مقيمين في خارج البلاد.
ورجّح المصدر أن يكون الطرح الروسي عبارة عن مبادرة سعودية نقلها ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على حد قول المصدر. وبحسب المصدر، فإن هذه المبادرة، قدّمت على الأرجح أثناء زيارة محمد بن سلمان إلى موسكو في التاسع عشر من الشهر الماضي، وأنها حصلت بتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية، على حد قوله.
ووفقاً للمصدر، فإنّ التهدئة التي حصلت على جبهات القتال من قِبل المعارضة السورية، وخصوصاً في الجبهة الجنوبية، جاءت من أجل إفساح المجال للمسؤولين الروس لطرح المبادرة على النظام السوري.
وكشف المصدر نفسه، أنّ وزير الخارجية السوري عارض بشدة هذا الطرح. وأكد للروس أن النظام السوري سائر في معركته إلى النهاية، وأنه لا يريد من الروس سوى المزيد من الدعم بالسلاح، وهو الأقدر على مكافحة الإرهاب، وأن الغرب هو من سيطلب مساعدته في النهاية. وأكد المصدر أن السبب وراء ضعف فعالية الروس في الضغط على النظام، يعود إلى الدعم الكبير والضغط في آن معاً من قِبل الجناح المتشدد في النظام الإيراني.
كما يبدو أن تصريح الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، لقناة "روسيا اليوم" حول دعم الجامعة لإنشاء حكومة وحدة وطنية وفق بيان جنيف، والذي جاء متناقضاً مع الواقع كون بيان جنيف يدعو لإقامة هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، لم يكن مجرد زلة لسان من العربي.